التوقيت الصيفي يأتي "مبكرا".. وساعات النهار فرصة للاستمتاع بالربيع

التوقيت
التوقيت
تغريد السعايدة عمان- أيام قليلة ويبدأ العمل بالتوقيت الصيفي الذي تم تقديمه هذا العام شهراً كاملاً، حيث يشعر البعض أن في ذلك فرصة للاستمتاع بساعات النهار الأطول وبأجواء فصل الربيع والطبيعة، قُبيل حلول شهر رمضان الذي يأتي مبكراً لهذا العام في بداية نيسان (ابريل). وعلى الرغم من حالة القلق التي عبر عنها البعض، من تزامن التوقيت الصيفي المبكر مع بداء دوام طلبة المدارس، بسبب شروق الشمس المتأخر إلى حد ما، إلا أن هناك من يرى ان إيجابيات التوقيت الصيفي هي كثيرة وتنعكس على الحالة النفسية للأفراد، خصوصا بعد أشهر من الشتاء والبرد القارس والمنخفضات المتتالية التي أخفت من أشعة الشمس والدفْء الذي بدأ كثيرون يشتاقون له. لذلك، حاولت وزارة التربية والتعليم مراعاة فرق توقيت شروق الشمس من خلال تأخير بدء الحصص المدرسية بعد نصف ساعة من الموعد المعتاد، بحيث يكون في الساعة الثامنة والنصف، بدل الثامنة، حتى نهاية شهر آذار (مارس) المقبل، والتي يبدأ فيها موعد شروق الشمس مناسباً مع بدء الدوام المدرسي وغيرها من الوظائف التي تتطلب الخروج مبكراً من المنزل. وكانت الحكومة قد أقرت تقديم موعد تغيير الساعة وبدء العمل بالتوقيت الصيفي، لأول مرة مع نهاية شهر شباط، "ابتداء من فجر يوم الجمعة (25) من الشهر الحالي"، حيث سيستمر لهذه المرة ثمانية أشهر متتالية، بعد أن كان لسنوات طويلة معتمداً في نهاية آذار (مارس)، الأمر الذي أوجد وجهتي نظر ما بين مؤيد وراغب بذلك، بحثاً عن ساعات نهار إضافية، فيما آخرون يعتقدون أنه من المبكر حلول التوقيت الصيفي وما له من تاثير خاصة خلال ساعات الصباح الباكر. وتضاربت الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض. ومحمد طارق، وهو من المؤيدين للتوقيت الصيفي، مبينا "الساعة السادسة والنصف هو موعد شروق الشمس ويمكن الحركة بسهولة ويسر خلال هذه الفترة"، لافتا إلى أن هذا التوقيت "يعيد الحياة والجمال". كما تتفق ريناد خوالدة بأن التوقيت الصيفي لهذا العام من الجيد ان يأتي مبكراً كونها تعمل في إحدى المؤسسات الخاصة لغاية الساعة الخامسة مساءً، لذا، ترى أن التوقيت الصيفي مناسب جداً بمنحها ساعة إضافية للعودة للبيت قبل غروب الشمس، وفي أجواء أكثر دفئا على حد تعبيرها. أما كوثر خالد، وهي موظفة وأم، تقول انها سعيدة جداً بالتوقيت الصيفي، إذ يساعدها خلال أيام العُطل ان تخرج في رحلات عائلية خلال شهر آذار، كون شهر نيسان لهذا العام يتزامن مع شهر رمضان المبارك، والذي يصعب الخروج خلاله بالرحلات والتنزه خارجا، كما انها تشعر بالإيجابية والطاقة خلال النهار مع شعور بالطمأنينة بأن تعود للعمل مبكراً ولديها الوقت الكافي لأعمال المنزل وتدريس الأبناء. دراسات وأبحاث عديدة أجراها علماء صحة جسدية ونفسية حول تأثير أشعة الشمس على النفسية و"الأمزجة"، وتُظهر أن الحرمان من أشعة الشمس يمكن أن يسبب حالة تسمى "الاضطراب العاطفي الموسمي" وهو نوع من أنواع الاكتئاب الشائع في أشهر الشتاء، أن أشعة الشمس تساهم في تحسين الحالة النفسية وتخفف من الاكتئاب لأنها تسمح للجسم بإنتاج المزيد من السيروتونين في المخ الذي يساعد على الشعور بالراحة والتخلص من التوتر. اختصاصي الصحة والطب النفسي الدكتور أحمد عيد الشخانبة يؤكد أن هناك تأثيرا نفسيا كبيرا ومباشرا عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة من خلال زيادة ساعات النهار، كما في تحويل التوقيت للنظام الصيفي، وزيادرة الفترة المتاحة لمقدار الإنجاز اليومي، عدا عن الوقت الذي يستطيع فيه الفرد الاستمتاع بالهواء الطلق والضوء. ووفق الشخانبة، يساهم التوقيت الجديد بتحسين النفسية والمزاج لدى الإنسان، على عكس لو كانت هذه الفترة في ساعات الليل أو "الظلام"، حتى وإن كان هناك أفراد يفضلون تلك الأجواء، فغالباً الظلام يرتبط بالجلوس في المنزل والتعب والإرهاق والرغبة في الاستراحة والحاجة إلى النوم، وبالتالي زيادة ساعات النوم لها تأثيرها فضل من مختلف النواحي. ويشير الشخانبة، إلى أن الدول الاسكندنافية في بعض المواسم تكون فترة الليل والظلام اكثر من ثلثي اليوم، لذلك تكون الحالة النفسية لديهم أكثر صعوبة، وتزداد لديهم حالات الانتحار كذلك، وفقا للأرقام، بعكس فترات النهار الطويلة التي تكون فيها الحركة والمرونة أكثر لدى الافراد في المجتمع. ويتفق الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة مع الشخانبة بأن فصل الربيع الذي يتوافق مع بدء التوقيت الصيفي يحمس الإنسان بأن يستغله بالقيام في العديد من الأعمال والأنشطة التي تحسن مزاجه وتنظم حياته، لافتا إلى أن الفترة الحرجة التي يمرّ بها الكثيرون بسبب الإصابة بفيروس كورونا. لذلك فإن وجود ساعات نهار إضافية هي فرصة كذلك للتمتع بالأجواء والخروج من المنزل وكسب الفوائد الجمة لأشعة الشمس المباشرة. ويضيف مطارنة أن الجسم بحاجة إلى أشعة الشمس بهدف الاستفادة من الطاقة التي تمنحها، خاصة الإنسان الذي تعرض للمرض أو التعب خلال الفترة الماضية، لذلك من المهم الخروج في رحلات عائلية، والابتعاد عن شاشات التلفاز والهاتف، والبحث عن أماكن الهواء الطلق والتمتع بالمناظر المحيطة قُبيل حلول الظلام. وتاريخياً، كان الأميركي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، ولكن لم تبد الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين، وبعد ذلك قام بإعادة طرح الفكرة البريطاني وليام ويلت، وبقي القانون باستخدام التوقيت الصيفي يتأرجح إلى أن تم إقراره لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة. اقرأ المزيد:  اضافة اعلان