عجلون: فقراء بلا محروقات وينتظرون حصتهم من الحطب المجاني

أحد مراكز جمع الحطب التابعة لمديرية الزراعة في عجلون-(أرشيفية)
أحد مراكز جمع الحطب التابعة لمديرية الزراعة في عجلون-(أرشيفية)

عامر خطاطبة

عجلون - في ظل عجز كثير من الأسر العجلونية عن توفير كلف المحروقات للتدفئة خلال الشتاء، ما تزال المئات منها تنتظر مواعيد تسلمها لكميات الحطب المجاني التي خصصتها وزارة الزراعة للأشد فقرا منهم.اضافة اعلان
ومع دخول موجات البرد، تبرز حاجة تلك الأسر، وأخرى فقيرة لم تشملها قوائم "الزراعة" وصندوق المعونة الوطنية، للحصول على تلك الكميات التي يمكن ان تكفيهم لزهاء شهرين، ما يخفف عليهم أعباء أثمان المحروقات المرتفعة، التي يعجزون عن توفيرها بشكل منتظم طيلة الشتاء.
وخصصت مديرية زراعة محافظة عجلون زهاء 400 طن من الأحطاب، وبدأت بتوزيعها على الأسر الفقيرة في المحافظة ومجاوري الغابات منتصف الشهر الحالي، وبواقع طن واحد لكل أسرة، بهدف مساعدتهم لتجاوز برد الشتاء، والتخفيف من التعدي على الغابات.
وطالب عبد الرحمن أبو ابراهيم، بضرورة الإسراع بتوزيع الكميات المخصصة للأسر، وذلك بزيادة فرق التوزيع وزيادة ساعات الدوام، مؤكدا أنه لم يتمكن حتى اللحظة من الحصول على طن الحطب الذي تم تخصيصه له ليتسلمه من محطة حراج اشتفينا.
وأكد انه لم يستطع خلال موجة البرد السابقة، توفير وسيلة تدفئة لأسرته التي تقطن في مساكن الأسر العفيفة بمنطقة حي نمر بكفرنجة، والتي تعد منطقة مرتفعة وذات برد شديد.
وطالب محمد بني سلمان وخالد الجبالي، من قاطني مساكن الأسر العفيفة، بشمولهم في عملية توزيع الحطب المجاني، لأنهم لا يستطيعون توفير أثمان المحروقات المرتفعة، ما يبقي أسرهم من غير وسائل تدفئة كافية في الشتاء، مؤكدين أن هذا الحال يضطرهم للبحث عن كل ما يمكن إشعاله بمواقد الحطب لتدفئة أسرهم.
ووفق مديرية الزراعة، فإن المشمولين بالقوائم والذين ستشملهم عملية التوزيع، جرى تحديدها من لجنة مشتركة من المحافظة والزراعة والتنمية الاجتماعية، وضمت الأسر الأشد فقرا، وقاطنين وسط وجوار الغابات.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن الكميات التي توزع حاليا كبيرة وتقدر بنحو 400 طن وتحتاج إلى زهاء 3 أسابيع للانتهاء منها.
وأوضح أن الكميات التي تستطيع الكوادر الموجودة في محطة حراج اشتفينا توزينها وتسليمها لمستحقيها خلال ساعات الدوام الرسمي، تقدر بـ10 أطنان إلى 15 طنا يوميا على أبعد تقدير، ما يعني أن عملية التوزيع بمجملها، قد تستغرق أكثر من شهر.
في الأثناء، يرى أهال في المحافظة، أن عملية بيع الأحطاب المتجمعة في محطات الحراج لدى مديرية زراعة المحافظة، بأسعار مخفضة للسكان، وتوزيع جزء منها على الأسر الفقيرة، سيسهم بالحد من التعدي على الغابات، ويقلل من شهية مافيات التحطيب التي تبيعها بأسعار مرتفعة، يصل فيه سعر طن الحطب إلى زهاء 150 دينارا.
وأكد الناشط البيئي المهندس خالد العنانزة، ضرورة اقتصار بيع وتوزيع الأحطاب المتجمعة، والناتجة عن الضبوطات والمصادرات، أو تنفيذ المشاريع وفتح الطرق، على أبناء المحافظة، لاسيما الأسر الفقيرة.
وبين أن استفادة سكان المحافظة والفقراء من هذه الأحطاب وشرائها بأسعار مناسبة، يسهم بالمساعدة في تزويده خلال الشتاء بمصدر تدفئة، كما يسهم بالحد من ارتفاع أسعار الحطب، والذي من شأنه تشجيع مافيات التحطيب ويزيد من طمع أفرادها، وبالتالي ارتفاع حالات التعدي على الثروة الحرجية.
وعادة ما تبدأ الأسر الفقيرة في مثل هذه الأوقات من السنة في المحافظة، بجمع ما يستطيعون من أحطاب جافة، للاستعانة بها في التدفئة عن طريق مواقد الحطب في ظل عجزهم عن شراء الوقود.
إلى ذلك، أكد الخالدي أن حالات التعدي على الغابات، انخفضت بشكل ملحوظ في العامين الماضي والحالي مقارنة بالأعوام السابقة.
وكشف انه جرى تحرير 32 ضبطا منذ بداية العام الحالي بحث معتدين على الحراج، ما يؤكد أن هناك تراجعا واضحا في الاعتداءات على الثروة الحرجية، جراء أعمال المتابعة والتفتيش الميداني، بالتعاون مع الشركاء الأجهزة الأمنية والإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.
وأرجع ذلك إلى تشديد الرقابة والشراكة مع مختلف الجهات الرقابية الأخرى، وقرار مجلس الوزراء باقتصار توزيع الأحطاب المتجمعة على أبناء المحافظة ومنع إخراجها لمناطق أخرى، لافتا إلى أن كشوفات قسم الحراج في المديرية، اظهرت أن 343 طنا من حطب عجلون، بيع خارجها العام الماضي، بحيث لم يحظ سكان المحافظة من الحطب إلا بكميات قليلة.
يذكر أن وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، وخلال إشرافه على عملية بدء التوزيع الأسبوع الماضي، أكد أن حطب عجلون سيقتصر بيعه وتوزيعه داخل المحافظة، ولن يسمح تحت أي ظرف ببيع أي طن خارجها، وذلك بهدف مساعدة الشرائح الفقيرة ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية.