سيكولوجية الاستياء الرقمي: لماذا تجعلنا الهواتف الذكية أقل تركيزا؟

07777
07777
عمان- نحاول ونبذل جهودًا في مقاومة التكنولوجيا. نكبح أنفسنا ضد تطبيقات الجوال ونعطل الجهاز المحمول من أجل التخلص من السموم الرقمية الكاملة. ركز القلق بشكل كبير بشأن التكنولوجيا على طبيعتها التي تسبب الإدمان، وكيف تم تصميم التطبيقات والأجهزة المحمولة لإبقائنا متصلين بالإنترنت لأطول فترة ممكنة. يبدو أن استخدام المكافآت المختلقة في التطبيقات يزيد من تكرار زيارتها. بحسب ما نشر موقع “Psychology Today”. تشير التقديرات الأخيرة إلى أن 80 % من سكان الولايات المتحدة بمن فيهم الأطفال يمتلكون هاتفًا ذكيًا. نظرًا لأن هذه الأجهزة أصبحت أكثر شيوعًا، يتعين علينا طرح سؤال مختلف قليلاً: ماذا يفعل مجرد وجود هذه التقنيات في العمليات العقلية؟ هل مجرد التواجد حول التكنولوجيا يجذبنا؟

كيف تؤثر الهواتف الذكية على الانتباه والتفاعلات الاجتماعية؟

لفهم هذه التأثيرات الأكثر عمومية، تم دراسة تأثير الهواتف الذكية على الانتباه. لاستكشاف ذلك، طلب الباحثون من المشاركين إكمال مجموعة من التقييمات لتقييم قدرات المعالجة العقلية البسيطة مثل المرونة العقلية والتحكم المعرفي والانتباه. أكملت مجموعة واحدة من المشاركين التقييم باستخدام الهاتف الذكي والمجموعة الأخرى دون أي أجهزة. يؤدي وجود الهاتف الذكي إلى انخفاض الأداء. وكلما زادت صعوبة المهمة، زاد تأثير الحضور لذلك لست بحاجة فعليًا إلى استخدام الجهاز لتثير انتباهك. لكن الإلهاء هو مجرد البداية. يؤثر وجود الأجهزة الذكية أيضًا على تفاعلنا الاجتماعي. إخراج هاتفك في منتصف محادثتك يقلل من قيمة المحادثة لكلا الطرفين.

هل مجرد وضع الهواتف على الطاولة له تأثير أيضا؟

وجدت الأبحاث أن وضع الهاتف على الطاولة في مرمى البصر يشتت الانتباه وبشكل ملحوظ، ويقلل من التفاعلات الاجتماعية. توصلت الأبحاث أيضا أن هذا التأثير يمتد إلى التفاعلات الاجتماعية بين الغرباء، فمثلا مجرد وجود هاتفك الخلوي معك يقلل بشكل كبير من احتمالية أن تبتسم للشخص المقابل لك في غرفة الانتظار.

علم النفس وراء الاستياء الرقمي

وجد أن التفكير المضاد له تأثير علينا فنحن عرضة لمقارنة وضعنا الحالي مع ما كان يمكن أن يكون ومدى سعادتنا بسيناريو معين يتعلق بهذه النقطة المرجعية الافتراضية. التفكير المضاد “سيف ذو حدين” عندما تقارن بنتيجة محتملة أسوأ، تشعر بتحسن في الموقف الحالي. ولكن عندما تكون هذه المقارنة مع نتيجة محتملة أفضل، فإن الوضع الحالي يبدو أسوأ. كل ذلك متعلق بالنقطة المرجعية، وهذا هو سبب قوة الاستياء الرقمي. يمثل الهاتف الذكي مجموعة لا حصر لها من التجارب الممكنة، ومنافسات شرسة بشكل لا يصدق، مما يجعل المحادثة الأكثر إثارة للاهتمام تبدو لا تطاق بسبب المقارنة. لطالما كان الإلهاء عدوًا. يجب أن نتعامل مع انتباهنا بعناية، وأن نظل يقظين في تركيزنا، وألا نستسلم للفكر الضائع. ترجمة: حلا محمود مصطفى/ صيدلانية اقرأ المزيد:  اضافة اعلان