تنوع الثقافات والقراءة.. مهارات عززت مهارات "مرجي" القيادية

Untitled-1
Untitled-1
عمان- الغد- يقول باسل مرجي، إن دراسته في بريطانيا بتخصص الهندسة المدنية، كانت فرصة للاطلاع على مجتمع وثقافات مختلفة، صقلت شخصيته، ومنحته خبرة كبيرة في الحياة، من خلال الانفتاح على الآخر. ويكمل مرجي، خلال حديثه لطالبات من مدارس مختلفة في أنحاء المملكة، ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة “إنجاز” للعام الرابع عشر على التوالي، إنه عاد بعد ذلك، والتحق بخدمة العلم، في الفرقة 12، في مناطق الشمال وكانت تجربة قاسية جدا، لكنها مفيدة في الوقت نفسه. “أقدر كل دقيقة هناك”، بعد ذلك لم يكن هناك فرص عمل، إلى أن وجد عملا في أمانة عمان الكبرى مدة عشرة أعوام، تجربة رائدة، عمل في مشاريع ومناطق وفسحت المجال للتعرف على القوانين، وعززت من شخصيته، ثم انتقل للعمل في شركة والده منذ العام 1995. بطبيعة الحال، والده كان جزءا من إلهامه ونجاحه، إذ ولد في قرية الصريح، في محافظة إربد، عاش حياة صعبة وقاسية، وكان يسير مسافة لا تقل عن 16 كم ذهابا وإيابا إلى أقرب مدرسة في منطقة الحصن. بعمر الـ17، غادر والده إلى العاصمة بحثا عن فرص أفضل، عمل في الحكومة مدة 22 عاما، تقاعد بعمر الـ40، ثم عمل في شركة أميركية لإنتاج العسل مدة 5 أعوام، وتعلم خلالها العمل، واللغة الإنجليزية، ثم قرر العمل وحده في مجال التجارة والكمسيون. استغل والد مرجي، الفرصة التي أتيحت أمامه، وتعلم منها، كتاجر بمجالات عدة، ثم تخصص في تجارة الأخشاب، وتميز فيها، حتى بداية الثمانينيات، عندما حصلت أزمات سياسية في مكان عمله بالشرق الأقصى، ولم يستطع إكمال ما بدأه. يقول “وعلى الرغم من أن كل إنسان معرض لنكسات في حياته، إلا أنه يجب علينا البحث عن فرص منها، إذ كان والدي عاطلا عن العمل العام 1985، ثم تعرف على مهندس ألماني من أصل سوري، واتفقا على إنشاء شركة، لأنظمة التدفئة والأدوات الصحية، بالاستفادة من خبرة والده التجارية، وخبرة المهندس الفنية، وما تزال الشركة تعمل لغاية الآن”. ويضيف مرجي “إن البشر، بحاجة إلى بعضهم بعضا حتى يكتمل النجاح”، مشيرا إلى عودته للأردن بعد إنهاء الجامعة، بسبب سعيه لخدمة بلده، وقد عمل ونجح، إذ بدأت الشركة العام 1985، بشخصين فقط الى 250 شخصا، ومقرها الآن مساحته 9 آلاف متر مربع، ولها فرعان في العقبة وإربد، ولديها مكتبان، واحد في دبي، والآخر في السعودية، وهي الآن تضم مجموعة شركات. يشير مرجي، إلى أن الإدارة صعبة، وحاول تطوير مهاراته، في مختلف متطلبات العمل، خصوصا مع مرحلة زيادة أعداد الموظفين، حصل على دورات في مختلف المجالات والبلدان، حصل على الماجستير في إدارة المؤسسات العام 2009، ودبلوم دراسات عليا في القيادة المؤسسية من جامعة أكسفورد العام 2019، وهو برنامج كان مصمما لأصحاب الخبرات العالية. ويشير إلى أنه لا يتوقف عن القراءة، فهو يشتري الكثير من الكتب، ويقرأ مقالات في مواضيع معينة، ويستمع إلى بعض المواضيع والأفكار عبر “يوتيوب”، وهي أمور لتطوير الذات. يقول مرجي “لا بد على الإنسان، مراجعة نقاط القوة والضعف لديه، والفرص والتحديات التي تواجهه، وأن نتحدى أنفسنا ونكون صبورين، ووجود دافع شخصي للتطور عبر القيم والرؤية الشخصية التي تحرك الطاقة الإيجابية لتحقيق الطموحات”. ويتحدث مرجي، عن وجود بعض العقبات المجتمعية، خصوصا في المساواة بين الرجل والمرأة، فهي نصف المجتمع، قائلا “يجب تغيير العادات والتقاليد، إلى الأفضل، مع الحفاظ على القيم”. ويضيف “في بعض الأحيان، يضطر الشخص إلى العمل في شيء لا يحبه، لكن يجب التعلم منه، فتطوير الذات، أهم أداة تسويقية”. ويقول مرجي، إن هدفه في الوقت الحالي هو خدمة المجتمع، ويحاول إلهام ومساعدة الشباب والطلاب، “في حياة الإنسان هناك أشخاص ملهمون في حياتي، مثلا الصديقة ضحى عبد الخالق، ألهمتني بشكل كبير، عدنان زيادات ملهم ومرشد، غسان نقل ساعدني في العمل العائلي، ثم طورت نفسي وتعمقت في هذا الموضوع، وصرت أعطي محاضرات في هذا الموضوع”، مؤكدا أن جزءا من تطوير مهاراته، يمثل بتمرين عقله بشكل يومي، حتى يبقى فعالا. وينصح مرجي الطالبات بـ”حب الوطن والعطاء في سبيله، وتحديد الرؤية الشخصية والعمل على تحقيقها، والتطور الشخصي والسعي بالمعرفة عبر القراءة والبحث، والتعرف على نقاط القوة والضعف، واستثمار الفرص المتاحة، التي قد لا تتكرر، إضافة إلى التعرف على المجتمعات الأخرى، وإبقاء أنفسنا منفتحين على الآخرين”. يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة “إنجاز” التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها “إنجاز” للعام الرابع عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن LEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة “الغد” وراديو هلا.اضافة اعلان