تكرار حميات خاطئة يضع الفرد بحلقة مفرغة

تكرار حميات خاطئة يضع الفرد بحلقة مفرغة
تكرار حميات خاطئة يضع الفرد بحلقة مفرغة
ترجمة: أفنان أبو عريضة عمان- عام جديد وأهداف جديدة، ولا تتصدر قوائم أهداف العام الجديد خسارة الوزن. ومع ذلك فالعديد من الأشخاص كل عام يمرون بالحلقة المفرغة ذاتها؛ يبحثون عن آخر الحميات الجديدة، يجربونها لبضعة أسابيع، لربما بضعة أشهر، ومن ثم يعودون إلى عاداتهم السابقة.

سلوكات خاطئة تمنع إنقاص الوزن

الطرق الخاطئة في تخفيف الوزن

هناك سبب لعدم نجاح هذا الأسلوب وذلك ليس لضعف الإرادة لديك، إنه النظام الذي وضع لتفشل كل مرة، بحسب ما نشر موقع “سايكولوجي توداي”. إذن، قبل أن تبدأ بإعادة تكرار الخطأ ذاته هذا العام أيضاً، ابدأ معنا 2022 بعلاقة جديدة مع الطعام والحميات.

الحمية تغيير جذري للعادات الغذائية الخاطئة

الحميات لا تنجح

نعم، ذلك صحيح، الحميات لا تنجح. ربما قد توصلت لذلك الاستنتاج بنفسك عن تجربة شخصية، لكن الأبحاث تقول الشيء ذاته. الدراسات الشاملة، وهي وسيلة بحث وتلقيح للبيانات المجمعة من دراسات عدة لتلخيص نتائجها بشكل جمعي، وجدت أن غالبية الأفراد الذين يخسرون الوزن يعودون لاكتسابه من جديد. فمثلاً، إحدى الدراسات الشاملة التي بنيت على 29 دراسة مختلفة، أوجدت أنه خلال عامين من خسارة الوزن يعاود الأفراد اكتساب ما يزيد على نصف ما خسروه. وخلال خمسة أعوام، يعودون لاكتساب 80 % من الوزن المفقود. إنها نتائج صادمة لسلوك يقوم به العديد والعديد من الناس. حتى وإن كانت الحميات فعالة لوقت ما فإنها غير مستدامة.

لماذا تضع الحميات الأفراد على طريق الفشل؟

هناك مبررات بيولوجية وبيئية ونفسية وسلوكية عدة تم اقتراحها. بداية، قطاع الحميات الذي يجني بلايين الدولارات مبني وقائم على فشل الأفراد في حمياتهم. ولكن الأهم هو أن فسيولوجية أجسامنا وغريزة البقاء المزروعة لدينا برمجت بطريقة تجعل خسارة الوزن صعبة جداً. باختصار، أجسادنا ذكية. فعندما نواجه حرماناً قوياً، تقوم أجسادنا باحتباس الطاقة. هذه الظاهرة، التي هي تراجع العمليات الأيضية لدينا، يشار إليها بالتأقلم الأيضي. هل تذكر برنامج “الخاسر الأكبر” الشهير؟ تمت عليه دراسة قبل أعوام عدة. نجاح المشاركين في خسارة الوزن كان يعود إلى التراجع الكبير في العمليات الأيضية للمشاركين الذي يستمر لستة أعوام متواصلة. تراجع العمليات الأيضية يعني أن الجسد يحتاج إلى عدد أقل من السعرات للحفاظ على وزنه. والآخر المثير للدهشة هو أن الدراسة وجدت أن معظم المشاركين اكتسبوا الوزن من جديد، غالباً لصعوبة استدامة التقييد السعري لفترة طويلة للإبقاء على وزنهم.

الحمية لا تجعل منك أكثر صحة بالضرورة

سواء كانت الحميات فعالة في خسارة الوزن أم لا، إلا أنها تجعلنا نلح بالسؤال دوماً. هل امتلاك جسد نحيل يعني أنك أكثر صحة؟ قد تتفاجأ أن ذلك ليس صحيحاً بالضرورة. لا يمكن الحكم على صحة الفرد من خلال حجمه. هناك العديد من الناس الذين يعانون السمنة ولا يمتلكون أي مشاكل صحية. والعكس صحيح، فالعديد من النحيلين يعانون مشاكل صحية خطيرة، ما يدل على أن الوزن ليس المعيار الدقيق لصحة الفرد. فمثلاً إن كنت تعاني مشاكل صحية وكان الحل الذي تتلقاه دوماً هو أن عليك خسارة الوزن، ذلك ليس بالصحيح لأن المشاكل الصحية ليست بتلك البساطة. ولكن الخبر الجيد هو أنه بالرغم من أن وزنك ليست تحت تحكمك طوال الوقت إلا أن سلوكك كذلك. مع أنه لا يمكنك إجبار نفسك على الوصول إلى شكل جسد أو وزن معين واستدامته مطولاً، إلا أنه بمقدروك تحديد ما تأكل ومقداره. وهذه العادات، المستقلة عن خسارة الوزن، تحسن من الصحة بشكل كبير. القيام بتغيير علاقاتك مع الطعام لتكون أكثر صحية بعيداً عن ارتباطها بخسارة أو زيادة الوزن، مثبت أنه يقلل من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.

الحميات قد تسبب اضطرابات الشهية

التقييد الغذائي الذي يتم ترويجه كطريقة لخسارة الوزن، قد يؤدي إلى الاضطرابات الغذائية. في إحدى الدراسات، تابع الباحثون الحميات التي يتبعها عدد من البالغين على مدار سنتين وأوجدوا أن 4 % منهم أصيب باضطرابات غذائية. قد تبدو النسبة ضئيلة، إلا أنها ما تزال أعلى من نسبة هذه الاضطرابات بين عامة السكان. وهناك دراسات أخرى بحثت في العوامل التي يمكن التنبؤ بها والتي قد تسبب تحول الأفراد من الحميات إلى امتلاك اضطرابات في الشهية. ومن خلال متابعة دراسة على تغذية أفراد عدة عبر عقد من الزمان، أوجدت أن مخاطر الوزن كانت مرتبطة باضطرابات التغذية بل وتسبق حدوثها. مع أن الحميات لا يمكن وصفها أنها مسبب مباشر لاضطرابات الشهية، إلا أن انتشار مخاوف الوزن بين الشباب يبقى مثيراً للقلق. الحميات ليست شيئاً يقوم به البالغون فقط، بل الأطفال والمراهقون معرضون له أيضاً. ومن المخيف أن الفتيات اللواتي يتبعن الحميات معرضات للإصابة باضطرابات التغذية خمس مرات أكثر من غيرهن.

الطعام وجد ليتم الاستمتاع به

ومع ذلك، فنحن نعيش في عالم ينظر إلى مصدر للمتعة على أنه مشكلة. الباحثون في السمنة يطلقون على البيئة العامة السائدة في عالمنا اسم “البيئة السمينة”، ما يعني أننا نعيش في بيئة يتوفر فيها الطعام السريع والمعالج بأسعار زهيدة وبسهولة. ومع أن ذلك صحيح إلا أنه ليس السبب الحقيقي، والذي هو أنه تم إقناع الناس بأنهم لا يمكنهم الوثوق بأنفسهم في حضور الطعام، وهذا تماماً ما يحصل. البيئة قد تكون جزءاً من المشكلة، لكن الاعتقاد أن هناك طعاما جيدا لك وطعاما سيئا، وقيامك بحرمان نفسك من الطعام السيئ لتجد نفسك تشعر بالذنب لتناولك الفاكهة مثلاً، هو نظام غير صحي. ليس هناك شيء مؤذ في تناول بعض البوظة أو الحلويات أو أي مما تشتهي. إعطاء نفسك المجال لتناول جميع أنواع الطعام والاستمتاع بها يجعل من علاقتك مع الطعام أكثر صحية وتوازناً.اضافة اعلان