زيادة التكاليف والرسوم على مرتجعات منتجات الأزياء عبر الإنترنت

عمان-الغد- خلال العقدين الماضيين، تنافس تجار التجزئة على الإنترنت لتقديم تجارب تسوق أرخص وأكثر ملاءمة، وقد نلاحظ كيفية التطور غير العادي لتلك المنافسة فقط في العامين الماضيين، بسبب أزمة الوباء. ولكن مع عودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى بشكل تدريجي، بدأت الكثير من العلامات التجارية فرض بعض الرسوم الخاصة بالمنتجات الإلكترونية الخاصة بها؛ حيث يبدو كأنه نوع من التعويض لما حدث أثناء الأزمة، وفي الوقت نفسه سيساعد في المشاكل البيئية الناتجة عن صناعة الأزياء وما يتبعها من عمليات الشحن والتوصيل، بحسب موقع “الرؤية”.

فرض رسوم زائدة عند إرجاع المشتريات

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، هذا الأسبوع، أن “Zara” بدأت، في وقت سابق من هذا الشهر، في فرض رسوم على عملاء المملكة المتحدة 1.95 جنيه استرليني (2.44 دولار) لإعادة المشتريات عبر الإنترنت عن طريق البريد، بينما السياسة المعمول بها بالفعل في 37 دولة أخرى لا تنطبق على الطلبات عبر الإنترنت التي يتم إرجاعها في المتاجر، بحسب “business of fashion”. وقد لجأ المتسوقون الغاضبون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى، فقد روى البعض قصص رعب حول قوائم الانتظار الطويلة وبطء الخدمة عندما حاولوا إعادة العناصر إلى المتاجر.

انتعاش التسوق أثناء أزمة الوباء

والجدير بالذكر، حقق التسوق عبر الإنترنت، الذي انتعش بسبب الوباء، معدل عوائد أعلى بكثير بين العملاء مقارنة بالمشتريات داخل المتجر، ولكن في المقابل يؤدي شحن العناصر المرتجعة ومعالجتها إلى تكاليف لوجستية متزايدة، فضلاً عن انبعاثات الكربون. ومع ذلك، يخشى تجار التجزئة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء الآن بعد أن اعتاد العديد من المتسوقين العوائد المجانية والسهلة؛ حيث يظهر ذلك في استطلاع أجرته شركة المدفوعات “Klarna” العام 2021؛ حيث قال 57 % من المشاركين إنهم لن يشتروا أبداً من بائع تجزئة يتقاضى عوائد.

اختلافات في القرارات بشأن الرسوم

لكن بعض الشركات تتطلع إلى استعادة هذه الامتيازات الباهظة الثمن التي جذبت المتسوقين أثناء الوباء، ففي تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2021، قال ما يقل قليلاً عن 40 % من تجار التجزئة إنهم يتقاضون رسوماً مقابل الإرجاع بالبريد، في حين أن حوالي 2 % خططوا لتحمل رسوم خلال فترة العطلة و19 % لم يتخذوا قراراً بشأن الإجراءات التي سيتخذونها، وفقاً لمسح أجرته شركة “أبريس ريتيل”، والاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة.

عبء العودة

لطالما شكلت عائدات التجارة الإلكترونية صداعاً لوجستياً لتجار التجزئة، لكن التكاليف ارتفعت بشكل كبير في العامين الماضيين؛ حيث ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بشكل عام، ورفعت شركات نقل الطرود معدلاتها للتعامل مع الأحجام المتزايدة.

التكاليف وفقاً لقطع الأزياء

ونظراً لأن المستهلكين يشترون عدداً أقل من السراويل الرياضية المطاطة والمزيد من فساتين الحفلات، فإن هذه التكاليف ستستمر في الارتفاع، ففي “Revolve”، تم إرجاع 54 % من الطلبات، وهو أعلى معدل في عامين على الأقل.

صياغة أفضل سياسة

مهما كان الدافع، فإن فرض رسوم على المرتجعات عبر الإنترنت سيقلل بلا شك من عدد الطلبات التي يتم إرسالها مرة أخرى، وسيمنع فكرة الهدر. كما تشمل التكتيكات الأخرى تحسين صفحات المنتج وتقنية التحجيم الافتراضية، أو السماح للعملاء بمعرفة الملاءمة ونصائح حول التصميم إذا بدؤوا في إضافة أحجام متعددة من العنصر نفسه إلى سلة التسوق الخاصة بهم عبر الإنترنت، حيث يقدم بعض تجار التجزئة خدمات الإصلاح والتعديل، على أمل أن تؤدي بعض التعديلات الطفيفة إلى تجنب بعض العوائد.اضافة اعلان