"حلقة أمل".. طريق نحو تعزيز الرعاية النفسية ومحاربة الوصمة الاجتماعية

03
03
تغريد السعايدة منذ فترة زمنية قريبة، انشغل العالم أجمع بمحاربة تفشي جائحة كورونا للحد من التبعات الصحية الشرسة التي أثرت على مجمل المجتمعات. وبعد أن انحسر تأثير الفيروس في الآونة الأخيرة، ظهرت التبعات النفسية بالوقت الذي أوصت فيه منظمة الصحة العالمية بضرورة الالتفات لذلك الجانب للحد من خطورته مستقبلاً على الأفراد. وأطلقت منظمة الصحة العالمية الدليل الإرشادي للصحة النفسية والاجتماعية الخاص بفيروس كورونا، معتبرة أن انتشار الأمراض الوبائية هو أمر مقلق ومؤثر على الصحة النفسية، وهناك العديد من الأمور التي بالإمكان القيام بها لتقديم الدعم بأشكاله خلال هذه الأوقات. ومن هنا، ازداد عمل المنظمات العالمية الصحية والنفسية والشبابية والمبادرات التي تعنى بالنماء المجتمعي بالبحث والتقصي عن الطريقة الأنسب لمعالجة ومساعدة الآخرين على تجاوز الآثار النفسية أياً كان سببها، سواء من تبعات كورونا أو لأي ظروف اجتماعية واقتصادية أدت إلى حدوث أعراض نفسية. ومن ضمن الجهات الصحية والشبابية في الأردن، تسعى منظمة “حلقة أمل”، وفق المؤسسة ريناد القرعاني، جاهدة، للوقوف جنباً إلى جنب مع المؤسسات الرسمية والأهلية لتحقيق السلامة النفسية في المجتمع. وتقول “إن الصحة العاطفية والاجتماعية جزء من صحتنا النفسية، ولها تأثير على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفاتنا، كما أنها تحدد كيفية التعامل مع الظروف المعيشية”. لذلك، تسعى المنظمة من خلال فعالياتها وحملاتها المتعددة الأشكال والأهداف للتخلص من الوصمة الاجتماعية في التعامل مع الصحة النفسية وزيارة المختصين في هذا المجال، ومساعدة الشباب على البدء بالاهتمام بصحتهم النفسية، وإيجاد الوعي بينهم. القرعاني، وهي مؤسسة شركة حلقة أمل، وبالتعاون مع طاهر قطناني، شريكها في التأسيس، تعمل في علم النفس وتمكين الشباب ومدربة معتمدة في الذكاء الاجتماعي والعاطفي من قبل الاتحاد الدولي للتدريب، توضح في حديثها لـ”الغد”، أن “حلقة أمل” هي شركة شبابية مقرها الأردن وتركز في العمل على الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وهي الصحة والرفاهية، مع التركيز بشكل خاص على الجوانب النفسية. وتستهدف الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها حلقة أمل الشباب بين المرحلة العمرية 15 إلى 30 عاما، في سبيل الوصول لصحة نفسية سليمة وبناء وتوفير أدوات سهلة وممتعة لزيادة الوعي بالرعاية الذاتية، وتطوير أكبر شبكة تضم مقدمي خدمات صحة نفسية في الأردن. ووفق قطناني، فإن رؤية “حلقة أمل” تتمثل في أن يمتلك كل شاب وفتاة الأدوات اللازمة لعيش حياة صحية ونفسية، من خلال توفير المواد والمعلومات حول الرعاية الذاتية للشباب، ومساعدتهم على الوصول إلى المعالج النفسي؛ حيث تعمل المؤسسة بفريقها على تنظيم عمل استهدف فئتين عمريتين وهم اليافعون، من سن 15 إلى 17 عاما، وفئة الشباب من سن 18 ولغاية 30 عاما، ويتم تثقيفهم حول الصحة النفسية وأساليب الرعاية الذاتية وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها للحفاظ على نمط حياة صحي، من خلال مشروع “أجيال صحية نفسيا”. ومن أبرز المشاريع التي يقوم الفريق بتنفيذها؛ إنشاء شبكة مزودي خدمات الصحة النفسية، والهادفة إلى إنشاء شبكة من مقدمي خدمات الصحة العقلية وأفراد المجتمع والمؤسسات، وتوفير المعرفة المطلوبة حول العلاج النفسي من خلال بناء منصة سهلة الاستخدام والوصول إليها، كما يتم الكشف عن أبرز المشكلات التي يواجهها الشخص فيما يتعلق بصحته النفسية ومطالبه لإيجاد الحلول المحتملة. وتشير القرعاني إلى أن هناك العديد من المشاريع والأعمال التي تم إنجازها في تقديم الخدمات الصحية النفسية للمستهدفين، وأهمها تنفيد ما يقارب 200 نشاط ودورة تدريبية استهدفت أكثر من 5000 شاب وشابة من الوطن العربي، ونشر أول دليل نفسي في الأردن بنسخته الثالثة السنوية، ونشر مقالات وقصص تهدف للتوعية بأهمية العلاج النفسي وإظهار الآثار السلبية للوصمة، كما تم دعم 11 مبادرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إنشاء مبادرات مجتمعية في الصحة النفسية. كما تميز فريق “حلقة أمل” بالعديد من الجوانب الإبداعية، وكان الفائز في برنامج القادة الشباب (4YLP) من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ أحد الفرق الخمسة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي شاركت في أول مُسرع للأعمال من منظمة السلام أولاً، كما كان أحد الفرق التي مثلت الأردن في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال العام 2019. وفي الخامس والعشرين من الشهر الحالي، تنوي “حلقة أمل” إطلاق ندوة إلكترونية لمكافحة الوصمة، وإطلاق موقع إلكتروني خاص بشبكة مقدمي الخدمة الصحية النفسية في الأردن وستكون هناك ندوة خاصة في الموعد ذاته للحديث حول “الصحة النفسية بين الشباب ما بعد جائحة كورونا، والخدمات التي يتلقاها الأردنيون في الوقت الحالي، واحتياجات ومشاكل القطاع في الأردن، والخطط المستقبلية لمؤسسات عدة في هذا المجال، والعديد من المحاور المتعلقة بالصحة النفسية من محاور عدة. وبين قطناني والقرعاني، خلال حديثهما عن الحملة، أنها ستنفذ بين 10 حزيران (يونيو) و2 تموز (يوليو) 2022، وستستهدف المجتمع بشكل عام مع التركيز على الشباب، وسيتم تخصيص الأسبوعين الأولين منها لمكافحة وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية وتشجيع الشباب على الاهتمام بصحتهم من خلال التعرف على خطوات القيام بذلك. وسيختتم هذا الجزء من الحملة بندوة عبر الإنترنت من شأنها مناقشة حالة الصحة النفسية بعد “كوفيد 19” بين الشباب، وأولويات العمل في قطاع الصحة النفسية والإجراءات المحتملة التي يمكن أن تتخذها المنظمات والأفراد للمساهمة في تطوير قطاع الصحة النفسية والقطاعات المهتمة بالعمل مع الشباب، إلى جانب الترويج للشبكة خلال الأيام العشرة الأخيرة بعد الندوة، وسيتم الإعلان عن برامج الرعاية الذاتية والصحة النفسية للشباب. مع الإشارة إلى أن “حلقة أمل” هي من ضمن المشاريع الشبابية الرياضية التابعة لحاضنة الأعمال my startup، كما أنها حصلت على تمويل ودعم من رابطة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية MEPI. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان