‎شباب يروجون للسياحة في المحافظات عبر مبادرة "بدنا نلف الأردن"

d7467d8f-untitled-1
d7467d8f-untitled-1

ديمة محبوبة

عمان- من شمال الوطن إلى جنوبه، وفي محافظاته ومدنه وقراه؛ واحات جمالية تزهو بالألوان اللافتة، ربما مناطق فيه لم تكتشف بعد، ولم يتم التعرف على تراثها وتاريخها ومسارها السياحي.

اضافة اعلان


الشاب ليث أبو طالب والمتخصص في صناعة المحتوى، أخذ على عاتقه التعريف بالمناطق السياحية في الأردن، بمشاركة شباب ومتطوعين، ليؤسس مبادرة "بدنا نلف الأردن" في العام 2014.

“الفن لأجل الأردن” يروج للمناطق السياحية ضمن مشروع “ورقامي”


يهوى أبو طالب السفر والمغامرة؛ حيث تنقل بين 15 دولة و55 مدينة حول العالم، لكن اليوم تنطلق مبادرته بحلة جديدة، لتسليط الضوء على المناطق السياحية والتراثية في مختلف محافظات المملكة، والهدف هو صناعة محتوى بلغات عدة (عربية، إنجليزية وإسبانية) عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لتعزيز السياحة في الأردن والمحتوى المتعلق في الأردن "أونلاين".


يبين أبو طالب أنه وأعضاء المبادرة يقومون حاليا بزيارة مختلف المحافظات والمتاحف، المعالم الأثرية، وتجربة أكلات ترتبط بتراث المكان، ومقابلة شخصيات وناشطين محليين، حيث يتم إشراك الشباب في هذه الجولات، وتوثيق الزيارات لنشرها على مواقع التواصل الخاصة بالمبادرة.


‎يقول "ننطلق لزيارة جميع محافظات المملكة، إذ بدأت جولتنا من عمان بزيارة المدرج الروماني وجبل القلعة للتعرف على مختلف المعالم من ثم انتقلنا إلى مادبا لزيارة الكنائس والمعالم الدينية والتعرف على الفسيفساء في عاصمة السياحة العربية، وجبل نيبو والاستمتاع بالطبيعة الخلابة على الطريق"، كذلك مدينة السلط ومتحف أبو جابر، كنسية الخضر، مسار السلط السياحي، شارع الحمام، وقاموا بتوثيق تجربة اللباس التقليدي للمنطقة عن طريق الفيديوهات والصور.


ولأن الأردن يشتهر بالسياحة الدينية، ينوه أبو طالب إلى أن أعضاء المبادرة قاموا بزيارة المغطس، كذلك الانتقال لمحافظة جرش والبحر الميت والزرقاء والمفرق.


ومع بداية فصل الربيع، تم التنسيق حاليا لزيارة مناطق الشمال التي تتمتع بمناطق تضم طبيعة خلابة، وأماكن أخرى عديدة، وبعد ذلك سيتم إرسال كتاب رسمي يتم توجيهه إلى وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة عن هذه التجارب وأثرها واقتراحات لتحسين الخدمات في بعض المناطق.


ويستذكر أبو طالب بدايات هذه المبادرة في العام 2014، عندما قرر السفر لمناطق عديدة حول العالم، لكن قبل هذا قرر أن يستكشف الأردن ويتعرف عليه من الوسط للشمال للجنوب من خلال زيارة لمحافظات المملكة كافة، والتعرف على تاريخ وثقافة وتراث الأمكنة، والهدف من ذلك هو القدرة على تمثيل الأردن أينما ذهب والترويج لبلده سياحياً من خلال الحديث عن تجربته بالسفر حول الأردن.


لكن في تلك الفترة لم تكن السوشال ميديا والتوثيق لما ينشر عليها كما هو الحال اليوم، وذلك لم يساعد على الترويج لفكرة المبادرة كما ينبغي، وبعد أعوام عدة وزيارة 15 دولة حول العالم وأكثر من 55 مدينة في مختلف البقاع، قرر العودة للأردن للانطلاق بالبرنامج مرة أخرى تحت هدف أساسي وهو "صناعة محتوى مرئي ومسموع تفاعلي عن الأردن" بلغات أساسية عدة "العربية، الإنجليزية والاسبانية" لجذب الجميع للأردن من خلال استكشاف مناطق مختلفة في الأردن بإمكان أي شخص زيارتها بكل سهولة، وتسليط الضوء على جميع محافظات المملكة التي لا يعلم العديدون عن ثقافتها وتراثها والأماكن السياحية الموجودة فيها.


ويقول أبو طالب "عندما يسمع الزائر عن الأردن يخطر في باله البترا والبحر الميت، المدرج الروماني، جبل القلعة، وآثار جرش، وهي أبرز المعالم السياحية لدينا، لكن على سبيل المثال في محافظة المفرق هناك مناطق أثرية وآثار مهمة، كذلك أم القطين والكهوف والكنائس في مدينة رحاب وغيرها الكثير، كما هو الأمر في محافظة الزرقاء من محمية الأرزق المائية، وقصر الحلابات والمتاحف المتوفرة الكثيرة".


والهدف الرئيسي، حسب أبو طالب، التعريف الساحي بمحافظات المملكة لصنع تجربة ثقافية مختلفة لكل زائر إلى الأردن وللسكان المحليين وتعريفهم على المعالم البارزة في منطقتهم وزيادة الوعي لديهم بأهمية الحفاظ على التراث.


ويتحدث أبو طالب عن تجربته في السفر، قائلا "قررت العودة لهذا البرنامج والمبادرة من جديد بجهود شخصية بعد أن عشت في المكسيك لأكثر من 9 أشهر تخللت زيارات لـ11 ولاية في المكسيك وللولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات، كما زار عشرات المتاحف والمعالم الأثرية وشارك بتجارب ثقافية عدة، في محاولة لنقل تلك التجارب الى الأردن".


التجمع لتلك الرحلات، كما يبين أبو طالب "تبدأ جولاتنا في الأردن من خلال النشر عن الرحلة على مختلف مواقع التواصل ويتطوع البعض بسياراته لنقل المشاركين، وفي كل رحلة يتوفر على الأقل 5 سيارات لنقل الأشخاص، وتتكون الرحلة من 25 مشاركا ومشاركة".


ويكمل "عند التوجه للمحافظات، يقوم العديد من الناشطين باستضافتنا وتقديم الدعم لنا في المسار السياحي وأخذنا للعديد من المناطق واختبار تجربة تذوق الأكلات الشعبية التي تشتهر بها هذه المناطق".


ويتعاون الكثير من القائمين على المواقع السياحية بالإعفاء من رسوم دخول المناطق السياحية كدعم لجهود المبادرة وتسليط الضوء عليها، خصوصا بعد جائحة كورونا.


ويلفت أبو طالب إلى أن هذه المبادرة بدأت بشخص واحد والآن تضم ما يقارب 200 شخص والعدد في ازدياد، مبينا أن الانطلاق يكون من عمان بـ15 شخصا وتنتهي بـ30 شخصا، حينما ينضم أشخاص من المحافظة التي يزورونها. والآن الكثيرون يتابعون سير الرحلات عبر منصات التواصل الاجتماعي.


ويؤكد "من خلال هذه الجولات تلقوا دعما من شركات ريادية ناشئة عبر تسليط الضوء على منتجاتهم وخدماتهم خلال الجولة، فأصبح لديهم أكثر من 15 داعما محليا يقدمون الهدايا وصنع فيديوهات تنشر عبر تطبيق "تيك توك" يتم فيها سؤال الناس عن مناطق أثرية وسياحية وثقافية بالأردن، ومن يعطون إجابات صحيحة يتلقون هدايا من شركات محلية، والهدف من هذا الجانب الثقافة والتوعية".


ويقول أبو طالب "جميع رحلاتنا صديقة للبيئة من حرصنا على دعم أهداف التنمية المستدامة، فنحاول في رحلاتنا استبدال الأكياس البلاستيكية بالأكياس القماشية، ودائما ما نقوم بتنظيف الأماكن السياحية التي نزورها من خلال جميع النفايات التي نراها بالطريق، وذلك لنشر الوعي قدر الإمكان وتعزيز ثقافة إعادة التدوير والاستخدام، وأهمية المحافظة على التراث. وتقوم المبادرة أيضا بمعرفة فيما إذا كانت الأماكن مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة والكبار بالعمر للمشاركة بالأنشطة".

اقرأ المزيد: