داوود يبتكر ملابس تسهل حياة أصحاب الإصابات الحركية

17b7b1ed-20220206t132834-1644146914278298200
17b7b1ed-20220206t132834-1644146914278298200

ديمة محبوبة

عمان– لأنه يُعنى بمن حوله، ويحاول التخفيف من آلامهم وتقديم المساعدة لهم؛ لجأ المهندس حمزة داوود لمشروع ريادي يهتم بمن تعرضوا لإصابات منعتهم من ممارسة حياتهم بشكل مريح ومستقل كما كانوا سابقا.

اضافة اعلان


داوود تخرج حديثا من الجامعة بتخصص الهندسة المعمارية، لكنه لم يعمل في مجال دراسته، وبالتوازي مع ذلك تعرضت والدته لحالة صحية حرجة منعتها من التحرك كما كانت سابقا، وأثر ذلك على الأطراف العلوية والسفلية، وأصبح تبديل الملابس أمرا معيقا لها بشكل كبير حتى مع المساعدة، فكانت هناك آلام كبيرة خلال تأدية هذه المهمة.


ذلك الأمر على صعوبته، جعل داوود يفكر مليا في طريقة من الممكن أن تمنح والدته الراحة والسهولة في تبديل ملابسها، ومن دون الحاجة للمساعدة وبلا ألم، فعمل على انتقاء بعض القطع التي تفضلها والدته، ويمكن أن تكون مريحة لها للباسها طوال اليوم، وسلمها للمشغل وشرح فكرة التعديل عليها، وبذلك أصبح لوالدته ملابس مريحة وقطعا مميزة.


وبعد فترة بسيطة أصيب صديق مقرب له، ما قيد من إمكانية تبديل ملابسه أيضا، إذ أصيب بالرباط الصليبي وأصبح تبديل ملابسه أمرا صعبا وغير مريح ويسبب ألما كبيرا، وعمل على مساعدته في تعديل بعض الملابس له.


يقول "تجربتي الشخصية مع والدتي وصديقي، جعلني أفكر بالكثير من ذوي الإعاقة والإصابات التي تحد من الحركة، لتصبح أبسط الأمور وأكثرها خصوصية".


تطور مشروعه وبدأ يفكر بصناعة ملابس معدلة وأنيقة ومريحة ذات طابع عصري لجعل فكرة الملابس أكثر عملية، وفق داوود.


ويضيف في البداية كان مشروعا رياديا خاصا به، لكن اليوم توفر معه فريق، مكون من المهندسين محمد الربابعة وإبراهيم الطرمان، ومصممة الملابس لجين العمد.


داوود عمل على تسمية مشروعه الإلكتروني "آني"، واستعان بصفحات السوشال ميديا (الانستغرام والفيسبوك).
وقريبا وخلال الأسبوعين المقبلين سيكون الموقع الإلكتروني جاهزا لعرض قطع الملابس ضمن هذا المشروع.

 

ويشير إلى أن الفكرة الحقيقية من هذا المشروع هو تسهيل عملية تبديل الملابس من دون مساعدة أحد، وفي حال كانت الحالة صعبة وبحاجة إلى مساعدة فتكون بلا ألم، من خلال تحريك بسيط للعضو كاليد أو الكتف أو الرقبة في حال لباس قطع علوية، أو تحريك بسيط للقدم في حال لباس قطع سفلية.


ويوضح داوود، ما يجعل القطع مميزة، هو توفرها بأقمشة ذات خامة ممتازة ومريحة ليست ثقيلة لكنها تعطي الدفء في فصل الشتاء وخفيفة وباردة في فصل الصيف، وتكون سهلة الفتح والإغلاق لأنها تعتمد على الكبسات في أماكن معينة والسحابات التي تجعل عملية التبديل سهلة.


ويسعى هذا المشروع حسب داوود إلى توفر ملابس "كاجول" شبيهة بالملابس المتعارف عليها والأنيقة والتي ستلبي احتياجات وأذواق العديد من ذوي الإعاقة.


ويؤكد أن منتجات "أني" ستكون ذات طابع عصري مريح وخامة ممتازة، وفي المستقبل ستغطي جميع احتياجات الفرد من ملابس وأحذية.


ويؤكد داوود أن مشروعه ومن خلال الانطلاقه المبدئية التي حدثت خلال الشهر الماضي، استفاد منه 40 مستفيدا من ذوي الإعاقة، ويسألون عن منتجات أكثر يمكن الاستفادة منها.


أما عن التحديات، فيبين أن في بداية كل مشوار يمكن أن تكون هناك معيقات وصعوبات تواجه الفرد، وأهم ما واجهه داوود هو إيصال الفكرة لأصحاب المشاغل والخياطين، ففكرة الملابس العملية والتي تمتاز بكثر السحابات والكباسات والفتحات المختلفة غير التقليدية جعلت الأمر في البداية صعبا عليهم.


وعن المعيقات الأخرى كان البحث عن القماش المميز سهل الحركة فيه، وسهل في خياطته وتصميمه بالشكل المطلوب، ليخدم المستفيدين منه.


ويؤكد أن محبة الشخص والعمل على إسعاده وراحته هي التي جعلته يفكر كثيرا، ليقدم الفائدة لعائلته واصدقائه ومن هم بحاجة لمشروعه.