المراهقون.. حينما يكون التباهي بالغضب طريقا لتحقيق الذات

899+
899+

ديمة محبوبة

ضمن حلقة تعارفية لـ ميساء سعد التي تعمل في مجال تدريب الشباب بعمر (15-18 عاما)، تفاجأت بإجابات اليافعين، حينما سألتهم عن أكثر ما يحبونه في أنفسهم، لتكون الإجابة “نحب في أنفسنا الجانب الغاضب والعصبية”! استغربت ميساء من هذه المشاعر السلبية التي يتحلى بها المراهقون، وكأنها صفة تميزهم عن غيرهم.

اضافة اعلان


اختصاصي علم النفس د.موسى مطارنة، يرى أن الغضب بشكل عام هو حالة نفسية، وظاهرة انفعالية يشعر بها الإنسان وتصاحبه في جميع مراحل حياته، لكن في مرحلة المراهقة تكون هذه المشاعر غير مسيطر عليها بالشكل الصحيح، وضمن سلوكات للفت الانتباه وإثبات الوجود.


ويرى مطارنة أن الغضب يعني زيادة في حالة التوتر، مشيرا إلى أن هذه المشاعر تلتصق بالمراهق أحيانا لأن هناك تغيرات جسدية ونفسية وعاطفية تتطور لديه فلا يدركها ولا يفهمها فيكون تعبيره بالغضب في بعض الأحيان.


وتعود ميساء، فتقول “هذه الإجابة كانت مربكة، فكيف لشخص أن يحب هذه المشاعر؛ إذ كانت قد اعتمدت هذا السؤال لما يقارب 100 مراهق ومراهقة ممن تعاملت معهم في الفترة الأخيرة، وكانت إجابات نسبة كبيرة منهم أنهم يتفاخرون بالغضب والعصبية والقوة، ويميلون للعنف والعدوانية، فبذلك يحصلون على ما يريدونه، وفق آرائهم”.


سليمان عوض (15 عاما)، يؤكد مقولة أن أكثر ما يحب بذاته هو قوته وغضبه، فيشعر أن كلامه مسموع وله وجود ومكانة بين محيطه وأصدقائه الذين يهابونه و”يحسبون حسابه” كما يقول. ويؤكد مطارنة أن هذه المرحلة تتسم بالعناد لدى بعض المراهقين، وفيها حالة من التمرد على المحيط، وفرض السيطرة.


وحول أسباب العصبية والغضب، حسب اختصاصي علم الاجتماع د.محمد جريبيع، يكون أحيانا عائدا للخوف من المحيط؛ حيث تكون العلاقات متوترة جدا بين الوالدين والمراهق، ليحاول إثبات شخصيته في الخارج وكذلك التغيرات التي يعيشها جميعها مسببات للغضب.


ومن أهم النصائح التي يعطيها جريبيع للأهالي؛ الحوار وعدم انتقاد المراهق أو المراهقة أو التجريح بالكلام، خاصة إذا كان هذا النقد أمام زملائه أو إخوته أو أحد أقاربه، فالمراهق يرى نفسه بشكل مختلف، لذلك فإن أي انتقاد يوجه إليه أو أي اختلاف في الرأي يزيد من غضبه وتوتره، ولأن مشاعره متأرجحة فهو يشعر بالخجل لكنه يغلفها بالغضب.


ويلفت إلى أن المراهق ينظر لنفسه بشكل مختلف في مرحلة النمو والتطور النفسي والبنيوي، وقد يشعره ذلك بالإحراج، ويتحول إلى شخص انطوائي وعدائي.


وينصح الأهالي بالإصغاء الى الأبناء وعدم الاستغراب منهم أو من أحاديثهم حتى طريقة التفكير أو انتقادهم الدائم، ففي هذه المرحلة، حسب جريبيع، على الأهل أن يتصادقوا مع الأبناء ويكونوا مساندين وداعمين.


ويبين مطارنة أن مرحلة المراهقة مليئة بالمشاكل وبالأزمات نتيجة التغيرات الجسدية والعقلية والاجتماعية عند المراهق، فلا بد من إحاطته ببيئة سليمة، وإعطائه حاجته بالحب والتعاطف والدعم المعنوي والنفسي كما كان يحدث معه عندما كان صغيرا.


ويعود جريبيع ليؤكد أن المراهق أو المراهقة في مرحلة معينة يزيد انتماءهم لأصدقائهم والثقة بهم أكثر من الأهالي بكثير من الأحيان، لأنهم بحاجة للشعور بالحرية والتعبير عن رأيهم بصراحة، والرغبة في التصرف باستقلالية.


فيما يتفق جريبيع ومطارنة على أن المراهقة مرحلة عمرية دقيقة، وتتسم بالتجدد المستمر، وقد يعبر المراهق عنها أحيانا بسلوكات وتصرفات تبدو عدوانية.

 

اقرأ أيضاً: