جسر عبدون.. الانتحار يوجع الموتى والأحياء

جسر عبدون
جسر عبدون

اقترح الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي دايفيد دوركايم عام 1897 أن نطلق على الانتحار "أي حالة وفاة ناتجة بشكل مباشر أو غير مباشر عن فعلٍ قام به الضحية لإنهاء حياته طواعيةً." إن فعل الانتحار قديم قدم السجلات المكتوبة التي خلفتها الحضارة الإنسانية، كما أنه جزء من التاريخ والثقافة، ومسألة استغراب وتعجب أو حتى حظرٍ وتكتم عبر العصور المختلفة.

اضافة اعلان

 

قبل كل شيء، لطالما تساءل البشر عن الانتحار ودوافعه وعواقبه في المجتمع، ونظرة الأديان السماوية إليه. اليوم، يرتبط الانتحار بالضيق واضطرابات الصحة العقلية. إذ أن الأزمة النفسية تجعل الفرد يفقد قدرته المعتادة على مواجهة الضغوطات والعوامل التي تغمره في حالةٍ من الضعف. ومن أجل تبديد هذا الضيق بسرعة، سوف يتصور الشخص السلوك الانتحاري على أنه لفتة تسمح له بالتخفيف من حِمل مآسيه.

 

الانتحار في الأردن

جرى تسجيل 116 حالة انتحار في 2019، مقابل 143 في 2021، مع تسجيل 593 محاولة انتحار في العام الماضي وفقاً لما أشار إليه مساعد مدير الأمن العام لأمن الأقاليم العميد أيمن العوايشة. دون أن نغفل عن الأرقام المنشورة في الكتاب الإحصائي السنوي الأردني 2018، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، والذي ورد فيه أن من عام 2014 إلى 2018، جرى تسجيل 605 حالات انتحار في الأردن. يرجع علماء الاجتماع والنفس في الأردن، ارتفاع معدلات الانتحار إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وأخرى نفسية مرتبطة بجائحة كورونا. حيث سجل العام الماضي المتزامن مع الجائحة أعلى معدلات انتحار في الأردن منذ خمسة أعوام.

 

كما أجمع العلماء أن نسب الانتحار في الأردن تعود لعدة أسباب، أهمها الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة والفقر، وكذلك الظروف الاجتماعية والنفسية القاسية

مع التأكيد أن أبرز الدوافع للانتحار كانت التفكك الأسري والإحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.

 

لماذا جسر عبدون؟

أمس، قال مصدر أمني أن شخصا ثلاثينياً من جنسية سورية قام بإلقاء نفسه من أعلى جسر عبدون . وأضاف المصدر أنه تم الكشف على مكان الحادثة وتبين أن الشخص قد فارق الحياة، كما جرى تحويل الجثة إلى قسم الطب الشرعي بعد الكشف عليها، وتم فتح تحقيق بالحادثة. إن الانتحار عن طريق السقوط قفزاً من أعلى الجسر أو الجبل قد يحدث الوفاة الفورية جراء إصابات مميتة مختلفة عقب الاصطدام، إذ يُعتقد حينها أن السبب الطبي الأكثر شيوعاً للوفاة هو النزف الدماغي. لذا عندما ينتحر الشخص قفزاً من مكان شديد العلو، فهو يرغب بذلك ميتة فورية ومؤكدة، وفقاً لصحيفة Suicide.info الفرنسية.

 

بعد هذه الحادثة الأليمة، عاد جسر عبدون ليتصدر التريند على منصات التواصل الاجتماعي ضمن هاشتاغ #جسر_عبدون. إذ اختلطت مشاعر مغردي تويتر بين حزن وخوف، وكذلك غضب نتيجة نشر فيديو يظهر فيه المتوفي وهو يلقي نفسه من أعلى الجسر مما أثار في قلوب مشاهديه الذعر.