"سنوات في سطور".. نبش لذاكرة خريجي الجامعة الأردنية

غلاف الكتاب- (من المصدر)
غلاف الكتاب- (من المصدر)
تغريد السعايدة عمان- يتنوع حديث الذكريات باختلاف شخوصها، وتلتقي في النهاية بعبارات الحنين والشوق لماض ما يزال ينبض في القلوب، إذ عمدت الكاتبة الأردنية إكرام العش لبناء سد يفيض بتلك المشاعر والذكريات في صفحات كتابها الذي صدر مؤخرا "سنوات في سطور"، والذي يضم عشرات القصص لعدد من خريجي الجامعة الأردنية في السبعينيات.

‘‘خريجو جامعة اليرموك‘‘.. ذكريات تشعل الحنين للماضي

الملك يكشف “ذكريات خاصة” لطالبات من “الأردنية” و”اليرموك” – فيديو

الحنين للمكان.. ذكريات ترافق الأشخاص طول العمر

العش، التي اعتادت في كتاباتها سرد الأحداث الواقعية بطريقة جاذبة تحمل الكثير من المشاعر الإنسانية، كما في كتابها الذي تناول قصتها في محاربة السرطان "العيش مع السرطان"، ولكن هذه المرة في كتابها "سنوات في سطور"، قامت بإطلاق الفكرة واستلام دور "المُعد"، فيما أتاحت المجال لعدد كبير من زملائها من خريجي الجامعة الأردنية بأن يسترسلوا بالتعبير ونبش الذاكرة بتفاصيلها المرتبطة بالزمان والمكان. "سنوات في سطور"، تم تقديمه على جزأين، نسخة 2020، ويضم تسع عشرة قصة، والنسخة الأخرى تم إصدارها في عام 2021، وفيها خمسة عشر حديثا عن ذكريات، جميعها بقلم كاتبيها من خريجي الجامعة الأردنية، فهو عبارة عن مزيج من حديث ذكريات الطفولة، بدءا من الانتقال لمرحلة الجامعة بجميع تفاصيلها، وصولا إلى الوقت الحاضر الذي يتحدث فيه المشاركون في الكتاب عن المراحل التي تنقلوا من خلالها، وصقلت شخصياتهم ووصل كل منهم إلى ما هو عليه الآن. الإهداء جاء "خفيفاً لطيفاً"، فالكتاب مُهدى إلى جميع رؤساء الجامعة الأردنية، والكادر التدريسي على اختلاف تخصصاتهم، وإلى "كل من كان له يد بيضاء في مساعدة الطلبة في الجامعة، وأرواح الغائبين منهم، وإلى الأهل الذين بذلوا قصارى جهدهم لوصول أبنائهم إلى مقاعد الدراسة آنذاك"، رغم كثير من الصعوبات التي واجهت الأهل منها جوانب مادية واجتماعية في ذلك الوقت. تقول العش في تقديمها للكتاب، أنها وبعد انضمانها إلى نادي خريجي الجامعة الأردنية، شعرت أنها تنتمي فكريا لتلك المرحلة، التي شاركت فيها زملاءها ذات المقاعد والقاعات، وعاشت معهم تلك الحقبة الزمنية والتي فيها الكثير من الأحداث والذكريات التي يمكن أن يتشاركوها معا، فكان هذا الكتاب هو حصيلة جمع تلك الذكريات، والبوح بها على بلسانه وقلبه قبل قلمه. "إننا ما زلنا نبحث عن تلك القصص والذكريات والأسماء والضحكات التي لم تغادر الذاكرة رغم أنها تراجعت مع السنين وزحمة الحياة والأيام، وربما إلتقينا بدافع الفضول لمعرفة أين وصل كل منا"، هكذا وصفت العش تخيلها عن رغبة الكثيرين في المشاركة في هذا الكتاب، الذي ينبض بالذكريات من أوله إلى آخر صفحاته، ليجد القارئ الكثير من المتعة والاسترسال في القراءة، كونها ذكريات "مجزأة وتختلف في بعض تفاصيلها من شخص لآخر". وبإمكان قارئ الكتاب أن يجد بين ثنايا تلك الذكريات وصفاً لبعض الأحداث اليومية وتفاصيل الحياة للأردن ككل خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي، والتي تعتبر إحدى الحقب المهمة في تاريخ تطور الأردن في قراه وبواديه ومدنه، سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو التعليمية، فالمشاركون في الكتاب في سرد ذكرياتهم جاؤوا من مجتمعات متفاوتة في طبيعة الحياة، لذلك نجد العديد من الأحداث من وجهة نظر كاتبيها وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية. وفي الجزء الأول للكتاب، أكدت العش أن هناك نية لوجود تسلسل لأجزاء أخرى للكتاب، وذلك من خلال تزويد منتسبي منتدى خريجي الجامعة الأردنية، ليكون الجزآن الأول والثاني في متناول يد القارئ، على أمل أن تكون هناك أجزاء أخرى بالتسلسل، "يعيد بها آخرون من طلبة وخريجي الجامعة الاردنية في السنوات اللاحقة كتابة أجزاء من أنفسهم وأفكارهم وذكرياتهم لتستمر السلسلة"، كما تقول العش. ومع بداية كل فصل، تعمدت العش وضع صور المتحدثين في الفصل، ومع نهاية كل حديث للمشارك، يكون هناك صفحة مخصصة يتم فيها التعريف بالكاتب المشارك في سطور ودراسته. والجزء الأول من الكتاب كان بعنوان "محطات"، خطت به العش عنوانها الأول "أوراق راقية"، وتحدثت به عن فكرة الكتاب وبدايات الطرح للمواضيع، وحماسها للفكرة بحدا ذاتها. وتبين العش في تقديمها للجزء الثاني من الكتاب، أن العمل الجماعي في الكتابة كان تحديا بالنسبة لها، وقامت بإنجاز الجزء الثاني خلال ثلاثة أشهر فقط، وكان هناك اجتماع أسبوعي لجميع المشاركين في الكتاب خلال جائحة كورونا من خلال "zoom"، لزيادة التعارف والتقارب ما بين الخريجين الذين وجدوا أنفسهم ينغمسون في حديث الذكريات الذي بات الآن بين يدي القراء. وتبين العش في خاتمة الكتاب، الجزء الثاني، أن ما ميز هذا العمل الكتابي لم يكن الهدف منه البحث عن الإبداع اللغوي والأدبي، وإنما لتوثيق مراحل وتجارب من حياتنا ونقلها للأجيال القادمة، وتعزيز فكرة العمل الجماعي ومفهومه بين الافراد، مهما اختلفت أفكارهم وتنوعت تخصصاتهم، ومجال عملهم. والعش هي كاتبة أردنية، درست علم النفس والعلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وعملت في مجال شؤون اللاجئين العراقيين والسوريين في الأردن مع إحدى المنظمات الدولية التي تتشارك مع الأمم المتحدة، ودونت تجربتها في الإصابة بالسرطان، من خلال كتاب خاص في ذلك، وهي الآن تقيم في أميركا.اضافة اعلان