الفصل الثاني.. سيناريوهات وتساؤلات حول مدى "مأمونية العودة"

طلبة داخل أحد الصفوف المدرسية في عمان -(تصوير: ساهر قداره)
طلبة داخل أحد الصفوف المدرسية في عمان -(تصوير: ساهر قداره)

منى أبوحمور

عمان- مع قرب انتهاء العطلة الشتوية وعودة الطلبة لاستئناف الفصل الدراسي الثاني، يعود الإرباك ليستقر داخل البيوت، خصوصا مع اختلاف السيناريوهات المطروحة، ذلك تسبب بحالة من القلق لدى أولياء الأمور، خصوصا مع انتشار المتحور أوميكرون.

اضافة اعلان


اختلاف السيناريوهات حول اقتراب عودة الطلبة لمقاعدهم الدراسية، يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى مأمونية العودة في مثل هذه الأوضاع الوبائية، في الوقت الذي أكد فيه خبراء ومتخصصون لـ"الغد"، ضرورة أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم خطط وبرامج لضمان عودة آمنة للطلبة إلى مدارسهم.


وتعكف وزارة التربية والتعليم على تطوير بروتوكول صحي جديد لاستقبال الطلبة بما ينسجم مع المستجدات الوبائية ويكفل عودة آمنة للطلبة واستمرارية في التعليم الوجاهي واستقرار للوضع الوبائي حتى لا تتحول المدارس من جديد لبؤر انتشار للوباء في ظل وجود المتحور أوميكرون.

كما وضعت الخطط والاستعدادات كافة لاستكمال العودة بناء على التغذية الراجعة التي جمعتها الوزارة من خبراء ومتخصصين، لتنسجم مع مستجدات الوضع الوبائي.


مقترحات كثيرة يوصي بها تربويون وخبراء أوبئة حول تأجيل الفصل الدراسي الثاني إلى بداية شهر آذار (مارس) المقبل، في الوقت الذي تنسق فيه وزارتا التربية والتعليم والصحة معا لضمان اتخاذ التدابير والاشتراطات الصحية كافة التي تتواءم مع المستجدات الوبائية في المملكة وبما يضمن بيئة تعليمية صحية آمنة للطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية.


الخبير الوبائي ومستشار الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد الطراونة، يبين لـ"الغد"، أنه في حال كان الوضع الوبائي يسمح بعودة التعليم الوجاهي وكان هناك انخفاض بعدد الإصابات، ينبغي على وزارة التربية والتعليم اتباع الإجراءات الاحترازية الصحية والوقائية التي ثبتت نجاعتها خلال الفترة الماضية.


ووفق الطراونة، هنالك ضرورة بالتعامل مع الفيروس بمزيد من الحرص، خصوصا مع انتشار المتحور أوميكرون سريع الانتشار، ما يتطلب التشديد على التزام الطلبة بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة والمحافظة على مسافة الأمان والحرص على تهوية الغرف الصفية باستمرار.


إلى ذلك، يلفت الطراونة إلى ضرورة أن تولي وزارة التربية والتعليم اهتماما كبيرا بالجانب التوعوي ومنح الوقت الكافي للثقافة الصحية خلال الدوام المدرسي وإعطاء النصائح للطلبة حتى يعودوا إلى منازلهم سالمين، ويأتوا إلى المدرسة آمنين حتى لا تتحول المدارس إلى بؤر تفشي الوباء.


ويشدد الطراونة، من جديد، على ضرورة إجراء فحوصات عشوائية داخل المدارس بشكل مستمر بشكل منظم وصحيح وعدم السماح للطلبة المجيء في حال ظهرت عليهم أي أعراض تنفسية علوية، لا سيما وأن النسبة الأعلى من إصابات كورونا هي للمتحور أوميكرون.


ويبين الطراونة ضرورة إعطاء الطلبة اللقاح ضمن الفئات العمرية المسموحة والحرص على نشر الوعي بين الطلبة وذويهم بأهمية تلقيه، مؤكدا ضرورة أن تؤخذ هذه الإجراءات مأخذ الجد وأن يكون لدى وزارة الصحة فرق تفتيش لمتابعة الالتزام وضمان عدم العودة إلى المربع الأول من جديد.


وعلى الصعيد الوبائي، يجد الطراونة أن تأجيل العودة للتعليم الوجاهي للفصل الدراسي الثاني إلى بداية آذار (مارس) في ظل ارتفاع المتواتر للإصابات بمتحور أوميكرون والمتسبب للموجة الرابعة، أمر مهم ووقائي.


ويرى أن اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يقلل من التجمعات في المرحلة المقبلة سيكون له تأثير إيجابي على الصعيد الوبائي، وفي حال تزامن ارتفاع عدد الإصابات مع عودة الطلبة إلى المدارس سيكون العدد كبيرا جدا، وسيؤدي إلى تعطيل الكوادر التعليمية والطبية، وبالتالي يؤثر أيضا على الوضع الاقتصادي. ويدعم الطراونة، بدوره، الرأي العلمي بتأجيل العودة للدراسة إلى حين وضوح الخريطة الوبائية.


ويوافقه الرأي التربوي الدكتور عايش النوايسة، لافتا إلى أنه وفي ظل ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية وارتفاع عدد الإصابات بالمتحور أوميكرون، ما يزال أمام الطلبة نصف عام دراسي كامل، ما يعني ضرورة أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم خطة واضحة ومدروسة تربويا وصحيا لضمان عودة الطلبة إلى مدارسهم.


ويشير النوايسة إلى أن تجربة التعلم عن بعد وما خلفته من مشاكل تربوية وفاقد تعليمي كبير، تؤكد ضرورة الحرص على ضمان استمرارية التعليم الوجاهي، وهذا يتطلب استقرارا في الوضع الوبائي ومزيدا من الالتزام في الاشتراطات الصحية، وأن تكون الوزارة قد درست العودة جيدا، خصوصا بعد العطلة الشتوية الكافية لضمان عودة آمنة للطلبة إلى مدارسهم.


ويؤكد النوايسة، بدوره، أن تأجيل الفصل الدراسي الثاني إلى بداية آذار (مارس) يساعد على ضبط انتشار العدوى، الى جانب زيادة نسبة التطعيم بين الطلبة والسيطرة على الوضع الوبائي.


ويسمح التأجيل، بحسب النوايسة، بإعطاء وزارة التربية والتعليم الوقت الكافي لنشر الوعي بأهمية اللقاح والتطعيم، فضلا عن ضرورة إيجاد بروتوكول صحي جديد مختلف عما تم تطبيقه في الفصل الدراسي السابق.


وبحسب النوايسة، فإن الفائدة من تأجيل الفصل الدراسي ليست مقتصرة على طلبة المدارس فحسب، حيث تم تأجيل دوام طلبة الجامعات الحكومية والخاصة أيضا لمحاولة الحد من التجمعات.


ويؤكد النوايسة إمكانية تغطية هذا التأجيل خلال فترة الصيف، ما يضمن تلقي الطلبة تعليمهم بصورة متكاملة، وفيما يتعلق بطلبة الثانوية العامة، فيمكن تحويل الطلبة خلال هذه الفترة إلى التعليم المتزامن من خلال تواصل المعلمين مع الطلبة من خلال وسائل التعليم الرقمية الموجودة مثل "تيمز" و"سكايب" من خلال حصص يومية مباشرة من المعلم وبحضور جميع الطلبة بعيدا عن المنصات كما هو الحال في الجامعات حتى لا يتم تعطيل العام الدراسي.


وفي الوقت الذي يوصي به تربويون وخبراء أوبئة بضرورة تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني إلى بداية آذار (مارس)، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما أوصت به لجنة التخطيط في الوزارة بتأجيل بدء بداية الفصل الدراسي إلى 20 شباط (فبراير) المقبل بسبب الوضع الوبائي، ما بين مؤيد ومعارض من أولياء الأمور.


ويؤكد الخبير الوبائي عبدالرحمن المعاني، أن الظروف الجوية القاسية والوضع الوبائي يحتمان على المعنيين التقدم بهذا المقترح لأسباب كثيرة، أولها شدة أربعينية الشتاء، لافتا إلى أن افتقار عدد كبير من المدارس للتدفئة المركزية ووسائل التدفئة الأخرى، خاصة في المناطق النائية والبعيدة؛ يرافقه ازدياد الحالات وانتشار الإصابات بمتحور أوميكرون الذي يتميز بسرعة الانتشار، وخاصة في التجمعات ومنها بيئة المدرسة.


ومن جهته، يبين الناطق الإعلامي في وزارة التربية والتعليم أحمد جميل المساعفة، في تصريح لـ"الغد"، أن الوزارة وضعت الخطط والاستعدادات كافة لاستكمال العودة الآمنة للطلبة لمقاعدهم الدراسية بناء على التغذية الراجعة التي جمعتها الوزارة من خبراء ومتخصصين، لتنسجم مع مستجدات الوضع الوبائي.


الخطط والبرامج لتطوير بروتوكول صحي لاستقبال الطلبة للفصل الدراسي الثاني ما تزال قيد التطوير، بحسب المساعفة، بهدف تعزيز النقاط الإيجابية ومعالجة القضايا والنقاط السلبية خلال الفصل الدراسي السابق.


ويأتي تطوير البروتوكول، وفق المساعفة، من خلال التغذية الراجعة التي جمعتها لجان التفتيش من وزارة التربية والتعليم عبر الزيارات المدنية وملاحظات معلم الصحة المدرسية، فضلا عن تدريب المعلمين على البروتوكول الصحي ونشر مزيد من "البروشورات" ونشر فيديوهات توعوية عن تطعيم الطلبة على منصات الوزارة.


ويقول المساعفة "استثمرنا مواقع الإعلام لنشر ورفع الوعي لدى المواطنين"، فضلا عن البدء بحملة تطعيم الطلبة بعد موافقة ولي الأمر بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة التكميلية واستكمال إعطاء الجرعة المعززة للكوادر التعليمية.


وفيما يتعلق بالتوصية التي رفعتها لجنة التخطيط المركزي في وزارة التربية والتعليم، أول من أمس، للجنة الأوبئة والجهات المعنية بتأجيل بدء دوام الفصل الدراسي الثاني حتى 20 شباط (فبراير) المقبل، أكد المساعفة لـ"الغد" أن التوصية لم تأت من فراغ وإنما من استمزاج آراء خبراء الأوبئة والتربويين والزيارات الميدانية للأمناء العامين للوزارة إلى مدارس التطوير التربوي التي يترأسها أعضاء من المجتمع المحلي التي أيدت هذه التوصية.


ويشير، بدوره، إلى أن التوصية لم تغفل عن تعويض الطلبة عن فترة التأجيل من خلال العطلة الصيفية، وذلك من خلال تقويم جديد ستصدره الوزارة حينها؛ حيث لا يقل عدد أيام دوام الطلبة عن 195 يوما، بحسب قانون وزارة التربية والتعليم.


ويلفت إلى أن نظرة وزارة التربية والتعليم في التعاطي مع الدوام المدرسي أكثر شمولية، فهي تأخذ بعين الاعتبار صحة الطلبة وتعليمهم في آن واحد.


ويلفت المساعفة الى وجود تنسيق دائم بين وزارتي التربية والتعليم والصحة لضمان اتخاذ التدابير والاشتراطات الصحية كافة التي تتواءم مع المستجدات الوبائية في المملكة وبما يضمن بيئة تعليمية صحية آمنة للطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية.

إقرأ المزيد :