الأردنية شهاب رئيسة لمركز الإبداع وريادة الأعمال بولاية "وايومينغ" الأميركية

258
258
إبراهيم المبيضين عمّان- بعد مسيرة امتدت لأكثر من عشرين عاما في مجالات البحث العلمي التطبيقي والتكنولوجيا الحيوية وريادة الأعمال؛ تمكنت رائدة الأعمال والباحثة الأردنية “بينيلوبي شهاب” من نيل ثقة واحدة من أكثر الولايات الأميركية تميزا في مجال الاقتصاد والطاقة والمال والأعمال وهي ولاية “وايومينغ”. حيث جرى اختيارها مؤخرا لتقود أول مركز للإبداع وريادة الأعمال في هذه الولاية التي تقع فيها أغنى مدينة أميركية هي “مدينة جاكسون”. وأعلنت شهاب وهي المديرة التنفيذية لشركة “مونوجو بيوتيك”، الشركة الأردنية لإنتاج الأجسام المضادة – أواخر شهر آذار (مارس) الماضي عن انضمامها إلى ولاية “وايومينغ” كأول رئيسة لأول مركز للإبداع وريادة الأعمال والذي شاركت بتأسيسه مع فريق مميز من نخبة الأساتذة في “جامعة وايومينغ” وفريق التنمية الاقتصادية لمكتب حاكم الولاية الواقعة في الغرب الأميركي. ريادية أردنية تقترح 8 أفكار للتعامل مع حالة تفشي كورونا وتقول شهاب، التي تحمل شهادة الدكتوارة في الصيدلة والعلوم الطبية، بأن اختيارها لهذا الموقع وثقة حاكم الولاية ورئيس الجامعة يحملها مسؤولية كونها “ستمثل المسلمين والعرب” في مراكز القيادة في الولايات المتحدة. وتشير في حديثها لـ “الغد” إلى أن هذا المنصب يعتبر “منصبا اقتصاديا وسياسيا” لأنه يشكل بداية تغير وتحديث لقطاع الأعمال في هذه الولاية التي تعتمد في الأساس على إنتاج واستخراج البترول والغاز في اقتصادها، حيث بدأت بدخول مرحلة التنويع في مصادر الدخل والاستثمار. وعن اختيارها لهذا الموقع، تبين شهاب: “عملت قبل سنوات مع رئيس الجامعة عندما كان نائب رئيس لجامعة أخرى في الينوي وعندما أصبح رئيسا لجامعة وايومينغ دعاني لزيارة الولاية والجامعة ومساعدته في وضع خطة لتأسيس مركز ريادة وإبداع لولاية ينطلق من الجامعة”. وتلفت إلى أنها بدأت عملها كمستشارة لرئيس جامعة وايومينغ في الشؤون الطبية والتنمية الاقتصادية، وهذا قادها للتعرف على حاكم الولاية وقادة الولاية الاقتصاديين ونالت ثقتهم خلال عام من الاستشارات في مجال الأعمال ما جعلها الخيار الأول لتأسيس المركز وإدارته، مشيرة إلى أن المركز مدعوم ماديا من موازنة الولاية وموازنة الجامعة ليغطي كل أنشطة الولاية. وتؤكد على دور البحث والتطوير في بناء الشركات وخصوصا الشركات الناشئة، لافتة بانها لا تقبل بالتقليد فقط بل تنادي دائما بالابداع والتميز. ويوجد في الولاية جامعة حكومية واحدة هي “جامعة وايومينغ”، إضافة الى 7 كليات مجتمع تخدم جميع انحاء الولاية. الى ذلك، تقول شهاب بأن “وايومينغ” هي ولاية “غير مألوفة للعرب وحتى للأميركيين أنفسهم”، مبينة أنها غنية بالموارد الطبيعة وأهمها الغاز والنفط ومعروفة بطبيعتها الساحرة وينابيعها الساخنة وجبال الروكي وبحيراتها. وبينت أن الولاية تضم “مدينة جاكسون” التي تعتبر موطنا للمليارديرات أكثر من أي مدينة أميركية أخرى، حيث يعيش ما مجموعه ثلاثة من أصحاب المليارات في هذه المدينة بثروة إجمالية قيمتها 52.1 مليار دولار. وتحتل ولاية “وايومينغ” المرتبة العاشرة من بين خمسين ولاية أميركية من حيث المساحة، وهي الأقل سكانا وثاني أقل ولاية من حيث الكثافة السكانية. ووفق شهاب؛ “لا أحد في وايومينغ يدفع ضريبة دخل فاعتمادها بالكامل يرتكز على موارد الطاقة”، لافتة إلى أن تذبذب أسعار الغاز والنفط العالمية دفع أصحاب القرار فيها الى تنويع موارد الدخل متجهة للتفكير بريادة الأعمال والإبداع والابتكار. وتحمل بينيلوبي شهاب سيرة عملية وعلمية متميزة وهي تمتلك شغفا وخبرة كبيرة في مجال العلوم وتطبيقاتها الريادية العلمية. وتعبر لـ “الغد” عن فخرها بأن مؤهلاتها ومسيرتها التي بدأت من الأردن لاقت تقديرا وثقة من هذه الولاية الأميركية المتقدمة من الناحية الاقتصادية والمليئة بالفرص، لكنها في الوقت نفسه عبرت عن حزنها لأنها كما تقول: “كنت أحلم بإكمال مسيرتي في الأردن”. وأسست شهاب شركة “مونوجو” في عام 2005، وقد ابتكرت الشركة منتجا تجميليا طبيا يحمل علامة تجارية اشتهرت باسم “سكنيو” للعناية بالبشرة، وهو منتج عملت الشركة على تطويره وصناعته من حليب الجمل ليعمل كعلاج لمشاكل البشرة وهو يباع اليوم في أكثر من 15 دولة حول العالم من بينهم الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبعض دول الخليج. و”مونوجو” هي أول شركة في العالم العربي في مجال التكنولوجيا الحيوية (استعمال المنظومة الحية أو جزء منها في التطبيقات الصناعية مثل الأدوية البيولوجية والتشخيصية والأغذية المعدلة جينيا واللقاحات وفي الزراعة والبيئة وغيرها)، وقد تم تصنيف الشركة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2019 من بين 100 شركة عربية ناشئة تشكل الثورة الصناعية الرابعة في منطقة الشرق الأوسط. والى جانب هذه الشركة؛ عملت شهاب على تأسيس العديد من الشركات، وكانت المؤسس والرئيس التنفيذي لصندوق البحث العلمي التطبيقي في الأردن، وتم اختيارها لتكون من بين مائة شخصية أكثر تأثيرا في العالم بحسب مجلة “اريبيان بيزنس” في العام 2017. ولدت شهاب في فلسطين وهي أم لأربعة أولاد، وبدعم الأهل حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم في طب المختبرات من جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، ومن بعدها أكملت دراستها العليا في علم الدم، التكنولوجيا الحيوية والمناعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وحصلت على درجة الماجستير في معهد لندن في عام 2004. وبعد ذلك أكملت تعليمها في عام 2011 بحصولها على درجة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية من جامعة كامبردج.اضافة اعلان