استقبال "أم حفظي".. فعاليات وتقاليد شعبية تحتفي بمادبا عاصمة السياحة

98
98

عزيزة علي

عمان- بمناسبة اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية لهذا العام، أقام منتدى الرواد الكبار بالتعاون مع "ملتقى أحباب مادبا الثّقافيّ"، أول من أمس، حفل استقبال أم حفظي بعنوان "استقبال من روح مادبا"، اشتمل الحفل على العديد من الفقرات الفنية والشعرية قدمها مجموعة من أطفال مدارس مادبا.اضافة اعلان
المشاركون في الاستقبال قدموا فقرات فنية تراثية فلكلورية أردنية شعبية، رسم الفرح والبهجة في المكان، فاستمتع الحضور ببرامج الحفل.
الطفل محمد الخطيب قدم مجموعة من الفقرات الفنية من شعر وغناء، حيث تغنى بالوطن وقائده، ثم قدمت فرقة "نشميات مادبا"، مجموعة من فقرات الفلكلور الأردني التراثي الشعبي، منها زفة العروس وخروجها من بيت أبيها، بمرافقة الطبلة والدبكات الشعبية، وقدمت في الحفل الأكلات الشعبية مثل: الرشوف واللزاقيات، وغيرها.
من جانبها قالت مديرة منتدى الرواد الكبار هيفاء البشير، إن هذا الحفل التقليدي الذي يجمعنا إنسانيا وعاطفيا هو "استقبال أم حفظي"، الذي اعتاد المنتدى أن يقيمه إحياء لتقاليد عاشتها السيدات حين كانت المرأة تقبع في بيتها ملازمة لأسرتها تعين زوجها وأفراد عائلتها وتقضي نهارها بين جدران منزلها لا تتخطاها إلا للضرورة ولا يمكنها لقاء جاراتها أو صديقاتها إلا من خلال تخصيص يوم في الشهر يسمى "الاستقبال"، حيث تفتح أحد السيدات بيتها لاستقبال الصديقات والجارات، فتكون مناسبة للقاء يوطد أواصر المحبة بين النساء وفسحة للتسلية والترويح عن النفس، ومناسبة للاستماع للعزف على آلة العود والغناء.
وأضافت البشير، كانت أمي رحمها الله أم حفظي في مثل هذا اليوم تجود في تقديم أطيب الطعام، واستقبال السيدات، وفي هذا العصر الذي فرق الناس وباعد بينهم، وجدنا في المنتدى أن نحيي هذا التقليد، وارتأينا أن يكون في كل مرة بنكهة مدينة من المدن، فكان أن أقمنا العديد من الاستقبالات التي تعكس عادات وتقاليد كل مدينة مثل: نابلس، السلط، إربد، الكرك وغيرها، واليوم نستقبل سيدات مادبا النساء الأبيات الشامخات حارسات مدينة الرسل والأنبياء، صاحبة الفن والفسيفساء، لنتعرف على تقاليدهن ونشاهدهن يرتدين الزي الخاص بمدينة مادبا الجميلة.
وأشارت البشير إلى الرسالة السامية التي يحملها منتدى الرواد الكبار الذي هو الجناح الثاني لجمعية الأسّرة البيضاء الذي يرعى كبار السن القاطنين في بيوتهم بعدما أدوا رسالتهم تجاه أبنائهم وأسرهم وباتوا بحاجة لمكان للتسلية والترويح عن النفس، فكان هذا المنتدى الذي حقق نجاحات عدة على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية والترفيهية، حيث أنه مستمر بدعمكم المادي وتبرعاتكم السخية التي تعني أننا مجتمع متكافل متضامن يوقر كبيره ويحن على صغيره، وما إقامة مثل هذه الاحتفالات إلا رسالة محبة تحيي ذاكرة الكبار وتعرًف الأجيال الجديدة بتراث أبنائها وأمهاتها.
من جهتها قالت رئيسة ملتقى أحباب مادبا الثّقافي جازية المعايعة، نحن هنا لنشاهد ونلتقي معكم ونقيم الاحتفالات الثقافية بمناسبة مادبا عاصمة السياحة العربية، مبينة أن مادبا هي الجمال والعطاء والسهول والأرض المعطاء الراسخة بأهلها، ورجالها ونسائها وعشائرها الأصيلة من كل الأطياف مسلم ومسيحي، فنحن نفتخر بأدراج مأدبا عاصمة للسياحة العربية 2022.
وأضافت المعايعة أتينا إلى عمان لنشاهد معا بعض من تراثنا والذي نسعى جميعا للحفاظ عليه وعلى عاداتنا وتقاليدينا وإرثنا الثقافي للأجيال القادمة من خلال ملتقى "أحباب مادبا الثقافي"، ومادبا تحتاج إلى دعم جميع الجهات لترويجها محليا وعربيا ودوليا من أجل الاستثمارات السياحية.
وأشارت المعايعة إلى أن هناك مشاريع نسائية تقودها الجمعيات الثقافية في المحافظة مادبا من اجل تمكين المرأة من الحرف اليدوية التراثية مثل "تهديب الشماغ، المطرزات وصناعات أخرى"، مبينة أن مادبا هي ليست مدينة عادية بل هي مدينة تحمل تاريخ عريق لأبناء المدينة من الكرم والجود، والترحيب بالضيف والأخوة بين أبناء المدينة دون تمييز أو عنصرية.
وقالت المعايعة إن ملتقى "أحباب مادبا الثقافي"، يعمل بروح المشاركة ويقدم كل ما يمكن الاسهام من أجل تحقيق الأهداف ورعاية الموهبين وتوفير مشاريع وتوفر فرص عمل التي تربط الملتقى بالمجتمع المحلي للبرامج الهادفة، نحن جزء من المجتمع الأردني نعتز باردنا ومدنه الجميلة، مادبا السلط، عمان وكل الوطن الغالي.
المشرفة على الفرقة بلقيس الشوابكة قالت، إن هذا العرض الذي قدمته فرقة "نشميات مادبا"، الذي ضم عشرة طالبات في مراحل عمرية ودراسية مختلفة، وهذا العرض هو عبارة عن وصلات أغاني تراثية شعبية، بمرافقة أحد الطالبات بالضرب على آلة الطبلة.
وأوضح الشوابكة أن هذه الفرقة تأسست في العام 2022، وتتبع الى ملتقى أحباب مادبا الثقافي التابع لمديرية ثقافة مادبا، حيث أطلقت الفرقة من مدرسة خولة بنت الأزور، وقد قامت الفرقة بمشاركة محلية على مستوى المديرية، وشاركت هذه على مستوى الإقليم، داخل الأردن، وفازت بالمركز الأول، وهي الآن ضمن "ملتقى احباب مادبا الثقافي".
ميسون الشوابكة التي أدارت تفاصيل هذا الاستقبال قالت، أحمل لكم تحية من مادبا، مادبا التي تتميز بالسيول والينابيع، حارسة المعمدان والفسيفساء، والهواء الجبلي، موضحة أن مدينة مادبا تمتاز بطبيعتها الجميلة الخلابة وتشتهر بالفسيفساء، تشتهر مادبا بأنها مدينة الفسيفساء وتضم كنيسة بيزنطيّة قديمة بالإضافة إلى كنيسة الروم الأرثوذكس، وكنيسة الرسل وجبل نيبو ومكاور، وأشهر موقع أثريّ يزوره السواح في مدينة مادبا، هو كنيسة فيها لوحة فسيفسائية عملاقة، وهي منطقة زراعية، ومحاطة بعدة جامعات من أشهرها الجامعة الألمانية والجامعة الأميركية، وهي واحدة من المدن المبدعة التي سجلت في قائمة اليونسكو للمدن المبدعة في مجال الفنون والحرف منذ العام 2017، وقد بناءها المؤابيون في القرن التاسع قبل الميلاد.

جانب من الفعاليات والتقاليد الشعبية- (من المصدر)