"العناق الأخير" بإصدارها الثالث.. المومني تنقل أحداثا ومشاعر إنسانية تلامس القلوب

aa297367-untitled-1
aa297367-untitled-1
رشا كناكرية – بطاقة مليئة بالتفاؤل وابتسامة تملأ الوجه، أعلنت الكاتبة دينا المومني، عن إصدار كتابها الثالث بعنوان “العناق الأخير” الذي جمعت فيه نصوصا نثرية، تضم 21 قصيدة شعرية من الشعر الحر الممزوج بعاطفة المرأة، لتستفز بها عاطفة الرجل الشرقي العنيد والمتكبر. وإن كان هذا المسمى هو فقط مجرد ادعاء وتحايل على النفس بنظرها، ولكن اختارته على أمل أن يكون النهاية لمشاعر، لطالما رافقتها في تلك المرحلة، وكأنه العناق الأخير لهذه المشاعر المرهقة. وفق حديثها لـ”الغد”. المومني كاتبة شابة (29 عاما)، بدأت رحلتها في عالم الكتابة بخطوات بسيطة، ولكنها ثابتة ومدركة طريقها لتحجز مكانا بين الكتاب العرب، ولتنقل مشاعرها بكلمات تدخل قلب كل قارئ. بدأت المومني تخط كلماتها من صغرها برسائل طفولية، اعتادت أن تتبادلها مع صديقاتها وإن كانت رسائل عادية، ولكنها حملت بداخلها شغفاً للكتابة نما معها يوما بعد يوم، لتنتقل لكتابة الخواطر فيما بعد، باتجاه جذبت له لا إراديا. وفق قولها. وقد كان للصدفة دور كبير في بداية مسيرتها، ففي أحد الأيام وبينما أختها تستمع لأحد البرامج الإذاعية التي تسلط الضوء على المواهب الشابة في الكتابة على إحدى الإذاعات الأردنية، اقترح عليها أن تجرب حظها وتعيش شغفها، وتقدم على هذه الخطوة بمشاركة كتاباتها في هذا البرنامج. أعجبت المومني بفكرة أن تنشر خواطرها، وفي وقتها كانت بعمر 17، وبدأت تشارك به في كل أسبوع، وتقرأ خاطرة من مجموعتها، وهذا ما شجعها أكثر للاستمرار في الكتابة. وبفضل تميزها وشغفها الذي كان يسمع في نغمات كلماتها خصص لها البرنامج فقرة خاصة لمرة واحدة في الأسبوع، لتلقي فيها كتابتها، فقد لاقت ردود فعل إيجابية ومحببة من المستمعين الذين كانوا ينتظرون فقرتها بفارغ الصبر، وأصبحت مشاركة دائمة في البرنامج. الخواطر كانت الخطوة الأبرز لدخول المومني لعالم الكتابة، وتناولت بها المشاعر الإنسانية في حياة الفرد، من فرح وحزن واشتياق وحنين، لتشعر المومني بسعادة كبيرة وهي تقضي ساعات بين الأوراق لتنقل مشاعرها. وتعبر عن ذلك بقولها: “عندما أكون سعيدة قليلا ما أعلم كيف أعبر عن ذلك بينما في لحظات حزني أبدع في الكتابة وكأنه يلهمني، فقد وجدت في مشاعر الحزن والاشتياق والحنين الحافز الذي يدفعني للإبداع في الكتابة”. وتتابع المومني، “عندما أمسك قلمي وأضع الورقة أمامي انتقل لعالم آخر.. لمكان فيه مملكتي ومكاني الخاص، فالكتابة لي وللكثير من الكتاب هي وسيلة لتفريغ ما بدواخلنا فلا أحد يكتب لمجرد الكتابة وإنما ليمرر الراحة لقلبه”. وتكمل، “أجد نفسي في هذا المكان وجميع ما أكتبه هو جزء مني وأخاف عليه”، وبعكس الكثيرين، فقلما تنشر المومني كتابتها وتشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم حقوق ملكيتها، ولكنها تخشى نشرها، على حد قولها، وجميع الكتب التي أصدرتها تعتبرها جزءا منها، وكأنهم أطفالها، فقد تركت جزءا منها في طيات هذه الكتب. وقد يجد البعض الغرابة في هذه الحقيقة، ولكن المومني كتبت قبل أن تهوى القراءة ولم تكن من محبيها في صغرها، وبدأت تكتب فقط لمجرد الرغبة في كتابة ما يجول في خاطرها. بالإضافة إلى أنه لم تتح لها الفرصة من الأساس لتقرأ بحكم التواجد في قرية بعيدة في محافظة عجلون، مع غياب تواجد أي مكتبات توفر بيع الكتب مثل غيرها من مناطق المدينة في ذلك الوقت. وبالرغم من اعتراض والديها على الاتجاه الأكاديمي لتخصص الإذاعة والتلفزيون، إلا أنها أصرت عليه، فمن صغرها كان الكل يطلق عليها لقب الإعلامية لحبها في الكتابة، وكان لديها ميول للمجال الإعلامي. وقد بدأت المومني القراءة عندما دخلت الجامعة، واتسعت دائرتها، وتمكنت من رؤية العديد من المكتبات وتعرفت على مكتبة شادي التي منها بدأت مشوارها في شغف القراءة والتطور. ومن خلال قراءتها لمختلف الكتب بدأت الموهبة لدى المومني تنمو وتتطور وتتحسن وأصبح لديها مخزون لغوي ومعرفي، وأضافت الكثير من المصطلحات لها وتغير أسلوبها في الكتابة. وفق وصفها. وتقول المومني “ما دامت الموهبة حاضرة يكون الإنسان قادرا على الإبداع بما يحب”. وهذا ما حصل معها، ولكن يجب أن يرافقه البحث والقراءة لزيادة المعرفة بأنواع الكتابة المختلفة. فقبل إصدار كتابها الأول قرأت الكثير من الرسائل الأدبية، وتعرفت على أنماطها وهذا ما يساعد الكاتب على الإبداع بالكتابة، وفق قولها، فالقراءة إذا اجتمعت مع الموهبة يصبح الإنسان متمكنا أكثر في موهبته. وكذلك كان للصدفة مرة أخرى الدور الأكبر في نشر أول كتاب لها بعنوان “رسائل إلى السيد ألف” خلال دراستها سنة 2018، فلم تكن نية النشر حاضرة في بالها، ومن دون أي تخطيط مسبق وجدت لديها عددا كافيا من الرسائل الأدبية، وقررت جمعها تحت هذا الع نوان. “الكاتب يحب أن يحفظ كلماته وكتاباته ويخلدها بكتاب يحمل اسمه” بحسب المومني، وبعد تفكير طويل لاختيار الاسم وقع الاختيار على “رسائل إلى السيد ألف” نسبة إلى اسم زوجها وقد كان اختيارا موفقا ولحسن الحظ، فقد جذب العنوان الانتباه ولفت الأنظار وهو عبارة عن رسائل أدبية بين فتاة تخاطب شابا عن مشاعرها. وصدرت لها في العام 2020، رواية، تزامنت مع جائحة كورونا بعنوان “نجونا من الحب بأعجوبة”. وتبين المومني أن زوجها الداعم الأول لها، وبشكل كبير، فقد آمن بها وبموهبتها وكان العون لها لتستمر في شغفها، فقد كانت الزوجة والطالبة والأم والكاتبة، وبكل هذه المسؤوليات كانت قوية بمساندة زوجها وعائلتها لها، فقد كانوا فخورين بإنجازاتها وأنها تفعل ما تحب، وصنعت ما كانت تؤمن به من صغرها ودائما هم مشجعون لها لتستمر في شغفها. وتؤكد المومني أنه من الصعب أن يكتب الانسان عن أمر لم يشعر به، فالدافع الأول للكتابة هو الحالة الإنسانية التي يتواجد بها ويعيشها وهذا الأهم. وتبين أنه يجب أن يشعر المرء بالأمر ليكتب عنه، فقد يكون بصلب الموضوع أو حدث له ومر به، فيكتب عنه ليتخلص منه ويفرغ ما بداخله. وتضيف أن الكاتب ينقل ما يراه من حالات حوله، وهنا يحدث التقمص الوجداني فيضع نفسه مكان هذه الشخصية ويكتب عنها وعن مشاعرها في هذه اللحظة. “ولا ننسى الخيال” وهو أمر إجباري في الروايات، فقد يكتب عن تجربة أو مشاعر شخصية، والخيال يأخذ مكانه ليصبح التسلسل منطقيا في الأحداث. الحب هو السمة الأساسية لجميع كتابات المومني “طالما الحب موجود أنا أستطيع أن أكتب”، فهو الدافع الأساسي لكتاباتها وهي المشاعر الأسمى بنظرها. وتطمح المومني في المستقبل القريب أن تكمل رواية بدأت بها في أيام دراستها سنة 2011 وكانت تقرأ أجزاء كثيرة منها على الراديو، وللآن هنالك من يتواصل معها لمعرفة نهاية هذه الرواية ويحثها العديد على إنهائها، وهي ضمن أولوياتها وتحمل عنوان “رجل أسميته رحيل”. ولم ترسم المومني خطة محددة لمسيرها، ولكن الأهم أن لا تتوقف عن شغفها وتستمر في الكتابة ففيها تحيا. وفق قولها. وعندما بدأت المومني بنشر الكتب لم يكن هدفها الربح المادي، وإنما أن يقرأ لها أكبر عدد من القراء، فهي على استعداد أن توفر كتابها مجاناً لكل محب للقراءة. وتبين أن هدفها أن يصل للقارئ إحساسها ويشعر بكلماتها، وقد تلقت ردود فعل إيجابية، وقرأ لها أشخاص من مختلف الأعمار والأماكن.اضافة اعلان