الامتحانات النهائية.. حاجة لترتيب الأولويات والحد من الضغوطات النفسية

564
564
تغريد السعايدة عمان- أجواء استثنائية داخل البيت وحاجة إلى ساعات كافية من الهدوء، تمهيدا للبدء بالامتحانات النهائية، حيث لا تخلو غالبية المنازل من وجود طالب أو أكثر ينتظر الجلوس على مقاعد الامتحانات والسعي نحو الحصول على علامات مرتفعة تؤهله لاجتياز المرحلة والمرور نحو العام الدراسي المقبل بسلاسة. وبعد عام دراسي “متسارع”، كما تصفه والدة الطالب ليث في الصف السابع، تنتظر الآن الامتحانات بهدف الوصول إلى “المرحلة الأخيرة من العام الدراسي؛ حيث وصفته بـ”المتعب” كونه بدأ في ظل النهايات لجائحة كورونا، وتعرضت للإصابة هي وأبناؤها الثلاثة، الذين اضطروا إلى التغيب عن المدرسة مدة تزيد على عشرين يوماً. لذلك، تحاول أم ليث تهيئة أجواء مناسبة من أجل سير عملية الامتحانات بكل هدوء وأن يحصل أبناؤها على علامات جيدة، وذلك من خلال تقسيم الوقت، كون الامتحانات موزعة على أيام متباعدة، وهذا يمكنها من متابعة دراسة أبنائها بشكل أفضل. وكان الفصل الدراسي الثاني قد تم تأجيله لأيام عدة خلال هذا العام، بعد أن كان من المفترض أن يبدأ في السابع من شباط (فبراير)، إلا أنه وبسبب تبعات جائحة كورونا وزيادة المنحى الوبائي، قررت وزارة التربية والتعليم تأجيل الفصل إلى العشرين من الشهر ذاته، الأمر الذي أسهم بشكل واضح في كسر العدوى بين الطلبة. غير أن هذا التأجيل أسهم إلى حد ما بحالة من التوتر بين الطلبة والمعلمين، كون “الوقت ضيقا والمادة الدراسية متراكمة وتحتاج إلى وقت كاف لشرحها للطلاب”، لذلك يشعر بعض أولياء الأمور بالتوتر نتيجة الإسراع في إنهاء الفصل، مع وجود مادة امتحان كبيرة بحاجة إلى تلخيص وشرح، كما ترى ختام السعود، وهي أم لأربعة أطفال في المدرسة. وتتشوق السعود، وهي موظفة، لقرب انتهاء العام الدراسي “الشاق”، على حد تعبيرها، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لمتابعة امتحانات أبنائها النهائية، الأمر الذي دفعها لطلب إجازة من عملها لحين انتهاء هذه الفترة، كون أولادها جميعاً في مرحلتي التأسيس والإعدادية. وفي الوقت ذاته، تؤكد السعود أن وجودها في البيت خلال فترة الامتحانات سيساعد على تحفيز صغارها، خصوصا عند استقبالهم بعد العودة من المدرسة، وتحضير وجبة غداء مناسبة، إضافة إلى البدء بالدراسة في وقت مبكر من اليوم ومن ثم النوم باكرا. وخلال فترة الامتحانات، تعمد الكثير من الأمهات إلى منع أطفالهن من اللعب بشكل كامل، وعدم السماح لهم بالاستراحة خلال الدراسة المنزلية، وهو الأمر الذي قد يسبب لهم نتيجة عكسية، وفق دراسات عملية تربوية؛ حيث تبين أن الطالب بعد مرور حوالي عشرين الى ثلاثين دقيقة، يبدأ بفقد تركيزه تدريجيا، لذلك من المهم أن يأخذ استراحة قصيرة، وبشكل متقطع، قد يقوم خلالها بالتسلية بشيء ما، أو الاسترخاء لفترة قصيرة، وهذا أمر له العديد من الفوائد الدراسية والذهنية والجسدية في الوقت ذاته. الاختصاصي والمدرب التربوي الدكتور عايش النوايسة، يرى أهمية تعليم الأبناء إدارة الوقت، فهي المدخل للوصول إلى النجاح في مراحل عملية التعليم كافة، وهذا يحقق الانضباط في أداء جميع المهام سواء في المدرسة أو خارجها، كما في مختلف المواعيد الدراسية النهائية المهمة، مثل تسليم تقرير ما، أو بحث لمادة معينة، وغيرها. إلى ذلك، يؤكد النوايسة أن إدارة الوقت بشكل جيد تجعل الطالب يحظى بوقت إضافي للاستراحة أو القيام بالأنشطة المختلفة أو حتى الحصول على قدر كاف من النوم، وبالتالي الاستعداد للاختبار بشكل جيد. وهذه الاستراحة القصيرة، بحسب الدراسات، لها فوائد جمة، أبرزها؛ زيادة الحماس والاندفاع للدراسة، وتنشيط الذاكرة بين الحين والآخر، والتخفيف من التوتر الذي يصاحب فترة الامتحانات، إضافة إلى زيادة التركيز على المادة المطلوبة عند تقسيمها، والأهم كذلك التخلص من الملل الذي يصاحب عملية الدراسة بشكل عام، الأمر الذي يساعد الطالب على التركيز والحفظ والفهم لمادة الامتحان النهائي. ومن أبرز الأمور التي يمكن لأولياء الأمور كذلك اعتمادها خلال فترة الامتحانات النهائية، بحسب النوايسة، تعليم الأبناء على فن الأولويات أثناء الدراسة، وذلك من خلال دراسة المادة بشكل منظم وذكي، ومراجعة جميع المواضيع المشمولة في الامتحان سريعاً عبر دراسة المفاهيم والأفكار الرئيسية في المادة بشكل عام، ثم الرجوع إلى المواضيع الصعبة ودراستها بشكل تفصيلي. هذه الطريقة في التدريس تساعد الطالب على أن تشتمل الدراسة على جميع الحقائق والنظريات والقوانين المتعلقة بالدروس المطلوبة، كما يمكن العودة لدراسة تفاصيل أكثر حول كل موضوع إذا تبقى وقت إضافي قبل الامتحان، كما يبين النوايسة، وهذا يتطلب من الأهل الوقوف إلى جانب أبنائهم في متابعة الدراسة والمرور بتلك المرحلة بكل سلاسة. ويشدد النوايسة على أن الأهل عليهم أيضاً أن يعملوا على تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وبقدراتهم والتعامل مع الاختبار بطريقة تبعدهم عن الضغط النفسي، وعليهم كذلك عدم وضع توقعات عالية للأبناء تفوق قدراتهم مع مراعاة القدرات الذهنية من طالب لآخر، حتى يشعر الابن بالاطمئنان والتخلص من الخوف من الامتحان ومن ردة فعل الأهل بشكل خاص. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان