بدران تحث الطلاب على إيجاد أدوات جديدة تساعدهم على التميز

Untitled-1
Untitled-1
عمان – الغد- تقول عضو مجلس النواب السادس عشر، ونائب رئيس غرفة تجارة عمان، وغرفة تجارة الأردن، ورئيس هيئة الاستثمار سابقا، ريم بدران، إن التحدي كبير أمام الشباب، وفرص العمل محدودة خصوصا في القطاع العام. وتقول بدران التي تدير حاليا شركة استشارية خاصة بها، خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة إنجاز، إن تطوير المهارات مهم، وعلى رأسها، التواصل، وخصوصا في المجالات الجديدة التي تظهر. وتؤكد أن فرص العمل في القطاع العام محدودة والقطاع الخاص يحتاج جهدا كبيرا، لذا لا بد من تطوير مهارات اللغة الإنجليزية والحاسوب والريادة، فالتطور الرقمي من أساسيات المرحلة المقبلة، في أميركا الشركات الكبرى هي العاملة في تكنولوجيا المعلومات، والأردنيون متميزون في هذا القطاع، إذ تستثمر الشركات الكبرى في الشباب. وتبين بدران، أن المثابرة والاجتهاد والإيجابية والتعلم من الأخطاء، من المهارات المطلوبة لدى الشخص، ومن الواجب القراءة والثقافة، ولدى الطلاب الوقت لبناء معرفة كبيرة، ودراسة إلى أين يتجه العالم، وعلى الرغم من التحديات أمام الأهداف والمجتمع خصوصا في ظل هذه السن الصغيرة، فإن توصيل الرسالة يتطلب ذكاء لتسويق الفكرة. وتوضح أنها بدأت من الجامعة الأردنية، ثم درست الماجستير في إحدى الجامعات الأميركية، فأهم شيء بعد المدرسة، ما هو مجال الدراسة أو العمل، علما بأن التحدي في الماضي كان مختلفا، وفرص العمل متاحة أكثر، فالبطالة اليوم نسبتها 25 %، لكن اليوم الفرص مخلتفة، بوجود الإنترنت، وهناك وعي لدى الشباب، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وتقول إن الخيارات أمام الشباب أكبر، ولم تعد التخصصات التقليدية هي الحل، مؤكدة أن التعلم الأكاديمي واللامنهجي هو الذي يبني شخصية الطلبة. وتبين أنها عملت سنوات عدة بعد الجامعة، ثم قررت دراسة الماجستير، “وفي ذلك الوقت جاءت ابنتي الأولى دينا ثم ليث، وكانت مهمة صعبة مع الغربة فلم يساعدني أحد، بعد أسبوع كنت في الجامعة، دائما هناك مثابرة وضغط، وأنهيت الشهادة وعملت هناك فترة من الزمن”. بعد العودة في منتصف التسعينات كانت مرحلة جديدة اقتصاديا في الأردن، تقدمت للعمل في الحكومة بمؤسسة تشجيع الاستثمار والتي كانت تحت التأسيس، وتدرجت فيها، من مستشار إلى مدير عام 1999. وتقول إن بيئة العمل لم تكن راضية عن وجود إمرأة في منصب قيادي، “لكن لم يؤثر ذلك على تصميمي على العمل بطريقة جيدة، وبقيت 10 سنوات وآخر 5 سنوات في منصب المدير العام، حصلنا على جائزة الملك عبدالله للتميز، ما شكل داعما وحافزا للقائمين على المؤسسة”. بعد ذلك قررت بدران التوجه إلى العمل الخاص، لحب التجربة في مكان آخر، والاستفادة من خبرتها في القطاع العام، ثم قررت تأسيس شركتها الخاصة. في العام 2009، ترشحت بدران لانتخابات غرفة تجارة عمان، وكانت مرحلة صعبة لأنها أول امرأة تترشح للانتخابات منذ تأسيس الغرفة عام 1923، وهو ما دفعها لقبول التحدي، والإقبال عليه، وكانت تعمل بجهد كثيف ضمن الكتلة المترشحة معها، حتى تتعرف على القطاع التجاري عن قرب وبشكل مناسب، لتحصل على أعلى الأصوات في تلك الانتخابات. وبسبب خبرتها في مواضيع القوانين الاقتصادية كان لها ملاحظات جمة على قانون ضريبة الدخل في ذلك الوقت الذي كان قد صدر بموجب قانون مؤقت، مثل شريحة واسعة من التجار على قانون ضريبة الدخل، خاضت انتخابات مجلس النواب، وحصلت على أعلى الأصوات في الدائرة الثالثة في عمان، ثم خاضت انتخابات اللجان النيابية، مثل اللجنة المالية ولجنة الاستثمار، إضافة إلى لجنة الصداقة الأردنية الكويتية. عام 2016، خاضت بدران الانتخابات النيابية مرة أخرى، في ظل إصرار من والدها، بالرغم من عدم قناعتها بقانون الانتخاب في ذلك الوقت، لم تنجح، وكانت تجربة صعبة لكن تعلمت منها الكثير، وهي اليوم قريبة من مركز صنع القرار، وتحاول الآن تعديل قوانين العمل والضمان الاجتماعي، بما يتناسب مع دعم المرأة. وتقول بدران إن الدستور يحتاج إلى مراجعة وتحسينات، وهي مسؤولية المجتمع كاملا من حكومات ومنظمات مجتمع مدني والحكومة بحاجة إلى قوانين وتشريعات تدعم عمل المرأة، مع تغيير الثقافة المجتمعية، حول الصورة النمطية لعمل المرأة، وهي مسؤولية المجتمع كاملا من حكومة ومنظمات، فمساهمة المراة في سوق العمل ضعيف جدا، وهو من أقل الدول العربية، “على الرغم من ثقافتنا وتميزنا العلمي”. وتؤكد أن الحياة يوجد بها تحديات، وإذا لم يتشارك الزوج والزوجة لا يمكن الإيفاء بالالتزامات، خصوصا أن المرأة تعلمت وحصلت على شهادة لذا يجب الاستفادة منها بشكل صحيح، فإذا لم تساهم المرأة بالاقتصاد، سيكون ضعيفا، وعمل المرأة يطور بيتها وأسرتها وأولادها. وتشير بدران إلى أن التحديات كبيرة، والانتقال من مرحلة إلى أخرى فيه غموض غير مريح، لكن يجب علينا مواجهة تحدي التغيير، فالراحة تجعل العطاء محدودا، وفي المجتمع العربي التحدي على المرأة كبير، فمجالس الإدارات مثلا الغالبية العظمى فيها رجال وهنا يكمن المردود المالي، أما الجمعيات فالأغلب فيها سيدات. وتتحدث بدران عن تأثير “كورونا” على قطاع الأعمال، الذي تسبب بآثار سلبية، لكن يجب استغلال الفرص، إذ أوجدت الجائحة فرصا من نوع مختلف، “في هذه المرحلة كان عملي عبارة عن تواصل واستشارات خارج الأردن، والإنترنت ليس أفضل الحلول لهذا العمل، لكن وجدت طريقة لاستغلال الأمر بالشكل الأفضل، فأنا اليوم أدرس تخصص الحقوق، في السنة الثالثة، وأرى أنها من أجمل الفرص لأستفيد منها في عملي في قطاع الشركات. وتضيف، أن من المهم توجه الطلاب إلى تخصصات يحبوها ويتميزوا بها، “أوجدوا التميز من خلال توصيل المادة العلمية بأدوات جديدة، بهدف إيجاد مكان مناسب في سوق العمل، حتى لو كانت تخصصات تقليدية”. يذكر أن حملة قادة الأعمال هي إحدى برامج مؤسسة إنجاز التي أطلقتها المؤسسة عام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها إنجاز للسنة الرابعة عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردنLEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلاميّة مع صحيفة الغد وراديو هلا.

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان