روسيا وأوكرانيا.. طبول الحرب تقرع

الصراع الروسي الاوكراني
الصراع الروسي الاوكراني

إعداد إسلام البدارنة

لا يكاد ينطفئ فتيل الصراع الروسي الأوكراني الذي وصل عمره إلى أكثر من 4 قرون، حتى يشتعل مرة أخرى، فهو خلاف مليئ بالأحداث حتى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي العام 1991، وخروج أوكرانيا منه.

اضافة اعلان

وفيما يلي تفاصيل حول جوهر الخلاف وآخر تطورات الملف كما أوردتها وكالات الأنباء والصحف العالمية، بالتزامن مع قرع طبول الحرب بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها من جهة أخرى.

تمهيد

هاتان الدولتان لهما عبر التاريخ مسار مختلف في الثقافة واللغة رغم قرابتهم الحدودية ولكن تستمر النزاعات، والسبب في ذلك هو الخلاف على ميراث الأمير "ياروسلاف الحكيم" الذي وحد الإماراتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الـ11 الميلادي.

وبحسب صحفية "وول ستريت جورنال" فإن رفات الأمير ياروسلاف هو أساس الخلاف التاريخي للحشد العسكري الروسي الحالي بالقرب من أوكرانيا.

ويؤمن فلادمير بوتين الرئيس الروسي بأن لا وجود لأوكرانيا كدولة ذات سيادة، وأن لهما تاريخ واحد وثابت.

الأمر الذي أنكرته أوكرانيا خصوصاً بعد عثورها على رفات ياروسلاف، والذي كان دليلاً وبرهاناً رمزياً لها ولسيادتها في لحظة توتر عميق مع الجارة روسيا.

استمر حل النزاعات بين البلدين سياسياً حتى عام 2003، إلى أن بدأت الثورة البرتقالية، التي أشعلها الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش، بعد محاولته إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري.

ولكن بعد مرور أربعة أشهر، هزمت روسيا جورجيا في حرب استمرت 5 أيام واندلعت عندما استخدمت الدولة الواقعة في جنوب القوقاز القوة لمحاولة استعادة السيطرة على مقاطعة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تدعمها موسكو.

وسرعان ما اعترفت روسيا بأوسيتيا الجنوبية ومقاطعة جورجية متمردة أخرى هي أبخازيا، كدولتين مستقلتين وعززت هناك موطئ قدمها العسكري.

أوج الصراع بين البلدين

على الرغم من اعتراف موسكو بحدود أوكرانيا رسمياً من خلال ما يسمى "العقد الكبير"، بما فيها شبه جزيرة القرم، والتي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية في عام 1997، حتى تجدد الصراع حين ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014، والذي كان سبباً في ديمومة الخلاف إلى الآن بين البلدين.

الأمر أثار حفيظة أوكرانيا فردت كييف بعملية عسكرية كبرى سميت "حرب على الإرهاب" كانت تحديداً بعد الانتخابات الرئاسية من ذات العام.

ولم ينته عام 2014 إلا بتوقيع "اتفاق مينسك"، بعد تدخلات عسكرية كبيرة من الجانب الروسي.

وبحسب خبراء سياسين، "أوكرانيا لن تستطيع استرداد القرم مرة أخرى، لأنها روسية تاريخياً منذ عام 1783".

الحرب والاقتصاد

كان من أبرز مخاوف واشنطن والدول الأوروبية هو تقليص أو قطع إمدادات الغاز في منتصف الشتاء في حال تم فرض عقوبات على الجانب الروسي، خصوصاً أن أوروبا تحصل على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، والتي يتم نقلها عبر أوكرانيا.

الأمر الذي دفع واشنطن إلى استحداث خطة بديلة لاستيراد الغاز الطبيعي من دولة قطر، التي تعد من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم.

ومن المعروف لدى العالم بأن أوكرانيا من اكثر الدول خصوبةً على وجه الأرض وتصديراً للحبوب والزيوت النباتية للدول الأوربيية خاصةً.

ولا شك في أن مصر لبنان من الدول العربية التي تعتمد على أوكرانيا في استيراد القمح، حيث تعد مصر من أكبر مستهلكي القمح الأوكراني.

وتتصاعد المخاوف حول الدول غير المستقرة مثل لبنان وليبيا واليمن التي تعتمد على أوكرانيا في القمح، ظل تفاقم الصراع الروسي الأوكراني.

طبول الحرب تقرع

على إثر تداول التسريبات حول احتمالية اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا أواخر يناير الجاري ومطلع فبراير المقبل، بدأت التدخلات الدولية من الجانب الأوروبي والأميركي.

بعد اشتعال فتيل الأزمة بين البلدين نشرت بريطانيا مؤخراً خطة روسيا التي تزعم فيها أن روسيا تسعى "إلى تنصيب زعيم موال لها في كييف والتفكير في احتلال أوكرانيا"، وأن جهاز المخابرات لديها على صلة مع السياسيين الأوكرانيين السابقين،حسب بيان نشرته وزارة الخارجية.

إلى ذلك أعربت واشنطن قلقها بعد تصريحات بريطانيا حول الأهداف الدفينة لروسيا تجاه أوكرانيا، وأعلنت دعمها للمنتخبين ديموقراطياً في أوكرانيا.

ورغم حشد روسيا عشرات آلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا، إلا أنها تنفي أي تخطيط لشن هجوم في حال لم يستجب الغرب لمطالبها المتمثلة بعدم تعزيز الوجود العسكري الأمريكي والأطلسي في أوكرانيا.

وتلقت كييف مساعدات دفاعية من الولايات المتحدة ودول البلطيق وبريطانيا وصواريخ مضادة للدروع وطائرات، خوفاً أن يكون حشد روسيا عشرات آلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا تمهيدا لشن هجوم جديد عليها، حسب ما ذكره موقع الحرة.

الاحتلال الاسرائيلي يستعد لاستقبال 75 ألف يهودي

نشر موقع "هارتس" تقريراً يشير إلى عقد اجتماعات حكومية للاحتلال الاسرائيلي، لمناقشة احتمالية إجلاء آلاف اليهود الأوكرانيين الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل، تمهيداً لوقوع الحرب الروسية الأوكرانية.

بالإضافة إلى اعلان وزارة الخارجية في واشنطن بالسماح لرعاياها وموظفي السفارات بمغادرة أوكرانيا، خوفاُ من اندلاع الحرب.

البابا "قلق" للوضع في أوكرانيا

أعلن البابا فرنسيس اليوم الأحد، أنه يتابع "بقلق" ارتفاع منسوب التوتر في أوكرانيا، داعياً إلى يوم صلاة من أجل السلام الأسبوع المقبل.

وقال البابا في عظته الاسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان "أتابع بقلق التوتر المتزايد الذي يهدد بضرب السلام مجدداً في أوكرانيا وتعريض أمن القارة الأوروبية للخطر، مع تسببه بتداعيات أوسع".

ودعا إلى الصلاة لكي "يخدم كل فعل ومبادرة سياسية، الأخوة الإنسانية بدل المصالح الفئوية"، بحسب "فرانس برس".

وقال البابا الأرجنتيني "من يتبع أهدافه الخاصة على حساب الآخرين يجهل دعوته الخاصة كإنسان، لأننا خلقنا جميعاً إخوة".

وأضاف "لهذا السبب وب(شعور من) القلق نظراً للتوترات الحالية، أقترح أن يكون الأربعاء 26 كانون الثاني/يناير يوم صلاة من أجل لسلام".

ويستمر التوتر بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا التي باتت محاصرة بنحو 100 ألف عسكري روسي بهدف غزوها، بحسب أوروبا والولايات المتحدة، في حين تنفي موسكو هذه النية.

استعدادات عسكرية

ميدانيا، يطلق حلف الناتو اليوم الاثنين، مناورات عسكرية في مياه البحر المتوسط تستمر حتى الرابع من فبراير/شباط المقبل.

وتهدف المناورات لإظهار قدرة الناتو على دمج قدرات الضربات البحرية المتطورة لمجموعة هجومية من حاملة طائرات، لتعزيز الردع والدفاع عن الحلف، وفق موقع "الجزيرة نت".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن هذه المناورات مخطط لها منذ عام 2020، لكن قرار المضي فيها جاء على ضوء "عدم اليقين" بشأن نوايا روسيا تجاه أوكرانيا.

في السياق نفسه، قالت وسائل إعلام أميركية أمس الأحد إن الرئيس الأميركي جو بايدن يفكر في نشر آلاف من قوات بلاده وقوات الناتو في دول البلطيق وأوروبا الشرقية.

جونسون: تقارير المخابرات "مثيرة للتشاؤم" بشأن غزو أوكرانيا

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الاثنين إن معلومات المخابرات حول غزو روسي لأوكرانيا مثيرة للتشاؤم لكنها لا تعني أن الغزو واقع لا محالة، ووجه تحذيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي صراع يمكن أن يتحول إلى "شيشان جديدة".

وقال جونسون في تصريحات تلفزيونية "علينا أن نوضح للكرملين ولروسيا بمنتهى الصراحة أن (الغزو) سيكون خطوة كارثية".

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الغزو بات وشيكا الآن، قال جونسون "معلومات المخابرات حول هذه النقطة مثيرة للتشاؤم بشدة"، حسبما نقلت عن وكالة "رويترز".

وأضاف "لا أعتقد أن هذا حتمي الآن في كل الأحوال، أعتقد أن المنطق يمكن أن ينتصر".

وقال جونسون إنه سيتحدث مع زملائه القادة حول هذه المسألة في وقت لاحق من اليوم الاثنين.

وأوضح "علينا أيضا توصيل رسالة مفادها أن غزو أوكرانيا سيكون، من منظور روسي، عملا مؤلما وعنيفا ودمويا، وأعتقد أن من المهم جدا أن يفهم الناس في روسيا أنها قد تتحول إلى شيشان جديدة".

موسكو: الناتو يتهم روسيا بتصعيد التوتر حول أوكرانيا لتبرير أنشطته العسكرية على أطراف الحلف الشرقية

من جهته، أعلن ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أن حلف الناتو ينسب لروسيا نوايا عدوانية وهمية بحق أوكرانيا، من أجل تبرير أنشطته المكثفة على أطراف الحلف الشرقية.

وفي تصريحات لوكالة "إنترفاكس" الروسية علق الدبلوماسي على قرار الناتو إرسال قوات إضافية إلى حدود دول الحلف مع أوكرانيا، قائلا إن "هذا القرار جاء دليلا جديدا على تعود الناتو على استخدام لغة التهديدات".

وقال نائب الوزير: "هناك من قال مقولة صائبة حول الناتو وهي: إذا كنت تمسك مطرقة في يدك ذلك لا يعني أن كل مشكلة هي المسمار. ذلك أن لغة الناتو هي لغة التهديدات والضغوطات العسكرية، وهو أمر لا جديد فيه".

وأضاف أن بإمكان الحلف أن يساهم في تحسين الوضع حول أوكرانيا إذا دعا سلطاتها إلى تطبيق اتفاقات مينسك حول تسوية النزاع في منطقة دونباس بالكامل وبدون إبطاء، وأعاد النظر ببرامج مساعدة كييف، لأن هذه البرامج "تعزز ثقة السلطات (الأوكرانية) بعدم محاسبتها على الجرائم التي ترتكبها ضد شعبها، وتغذي أوهامها بشأن إمكانية حل النزاع بطرق عسكرية".

المصدر: وكالات