النقد.. حينما يؤثر تكراره في العلاقات

الفنان منذر مصطفى- (من المصدر)
الفنان منذر مصطفى- (من المصدر)
ترجمة: أفنان أبو عريضة عمان- عادة ما تستمع لأحدهم وهو يشير إلى أن الآخرين ينتقدونه على الدوام لتجد من حوله يقوم بتصحيح اتهامه على أنهم يحاولون مساعدته -لربما بشكل عنيف بعض الأحيان- لا أكثر. لكن الأبحاث تدعم نظرية أن النقد العنيف يمكنه ترك أثر سلبي عميق لدى المتلقي، كأن يصاب الشخص بالغضب أو محاولته التهرب من مسؤولياته تفادياً للنقد أو أن يودي به لتقديم أداء سيئ في عمله.

النقد المستمر.. هل يضع العلاقة الزوجية في مهب الريح؟

الانتقاد والتجريح من الشريك.. ألم وخيبة أمل وحزن يصعب تجاوزه

ولكن حتى النقد الإيجابي والبناء، إن كان متكرراً، فيمكنه التحول إلى نقد مدمر، بحسب ما نشر موقع “سيكولوجي توداي”. فما محفزات النقد؟.. الآتية هي بعضها:

تلقي النقد الدائم في الطفولة

إن كنت قد ترعرعت في عائلة كان النقد بين أفرادها دائماً، قد يتسبب ذلك في أن يصبح النقد جزءاً من تركيب الحمض النووي لديك، وفي تعاملك مع الآخرين مستقبلاً. بعض الأطفال قد يحاولون التأقلم في بيئة مشابهة من خلال الانسحاب أو محاولة أن يصبحوا أطفالا مثاليين. ولكن تماماً كصور الأذى الأخرى، سيتبنى بعض الأطفال الصفات التي كانت تسبب لهم الأذى في الطفولة، لتصبح جزءاً من هويتهم في بلوغهم.

السلطة

الأشخاص أصحاب الشخصيات النرجسية أو المضطربة أو ببساطة الذين لديهم سلطة كبيرة على غيرهم من الأفراد، يكون النقد إحدى طرقهم في التحكم والتلاعب بالآخرين.

التوتر

الصدمات والسلطوية هما بلا شك مسببان للنقد الدائم، لكن التوتر هو المسبب الرئيسي بلا منازع. إحدى الطرق الأكثر شيوعاً في تعامل الناس مع التوتر الدائم هي من خلال محاولة التحكم في من حولهم. هذا ما يشتكي منه العديد من الأزواج، التحكم المفرط. لكن ما يضيفه النقد إلى الوصفة هو إطلاق الأحكام على الآخرين. الأشخاص كثيرو الانتقاد لا يحاولون فقط الهرب من التوتر من خلال التحكم بغيرهم، لكنهم أيضاً يميلون لرؤية الأمور بالأبيض والأسود، والذي يسبب حاجة دائمة لديهم للانتقاد. فهم لا يقومون فقط بتعذيب غيرهم بالنقد الدائم بل أنفسهم أيضاً، فهم لا يتوقفون أبداً عن جلد أنفسهم على أخطاء صغيرة يرتكبونها.

الحقد

عندما يشعر الأشخاص بالإنهاك من شعور سيئ لا يفارقهم، أو من القيام بعمل لا يرغبون به، أو حتى كبح أنفسهم من قول ما يريدون ويشعرون، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار رغبة جامحة من النقد لديهم. في هذه الحالة يكون النقد ليس نقداً بالتحديد، بقدر ما هو غضب وعوالق في نفس الفرد لم يتمكن من تجاوزها.

التعامل مع النقد

إن كنت على الجانب الآخر من النقد، كيف يجب عليك التعامل معه؟ قم باختيار من تكون: إن كان لديك تجارب طويلة مع النقد اللاذع، لديك رؤية هشة لنفسك، أو أنك مكتئب، ولديك ميول لانتقاد نفسك بحدة، أو أنك تتأثر بسرعة من أي نقد يطالك فتشعر بأن كل تعليق سلبي من غيرك هو انتقاد مباشر لك. فحين تتعرض للنقد تجد نفسك تتعامل معه بعقلية طفل صغير، فتبدأ بلوم نفسك والشعور أن الطريقة الوحيدة للتخلص من هذا الشعور هي أن تؤدي بشكل أفضل. ومع أن تصرفا كهذا متفهم، إلا أنه يجب التخلص منه، فالانصياع لنقد الآخرين لا يسبب إلا تشجيع ميولهم للتحكم والنقد. ما عليك فعله هو فصل نفسك عن هذا النقد والحكم على ما تتلقاه من نقد بحيادية ودون مبالغة عاطفية. قاوم: عندما تدرك أن النقد لا يتعلق بك بقدر ما يتعلق بمنتقدك، فهذه التعليقات النقدية ليست انتقادات عابرة، لكنها جزء من نمط متكرر. لذا لا يجب عليك مناقشة التعليقات النقدية الموجهة إليك، فهي لا تقوم إلا بخلق نزاعات لا جذور ولا حلول لها. ما عليك فعله هو تحويل المحادثة باتجاه تكرار النقد من طرفه بعد أن يهدأ الطرفان، عليك توجيه المحادثة إلى شعورك الدائم بالانتقاد والحكم عليك وأن عليهم التوقف عن ذلك. تكلم عن توترك: إن كنت تشعر بأن مصدر انتقاد شخص ما لك على الدوام هو التوتر وليس حب السلطة، عليك مواجهته في هذا الصدد. دون التحول إلى وضع الدفاع عن نفسك على الدوام، عليك إظهار التعاطف مع معاناته ومحاولة فهمه ومساعدته. حاول حل المشكلة من الجذور: إن كانت الجذور هي حقد دفين لم يحل بعد أو عدم وجود توازن في العلاقة بين الطرفين، أياً كان السبب، حاول إيجاد حل لها مع الطرف الآخر بهدوء وتروّ. من خلال تشكيل خطة بداية ومن ثم تنفيذها لحل المشكلة من جذورها. الصعوبة تكمن هنا في ابتداء المحادثة وإخراجها من دوامة اللوم والجدال، وبدلاً من ذلك التركيز على النتائج والمشكلة الأكبر التي تحاولون حلها معاً. ساعد نفسك: إن كنت أنت الطرف المتحكم والناقد، وإن كنت قادراً على تمييز ذلك في نفسك وأنك شديد على غيرك ونفسك، فقد يكون الوقت قد حان لتغيير ذلك. ابدأ بتجربة وضع أولوياتك، التوتر الدائم يعطي انطباعاً بأن كل شيء مهم وملح. فحاول التروي وملاحظة انزلاقك نحو التوتر والتحكم. تخلصك من النقد لا يعني كبح نفسك عن التعبير بل تعلمك التعبير عن نفسك ومخاوفك واحتياجاتك بشكل أكثر انفتاحاً وبأقل تحكماً وعنفاً.اضافة اعلان