الأغوار الوسطى: عائلات معوزة تعيش مرارة برد الشتاء وضيق ذات اليد

منزل في الأغوار الوسطى-(الغد)
منزل في الأغوار الوسطى-(الغد)
حابس العدوان الأغوار الوسطى- رغم أن أمطار فصل الشتاء، تعد خيرا ورحمة، لكن معاناة الأسر الفقيرة التي تحاول جاهدة بأبسط الطرق مجابهة برد هذا الفصل، في ظل تردي أوضاعها الاقتصادية، تقف في مواجهة مع حالتها المتردية. خيام وبيوت بلاستيكية ومنازل متهالكة تقطر ماء على رؤوس ساكنيها، ما تزال عاجزة عن اتقاء قاطنيها للبرد القارس، بخاصة في ساعات الليل، في وقت تراجعت فيه المساعدات التي تقدمها عادة الجمعيات الخيرية، مع تراجع الدعم منذ بدء جائحة كورونا. معاناة فايز الذي يعيش وأسرته في غرفة من الألواح المعدنية لا توصف خلال الشتاء، فالأمطار تقطر على رؤوسهم، والرياح تهز بقوتها كيان مسكنهم المتواضع الذي استطاعوا اللجوء إليه، لكن دون أن تتوافر فيه أدنى مقومات الحياة، في حين أن معاناتهم تشتد في ظلام الليل القارس، الذي لا يرحم كبيرا ولا صغيرا. يضطر فايز كل يوم، إلى جمع الحطب لمنح عائلته القليل من الدفء الذي يتلاشى مع إطفاء موقد الحطب في سقيفته التي لا تقي من برد ولا من حر، موضحا أن معاناتهم تتكرر كل شتاء مع هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، في حين أن أوضاعهم الاقتصادية السيئة، تحول دون حصولهم على أي وسائل تدفئة لمجابهة تدني درجات الحرارة أو حتى توفير ملاذ آمن، يحميهم من تسرب المياه إلى مسكنهم. حال أم علاء ليس بأفضل من حال فايز، فهي تسكن وأسرتها في خيمة بلاستيك، هي أقصى ما استطاعت توفيره لأبنائها، مشيرة إلى أن الأوضاع في الشتاء كارثية بكل ما للكلمة من معنى، فبرودة الأرض التي يفترشونها تنهك أجسادهم كل ليلة، والخوف من الحريق يمنعهم من إدخال الموقد إلى داخل الخيمة، والرياح الشديدة تبث الرعب في قلوبهم من أن تقتلع الخيمة بما فيها. وتبين أم علاء، أن المساعدات التي كانت تصلهم لمجابهة الشتاء، تقلصت كثيرا في العامين الأخيرين، فغالبية الجمعيات باتت عاجزة عن تقديم المساعدات، بخاصة الأغطية اللازمة للأطفال، لافتة إلى أن العديد من الأسر على امتداد وادي الأردن، تعاني أوضاعا مأساوية طيلة الشتاء، وأن الأسر المعوزة هناك بالكاد تجد قوت يومها. ويتفق فايز وأم علاء، على أن الفقر وضيق ذات اليد وارتفاع أثمان المحروقات، كلها أسباب كافية لعدم اقتنائهم وسائل تدفئة حديثة كالمدافئ، ما يجعلهم يلجأون لاستخدام وسائل بدائية كإشعال النيران للتدفئة، مشيرين إلى أن فصل الشتاء بكل ما فيه من خير وبركة، لكن برده كابوس للأسر الفقيرة، لعدم قدرتها على درئه. أبو سلامة، يقطن وعائلته غرفتي "زينكو" في منطقة المزارع، بالكاد يستطيع توفير الطعام لعائلته المكونة من ثمانية أفراد، وتواجه تحديات كبيرة في الشتاء، فالبرد ينخر أجسادهم الهزيلة كما الجوع. العمل الزراعي، كما يقول أبو سلامة، لم يعد مجديا، مع تراجع القطاع، فبالكاد يتمكن من الحصول على ثمن الطعام، وتوفير اللباس المستعمل لمجابهة البرد، موضحا أنه لا يستطيع شراء مدفأة، وحتى إن تمكن من شرائها أو الحصول عليها بأي طريقة كانت، فلا يستطيع توفير ثمن الوقود لإشعالها، ما يضطره لإشعال النار للحصول على بعض الدفء لأسرته. وتؤكد عضو جمعية سنابل المجد الخيرية روشكا تيم، أن الشتاء يشكل عبئا ثقيلا على العديد من الأسر الفقيرة التي تعجز عن توفير مصادر التدفئة أو متطلباتها، فمعظم هذه الأسر، تعجز في الأصل عن توفير لقمة العيش لأبنائها، إلا عبر المساعدات أو رواتب صندوق المعونة الوطنية. وتقول "إننا في الجمعية مع بداية كل شتاء، أصبحنا نركز على توفير الأغطية من حرامات وبطانيات للأسر الفقيرة لمساعدتها على مجابهة البرد، على العكس من فصل الصيف الذي عادة ما يجري التركيز فيه على تقديم مساعدات عينية من طعام وشراب". ومن جانبه، يؤكد مصدر في مديرية التنمية الاجتماعية، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن المديرية تقدم باستمرار مساعداتها في فصل الشتاء، وتتضمن وسائل تدفئة وحرامات وفرشات، وما إلى ذلك من معونات، إضافة إلى المساعدات العينية والنقدية، موضحا أن آلية التقديم، تكون بطلب من صاحب العلاقة، أو بناء على تقرير من الدفاع المدني في حال تعرض منزل أو أسرة لأضرار الفيضانات أو انهيار أو سقوط أجزاء من المنزل، بسبب الأمطار، أو تشرد أسر بسبب الرياح، أو أي ظروف طارئة.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان