"أفنان" تمزج شغفها وعلمها بتشكيل "منحوتات تشريحية"

جانب من المجسمات التي تشكلها أفنان-(من المصدر)
جانب من المجسمات التي تشكلها أفنان-(من المصدر)

ريم زايد

عمان- تسافر فنانة النحت التشريحي أفنان موسى (22 عاماً)، برحلة فنية عبر الزمن مؤرخة إرثاً تزامن وجوده مع وجود المجتمعات البدائية.

اضافة اعلان


أعادت موسى أبناء جيلها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي لرحلة واقعية إلى أحد أعرق الفنون التشكيلية "فن النحت" الذي يعتبر هوية صريحة حفرت وجود الإنسان في الصخر والحجر.


موسى الحاصلة على درجة البكالوريوس بتخصص العلاج الوظيفي في جامعة العلوم والتكنولوجيا، والتي تعمل اختصاصية علاج وظيفي في مركز لنمو وتطور الأطفال؛ تقول إن تخصصها الجامعي دعم موهبتها في "فن النحت التشريحي" وضاعف شغفها نحو ممارسة هذا الفن وأثار فضولها للغوص في أغوار الإنسان ورؤية أعضائه من الداخل".


وتشير إلى أنها تقوم بنحت المجسمات بكل الأحجام لأعضاء جسم الإنسان وبشكل دقيق مقارب للواقع من ناحية تجريدية أو تشريحية.
وتضيف موسى "مارست هواية الرسم منذ طفولتي، وملمة بجميع أنواع الفنون والأشغال اليدوية وأعتبرها متنفس وهواية"، عملت في بداياتي بفن "طي الورق الياباني" لأنتقل بعدها إلى ما شغفت به "فن النحت التشريحي"، واعتمادي على نفسي في التعلم "أتقنت فن النحت التشريحي من اليوتيوب وكنت أتابع فيديوهات روسية، ومن دول أجنبية أخرى، وأقرأ كثيرا في أصل هذا الفن".


يعتبر فن النحت أحد الفنون التشكيلية الذي يعتمد على نحت الحجارة أو الشموع أو الصلصال أو الفخار بأنامل اليد، لإبراز مجسم ذات أبعاد ثلاثية والذي يركز بشكل خاص على تشكيل الهيئة الجسدية وتأريخ الممارسات الإنسانية، وكان له دوراً قوياً في تطور الثقافات والحضارات. وتسرد موسى بداياتها وتقول، "بدأت بممارسة فن النحت التشريحي قبل خمس سنوات ولم أكن على دراية أن الصلصال الطيني متوفر في الأسواق وجاهزاً، ولشدة إصراري على تعلمه صنعت الصلصال في البيت".


أول مجسم نحتته موسى "وحيد القرن" بلون وردي، ثم اتجهت لتنفيذ شخصيات كرتونية صغيرة الحجم، وبعد صناعتها لهذه المجسمات توقفت عن تشكيلها لمدة عام ونصف لتتمكن من إتقانها.


وتكمل، "بعد غياب مدة قمت بنحت شكل قلب، ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعي ليحظى بعدها باهتمام بالغ من عدد من الإناث في مختلف دول الوطن العربي"، ثم قررت بدعم من والدي وتشجيع من أصدقائي أن أكبره ليصبح مشروعا بيتيا أستثمر من خلاله قدراتي في نحت الجسم من الداخل.


وتشرح، باشرت بعمل بازارات داخل الجامعة لعرض قطعي الفنية حتى بات يطلب مني أن أدرب أشخاص مهتمين بهذا الفن في مصر والسعودية ولبنان وفلسطين عن بعد، مؤكدة أن هذا الفن استمرارية وابتكار، "كلما تفنن الإنسان أثبت وجوديته" هكذا ترى موسى أهمية الفن، وأن تخصص العلاج الوظيفي، فيه قسم يعالج الأعضاء بالفنون، لذا تعتبر أن هذا الفن خدم تخصصها بشكل كبير.
تنهي موسى حديثها قائلة "متى يومئ الفن إليكم أرخوه"، لأن الفن منذ أزليته يعبر عن "أنطولوجيا الإنسان ونشأته".