زينة برهوم تشدو بصوتها الأوبرالي في حفل "البيت لنا.. والقدس لنا"

جانب من الحفل- (من المصدر)
جانب من الحفل- (من المصدر)

عزيزة علي

عمان- قدمت فنانة الأوبرا زينة برهوم، بمشاركة جوقة موزاييكا، ومرافقة المعهد الوطني للموسيقا، مجموعة من الأغاني التراثية، وذلك في الحفل الغنائي "البيت لنا.. والقدس لنا"، الذي نظمته جمعية نساء من أجل القدس، وجمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية.
الحفل الذي أقيم على مسرح المبنى الثقافي الرياضي في جمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية، يعود ريعه إلى دعم مشاريع المؤسسات المقدسية في فلسطين، وصندوق الطالب في الوطنية الأرثوذكسية، والمؤسسات والمشاريع المنتفعة في القدس مثل "دار الطفل العربي، ملجأ الخير الأرثوذكسي العربي، وجمعية البستان في سلوان".
وقدمت الفنانة الأوبرالية زينة برهوم، باقة متنوعة من الأغنيات، تضمنت: أغنية فيروز "زهرة المدائن"، تراتيل، أغنية "طلع البدر علينا"، أغنية "أردن أرض العزم"، ووصلة غنائية أردنية، وحمل صوتها الأوبرالي الكثير من الحب والحنين إلى مدينة السلام القدس.
قالت زينة برهوم "هذا الحفل هو تحية لكل الشهداء والشهيدات، والأسرى والأسيرات، والمرابطين والمرابطات في القدس، ولكل الداعمين لقضية فلسطين والقدس، ولكل المهاجرين من فلسطين في أرجاء العالم، وإلى والدي الذي ولد في القدس".
صوتها الأوبرالي فرض الصمت على الجمهور عندما ظهرت على خشبة المسرح وهي تنشد أغنية فيروز "القدس العتيقة"، و"زهرة المدائن"، و"سنرجع يوما"، وأغنية أخرى باللغة الإنجليزية، وكان الأداء أكثر من المتوقع، واستمع الجمهور لهذا الصوت الهائل الذي صدح في أرجاء المسرح.
عرف الحفل عضو هيئة إدارية في جمعية نساء من أجل القدس، وجمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية، رولا نصراوين، وقد وجهت تحية منها ومن فريق الجمعيتين لفلسطين وتحية للمرابطين والأسرى والشهداء والشهيدات والأمهات الصابرات والحبيبات الجميلات، وتحية للأردن، وتحية للقدس.
قالت نصراوين "نلتقي في هذا الحفل الموسيقي الغنائي الذي يحمل عنوان "البيت لنا والقدس لنا"، لماذا البيت لنا؟ لأننا أصحاب القضية، لأننا الأرض والبيت لنا، لأننا التاريخ والحاضر والمستقبل لنا، لأن بلادنا لم تلد إلا المحاربين المدافعين، لأن هذه الأرض لا تنبت إلا الأحرار. وتابعت: لماذا القدس لنا؟ لأن القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، لأن القدس مملكة الشهداء، ومأوى لأسرى، القدس للأمهات الصابرات، لرجال الأنفاق، لأرامل الشهداء ولعرائس الأسرى المحررين"، لافتة إلى أن ريع الحفل يذهب إلى دعم كل من "دار الطفل العربي، الملجأ الخيري الأرثوذكسي العربي، جمعية البستان في سلوان، صندوق الطالب في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية".
تأسست جمعية "الثقافة والتعليم الارثوذكسية"، في العام 1957، وهي تهدف إلى تأسيس وبناء وإدارة مدرسة أو مدارس وكلية أو كليات للتعليم العالي، بما فيها المرحلة الجامعية ضمن القوانين والأنظمة والمناهج السارية المعمول بها في المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك مساعدة أبناء العائلات ذوي الدخل المحدود لتحصيل مختلف العلوم، وتأسيس وإدارة المؤسسات الخيرية والإنسانية، ومساعدة ذوي الدخل المحدود، الى جانب الحث على نشر الوعي الاجتماعي والتمسك بالفضيلة والأخلاق.
وتحدثت رئيسة جمعية نساء من أجل القدس حيفا رشيد لـ"الغد"، عن الهدف من إقامة هذا الحفل والجهات التي يعود لها ريع هذا الحفل، قائلة "جمعية نساء من أجل القدس التي تأسست في العام 2004، تهدف من هذا الحفل إلى دعم أهالي القدس ماديا ومعنويا، وترسيخ عروبتهم في مدينتهم باعتبارها عاصمة فلسطين منذ أقدم العصور، وتحتضن التراث العربي الإسلامي والمسيحي، وهي خالدة بهذه الصفة باعتبارها رمزا ومركزا دينيا وجغرافيا وتاريخيا وحضاريا أساسيا لارتباط الشعب العربي الفلسطيني، لذلك تم تحديد هدفنا في ثلاثة أمور هي التعليم والمرأة والطفل".
وأوضحت أن هذا الريع سيذهب إلى دعم ثلاث مؤسسات هي: "دار الطفل العربي/القدس"، التي أسستها المرحومة هند الحسيني في العام 1948، بعد حدوث مجزرة "دير ياسين" الشهيرة على حدود مدينة القدس، على يد العصابات الصهيونية اليهودية، من سرقة، وتخريب، وهدم بيوتها، وقتل معظم المقيمين فيها. إلا أن بعض الفلسطينيين كتب لهم النجاة عندما قامت العصابات بإلقائهم خارج قريتهم إلى أماكن قريبة من مدينة القدس، وكان من بين أولئك 55 طفلاً ممن قتل آباؤهم وأقرباؤهم، ووصول البلدة القديمة وهم في ملابس النوم، وهائمون على وجوههم، تعبون، يائسون، حفاة إلى أن استقروا في زاوية هناك، مرتكزون على حائط بجانب كنيسة القيامة ومسجد عمر؛ حيث قامت الحسيني باحتوائهم وحمايتهم في غرفتين صغيرتين. وبعد أن هدأت الأوضاع وتزايد عدد الأطفال الأيتام والمحتاجين قررت افتتاح مؤسسة تعنى برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين الفلسطينيين وحتى العرب رسميا، أطلقت عليها اسم مؤسسة دار الطفل العربي، وترأسها الدار الآن ماهرة الدجاني.
وأوضحت رشيد أن هذه المؤسسة العريقة والوطنية التي تعمل على رعاية اليتيمات ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ حيث رفضت إدارة المدرسة تسجيلها عند العدو الصهيوني "بلدية القدس"، وبالتالي تعاني هذه المدرسة باستمرار من نقص الموارد المالية، وقد تحول قسم من المدرسة إلى كلية مجتمع، فقامت جمعية "نساء من أجل القدس" بتوفير أجهزة وحواسيب ومعدات إلكترونية للصفوف في المدرسة.
كذلك دعم "لجان المرأة"، التي تهدف إلى تمكن المرأة اقتصاديا، وقد قدمت جمعية "نساء من أجل القدس" تمويلا لمشروع التصنيع الغذائي وتدريب "20" سيدة في "تجفيف وتجميد وطبخ صحي مع الحفاظ على مأكولاتنا الشعبية"، وتقوم الجمعية بتسويق إنتاجهن، ودعم لجمعية القدس للأيتام والأسرة؛ حيث وزعت مساعدات عينية للعائلات المحتاجة، كذلك دعم جمعية صندوق المجتمع المقدسي، إلى جانب مساعدة الأسر المتضررة من الاحتلال وما نتج عنه من ضائقة مالية.
وأيضا دعم جمعية "البستان في سلوان"، التي تقع قرب الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى ويحيط بها بؤر استيطانية، والعديد من المستوطنات وكثافة سكانية عالية، لافتة إلى أن الكيان الصهيوني قام بفتح "8 بقالات"، من أجل بيع المخدرات للشباب، وهناك نسبة عالية من التسرب من المدارس، لذلك نعمل على تمكين المرأة من خلال تعليم المهن، وتطوير قدراتها الذهنية، وهناك مطبخ إنتاجي، وسيتم تجهيز هذا المطبخ بجميع الأجهزة الكهربائية قريبا، كما يتم دعم الطلاب المتعثرين ماليا، وفتح ملاعب من أجل تفريغ طاقاتهم من خلال اللعب.
كذلك يتم دعم "الملجأ الأرثوذكسي العربي"، للمرضى والمقعدين بالقدس؛ حيث تأسست الجمعية في العام 1940، وقام بتأسيسها مجموعة من السيدات الأرثوذكسيات العربيات، وعلى رأسهن كاترين سكسك المعروفة بـ"مدام سكسك"، وتعمل هذه الجمعية على العناية بكبار السن؛ حيث يوجد فيها 100 نزيل يقوم على رعايتهم مجموعة من الموظفين، أما القسم الثاني فهو لذوي الإعاقات الخاصة جسديا وعقليا، حيث يتم توفير الرعاية الصحية لهم.

الفنانة زينة برهوم تغني في الحفل- (من المصدر)
اضافة اعلان