توتر واحتقان بالضفة.. والاحتلال يتأهب للقمع

قوات الاحتلال والمستوطنون خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى-(وكالات)
قوات الاحتلال والمستوطنون خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى-(وكالات)

نادية سعد الدين

عمان - تسود أجواء التوتر والاحتقان أنحاء الضفة الغربية، في ظل استمرار حالة التأهب الأمني الإسرائيلي خشية خروج الأوضاع عن السيطرة، بينما تتواصل الدعوات الفلسطينية للاحتشاد الواسع، اليوم، في المسجد الأقصى المبارك للتصدي لاقتحام المستوطنين المتطرفين لباحاته، والتي تزداد وتيرتها في فترة "الأعياد اليهودية"، المزعومة، حالياً.اضافة اعلان
وأعلنت حكومة الاحتلال عن استمرار حالة التأهب العالية، فيما تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إمكانية إرسال تعزيزات إضافية لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، لقمع الغضب الفلسطيني، ومنع حدوث عمليات فلسطينية جديدة، قد تصل إلى عمق الكيان الإسرائيلي.
وتشمل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة تأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، بأعداد كبيرة تلبية لمطالب ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لإحياء "الأعياد اليهودية"، المزعومة، التي تستمر حتى 17 من الشهر الحالي. واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، وقاموا بتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية المزعومة في باحاته، بحماية قوات الاحتلال، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
ويأتي هذا الاقتحام امتداداً للاقتحامات السابقة التي نفذها المستوطنون احتفالا بأعيادهم اليهودية، حيث اقتحم العشرات منهم "الأقصى" باللباس التوراتي خلال ما يسمى "عيد الغفران"، كما نفذوا جولات استفزازية في باحات المسجد، وأدوا طقوسا تلمودية، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين.
وعملت شرطة الاحتلال على تأمين الاقتحامات بإخلاء المسجد من المصلين باستثناء أعداد قليلة، مارست بحقهم عمليات القمع والاعتقال والإبعاد.
وقال رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، الشيخ ناجح بكيرات، إن عدداً قليلاً من المرابطين في المسجد الأقصى استطاعوا أن يُعيقوا محاولات الاحتلال الرامية إلى تدنيسه، داعياً إلى الاستمرار في الرباط فيه وحمايته، والقيام بفعاليات لجعل مدينة القدس مليئة بالنشاط الإسلامي والعربي. وخلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، اقتحم نحو 4821 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك، وكانت ذروة الاقتحامات يومي 26 و27 التي وافقت ما يسمى "رأس السنة العبرية"، المزعومة.
وبالتزامن مع أجواء التوتر والغليان في القدس المحتلة؛ فقد كثفت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، واقتحمت موقع مستوطنة "ترسلة" الإسرائيلية المُخلاة، القريب من بلدة جبع، جنوبي جنين، وكثفت وجودها في المنطقة.
ونصبت قوات الاحتلال "حواجز عسكرية مؤقتة" في محيط عدد من بلدات وقرى جنين، وشرعت بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها، أسوة بما ارتكبته من اقتحامات في أنحاء أخرى من الضفة الغربية، والتي تخللها الاعتداء على الفلسطينيين، واندلاع المواجهات العنيفة، ووقوع الاعتقالات والإصابات بين صفوفهم.
وقد أصيب عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة سبسطية، شمال نابلس، وذلك عقب مداهمة البلدة لتأمين اقتحام المستوطنين للمنطقة الأثرية فيها، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
واقتحم المستوطنون، أمس، الموقع الأثري بحراسة مشددة من جيش الاحتلال، الذي أغلق الموقع ومنع الفلسطينيين من الدخول إليه، كما أجبر أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها.
وواصلت قوات الاحتلال عدوانها باقتحام مدينتي الخليل والقدس، ومداهمة عدد من منازل الفلسطينيين وتفتيشها وتخريب محتوياتها والاعتداء على ساكنيها، مما أسفر عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف لفلسطينيين.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، إن "سلطات الاحتلال لا تتوانى عن ارتكاب أية ممارسة أو جريمة وكل ما من شأنه إقصاء البعد السياسي للصراع أو تهميشه أو تغييبه". وأشارت "الخارجية الفلسطينية"، في تصريح أمس، إلى أن التصعيد الإسرائيلي "يتم على مستوى السياسة الرسمية أو تصريحات ومواقف مسؤولي الاحتلال المعلنة، أو من خلال التصعيد الحاصل في ساحة الصراع، التي تخدم مصالحه الاستعمارية".
وأضافت أن "سلطات الاحتلال تطلق يد المستوطنين كذراع ميدانية لتنفيذ حلقة في عمليات التطهير العرقي، ومحاولة إلغاء الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة وعموم المناطق المصنفة (ج)، وبشكل خاص في مسافر يطا والأغوار".
وحملت الوزارة حكومة الاحتلال "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج تغييبها المتعمد للعملية السياسية وتنكرها المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني وحريته واستقلاله".
كما حملتها مسؤولية "تداعيات استباحتها لأرض دولة فلسطين ومحاولتها فرض صيغة من التعايش مع الاحتلال والاستيطان على الفلسطينيين بديلا للحل التاريخي للصراع القائم على قرارات الشرعية الدولية".
واعتبرت "الخارجية الفلسطينية" أن "سلطات الاحتلال؛ بانتهاكاتها وجرائمها المستمرة، تنسف مرتكزات الشرعية الدولية وقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية، عبر رفضها الانصياع لإرادة السلام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، والإنخراط في عملية سياسية تفضي لإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين".