بعد الإجازة.. العودة بين التكاسل والدافعية المتجددة

65
65
منى أبو حمور عمان- 9 أيام متتالية، وصفت بالإجازة الطويلة نسبيا قضاها الأردنيون، تزامنت مع عيد الفطر المبارك، منحت العديد من الأسر فرصة لقضاء وقت ممتع وكاف، بعد انشغالهم لفترات طويلة بمهام العمل والدراسة. الإجازة التي بدأت في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، وامتدت حتى نهاية عيد الفطر المبارك، أمضتها غالبية الأسر في السهر والزيارات العائلية، كما قضى البعض إجازته خارج البلد أو المحافظة التي يقطن بها، الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى في الروتين اليومي الذي اعتادت عليه معظم العائلات طوال العام. السهر لساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ متأخرا، والتخطيط للخروج بشكل يومي، كان حال عائلة أبو حاتم التي أمضت الإجازة بين السهر والتنزه وتلبية المناسبات الاجتماعية، عوضت خلالها انقطاع عام كامل، بسبب ضغوطات الحياة. الفوضى التي أصابت نظام حياة كثير من الطلبة بحسب أم رائد، كان واضحا عشية الدوام المدرسي، حيث جافى النوم أطفالها ولم يتمكنوا من النوم باكرا. “الجميع متثاقل من العودة للمدرسة كأنهم أول مرة يذهبون للدراسة”، الحال الذي وصفته أم رائد صباح الأحد، لافتة إلى أنها تحتاج أسبوعا كاملا، لترميم ما أفسدته الإجازة الطويلة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. في حين لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات، قام بكتابتها أو تداولها مستخدمو هذه المواقع على صفحاتهم الشخصية، تضمنت نكات وصورا حول عدم قدرتهم للعودة إلى الدوام، بعد هذه الإجازة الطويلة. أخصائي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان يشير بدوره إلى أن عطلة عيد الفطر لهذا العام امتدت لتسعة أيام متتالية، تتابع فيها يوم الأول من أيار، وهو اليوم الذي يحتفل به بعيد العمال، وعطلة نهاية الأسبوع. ويبين بدوره إلى أن هذه الإجازة كانت فرصة جيدة للاستراحة عند الكثيرين والخروج عن روتين العمل، وربما استثمرها كثيرون أيضاً في التواصل الاجتماعي وصلة الرحم والخروج مع الأسرة والعائلة إلى أماكن التنزه والترفيه وهي حاجة ضرورية للإنسان. ويقول: “العودة للعمل بعد هذه الإجازة تعطي البعض دافعية أكثر للعمل والإنتاج خصوصاً أصحاب المصالح الخاصة الذين لديهم حاجة أكبر لتعويض ما فاتهم خلال الأيام الماضية”. إلى ذلك فقد اعتادت غالبية الأسر بحسب سرحان، خلال أيام الإجازة على السهر لساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ متأخراً، مما يعني أنهم بحاجة إلى إعادة ترتيب جزء من أوقاتهم لتتناسب مع ظروف العمل وهي مهمة ليست بالسهلة عند البعض، مما قد يدفعه إلى التأخر عن العمل في الصباح لعدة أيام أو العمل متكاسلاً مما سيؤثر على نفسيته وإنتاجه. كما تؤثر النفسية السيئة وفق سرحان، على من يتعامل مع الموظفين من المراجعين أو متلقي الخدمة وقد يسبب تأخيراً في مصالحهم، أو أن يتم التعامل معهم بطريقة ليست مناسبة، مع أن الأصل هو أن لهؤلاء حقوقا وعلى الموظف واجبات، وأن الأمانة تقتضي أن يقوم الشخص بمسؤولياته كاملة دون تأجيل أو تسويف وبأسلوب مناسب. ويتأسف سرحان لوجود من اعتادوا دوام اليوم الأول من العمل يعني أنه يوم للقاء زملاء العمل والحديث حول أيام العيد والإجازة وتبادل الحكايات وسرد تفاصيل ما قام به كل واحد منهم في تلك الأيام وانه يوم “مكمل” لأيام العطلة أو الإجازة، وليس من حق أحد أن يناقشه في ذلك أو أن يطلب منه إنجاز عمل ما في ذلك اليوم. هذا العام لأول مرة منذ أعوام يواصل الطلبة دراستهم بعد إجازة العيد وتقديم غالبيتهم للامتحانات مما يعني أنهم استعدوا لذلك خلال الأيام الماضية، وهذه ربما كانت مهمة صعبة عند الكثير من الطلبة والأهالي باعتبار أن أجواء العيد والزيارات وعدم القدرة على تنظيم الوقت لا تساعد على ذلك بالنسبة لهم، وفق سرحان. ويضيف، وفي مثل هذه الظروف يجب أن يدرك الجميع الحاجة الدائمة إلى إتقان الجميع للتخطيط وحسن إدارة الوقت وتنظيمه وتحديد الأولويات، وأن يتفهم الجميع أن للآخرين حاجات وظروفا قد تختلف عن حاجته وظروفه، وأن التعاون وتقدير ظروف الآخر يساهم في تحقيق مصالح الجميع. ويقول سرحان، على أولياء الأمور والمربين إدراك أهمية تدريب الأبناء على مهارات إدارة الوقت والتخطيط منذ الصغر، لتكون جزءا أصيلا من مهاراتهم الحياتية. ويتابع، اعتاد الموظفون في اليوم الأول من العمل تبادل التهاني بالعيد مع زملاء العمل وحتى يتم ذلك، وهو سلوك إيجابي، دون أن يتم تعطيل العمل أو توقفه يمكن للمسؤول الأول في المؤسسة أن يخصص وقتاً محدداً يجتمع فيه الجميع أو على شكل مجموعات لتبادل التهاني بالعيد بما يتناسب وطبيعة العمل ودون أن يؤثر ذلك على حقوق المراجعين أو متلقي الخدمة، بحيث يتحقق “الفرح الحقيقي” الذي يعبر فيه الجميع عن مشاعرهم بمناسبة العيد، وهي مناسبة فرح للجميع الغني والفقير، الكبير والصغير، الذكر والأنثى. ويؤكد سرحان بأن التواصل بين زملاء العمل له آثار إيجابية كبيرة في تمتين العلاقات بين الزملاء أنفسهم وبين العاملين والمسؤولين، وهم جزء أصيل من المجتمع الأردني، خصوصا في أجواء العيد وقوة العلاقات الاجتماعية سينعكس إيجابياً على المؤسسة وعلى المجتمع عموماً بحسب سرحان. وكلما زادت العلاقات قوة وتعامل الجميع مع بعضهم البعض “كأسرة” واحدة، كلما زادت المحبة والألفة والتعاون والعمل بروح الفريق، وهو مصلحة الموظف والمسؤول وصاحب العمل والمجتمع عموماً. وفق سرحان. ويبين، في هذا اليوم نحن جميعا بحاجة الى سعة الصدر والصبر والتحمل وعدم الانفعال لما تشهده الشوارع من ازدحامات في الصباح وعند العودة من العمل. ويختم، القيم والأخلاق الحميدة التي تعلمها الصائم من مدرسة الصيام يجب أن تستمر سلوكا عمليا على مدار العام. اقرأ المزيد: اضافة اعلان