"دراسات تاريخية شامية" يخطها المفكر البخيت والراحل السوارية

عزيزة علي

عمان- ضمن سلسلة كتاب الشهر، صدر عن منشورات وزارة الثقافة، كتاب بعنوان "دراسات تاريخية شامية" للمؤلفين المفكر والمؤرخ الأردني الدكتور محمد عدنان البخيت، والدكتور الراحل نوفان رجا السوارية.اضافة اعلان
يقول د. محمد عدنان البخيت "إن الكتاب يضم خمس دراسات؛ ثلاث منها كتبها مع المرحوم الزميل الأستاذ الدكتور نوفان السوارية، واثنتان منها تتعلق بجوانب من تاريخ مدينة القدس الشريف في العهد العثماني، والثالثة تدور حول أوقاف الحرمين الشريفين في لواء الشام، ودراستان عن قافلة الحج الشامي وخزائن الكتب بالقدس حتى العام 1948، كتبتها بمساعدة عدد من الزملاء، كان على رأسهم الدكتور نوفان السوارية".
ويوضح البخيت أن هذه الدراسات اعتمدت بشكل رئيس على المادة التي ترد في ستة دفاتر طابو لسنجق القدس، نشرناها بدعم من مؤسسة الفرقان الإسلامية بلندن، وأفادت هذه الدراسات من مادة السجلات الشرعية للقدس وملفات الأوقاف، هذا إضافة إلى كتب عن تاريخ القدس مثل كتاب "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمجير الدين العليمي 928هـ/1521هـ"، وكتاب "تاريخ القدس والخليل للشيخ محمد الخليلي 1147هـ/1734هـ"، ورسالته في تعمير عين بيت المقدس حققها البخيت مع نوفان، معتبرا أن جمع هذه الدراسة في كتاب واحد قد يكون مفيدا للباحثين وللقراء المعنيين بتاريخ بلاد الشام.
وتحت عنوان "توطئة"، كتب حسين محمد القهواتي يقول "هذه البحوث والدراسات رتبت ترتيبا منهجيا وفق تقارب موضوعاتها وتسلسل تواريخها، فجاء البحث الذي بعنوان "الإدارة والقضاء في لواء القدس من الفتح العثماني وحتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي" في المقدمة، وهو يشمل بين ثناياه معلومات مفصلة عن الجهاز الإداري، والعسكري، والأمني والمدني وتشكيلاته المختلفة، فضلا عن الجهاز القضائي وأركانه -المحكمة الشرعية، القضاة المفتون، نقابة الأشراف، الخبراء وغيرها".
وتلا هذا البحث أوقاف الحرمين الشريفين في نيابة ولاية الشام، من مطلع العصر الأيوبي إلى أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وفيه أمثلة عن الوقف مستخرجة من دفاتر الطابو العثمانية للأعوام 940هـ/1533م-954هـ/1547م/1002هـ/1594م.
ثم يأتي الترتيب دور سكان مدينة القدس بين القرنين التاسع والثاني عشر الهجريين/ السادس عشر والثامن عشر الميلاديين، وفيه معلومات إحصائية مهمة عن فئات السكان، من مسلمين ونصارى ويهود، مستقاة من سجلات المحكمة الشرعية، ومن دفاتر الطابو العثمانية.
ثم يأخذ بحث قافلة الحج الشامي مكانه في الترتيب وفيه معلومات مفصلة عن طرق القافلة ومنازلها، وعن الاعتداءات التي كانت تواجهها القافلة على طول تلك الطرق، وموقف الدولة العثمانية منها، وجهودها في بناء الحصون والقلاع والأبراج وتعميرها، لمواجهة تلك التجاوزات، واحتوى هذا البحث على معلومات فريدة عن الفوائد العلمية والأدبية المستخلصة من مواسم الحج عند التقاء علماء المسلمين من الأقطار الإسلامية المختلفة ببعضهم بعضا في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبادل الآراء فيما بينهم.
أما البحث الأخير فهو بعنوان "خزائن الكتب والمكتبات في القدس الشريف بين القرنين السادس والرابع عشر الهجريين/الثاني عشر والعشرين الميلاديين"، وفيه معلومات فريدة وجديدة ومهمة عن محتويات خزانة المسجد الأقصى من الكتب والمخطوطات، وكذلك خزانة الصخرة المشرفة، فضلا عن الإشارة إلى كتب مكتبات كثيرة أخرى، منها على سبيل المثال، خزانة المدرسة الصلاحية، وخزانة المدرسة التنكزية، وخزانة الشيخ محمد الخليلي، والمكتبة البديرية وغيرها.
كما احتوى هذا البحث على وقفيات الكتب التي استخرجت من سجلات المحكمة الشرعية في القدس، بينها وقفية الشيخ محمد الخليلي المتوفى في العام 1147هـ/1734م لكتبه، وهي موزعة على حقول المعرفة والمختلفة مثل "المصاحف، وكتب التفسير، وكتب الحديث، وكتب الفقه على المذاهب الأربعة، وكتب الأصول واللغة والمعاني، والعروض، والنحو والبيان، ودواوين الشعر، والمنطق والتصوف والتوحيد، والقراءات والفرائض والحساب والفلك، والطب والتاريخ".
وكذلك وقفية الحاج حسن عبداللطيف الحسيني، الذي أوقف مكتبة في حياته العام 1201هـ/1787م، وشملت من الكتب الفروع نفسها التي وردت في وقفية الشيخ الخليلي، وفي العام نفسه أوقف كل من محمد صنع الله بن محمد صنع الله الخالدي، وطرفندة نجم الدين الخيري المفتي كتبهما المتنوعة على نفسهما، ومن ثم على الذرية بعدهما.
وفي هذا البحث أيضا، يطلع القارئ على أسماء كتب كثيرة، لبعض علماء القدس وأعيانها مثل "علي أفندي فخر المدرسين (ت1050هـ/1641م)، وعبدالقادر أفندي العلي (ت1050هـ/1641م)، والشيخ محمد العينوس (ت1072هـ/1626م)، والشيخ سليمان الداودي (ت1073هـ/1663م)، والشيخ محمود العلمي (ت1076هـ/1666م)، كما ورد في تركات أخرى أسماء كتب ومخطوطات بيع بعضها في المزاد، وثبتت أثمانها إزاء عناوينها، وأشير إلى أسماء مشتريها.