في العطلة الصيفية.. صغار تغمرهم السعادة في بيوت الأجداد

ديمة محبوبة انتظرت سارة منتصر (12 عاما) حلول العطلة الصيفية بفارغ الصبر، إذ يتسنى لها المكوث أطول وقت ممكن في بيت جدها، فهي تجد الدلال والاهتمام هناك. وتقول الصغيرة، ما أجده في بيت جدتي لا أجده في مكان آخر، فالنشاطات مختلفة والاهتمام مختلف وأشعر بمحبتها لي، ولا أسمع كلمة “لأ” المزعجة. تكمل حديثها وهي مبتسمة “ما أشعره عادة عند زيارتي لجدتي وجدي يكون مميزا، فهم يستوعبون أننا صغار ونحتاج اللعب وتفريغ طاقاتنا”. في حين تتحدث الجدة أم سلامة، أنها في أيام العطلة الصيفية تنتظر أحفادها الذين يقضون العطلة في بيتها، فتبدأ بالصباح مشوار تجهيز الفطور وإعداد الوجبات التي يحبها الأحفاد، مراعية أن تحتوي السفرة يوميا على أطباق يفضلها هاشم حفيدها الكبير، أما حفيدتها الصغرى، فتهوي أكل الحلاوة بالفستق الحلبي والزبدة. وتبين أنهم يقومون بالتشارك معها في إعداد السفرة وكذلك عند الانتهاء من وجبة الفطور، أما عن نشاطات باقي اليوم، فلديها حديقة صغيرة خلف المنزل يقومون بتنظيفها وسقاية الزرع فيها، وتقسم الأدوار، “كل يوم على حفيد معين” حتى لا يتشاجرون عليها. وفق الجدة. وتؤكد أم سلامة أنها تستمتع برفقة الأحفاد، مبينة أن اليوم يمضي بلمح البصر خلال تواجدهم، والوقت ممتع يملؤه الضحكات والمرح. وتضيف أنها تحاول أن ترشدهم وتتعامل معهم بحب، وليس من منطلق الواجب، وتقضي وقتا نوعيا للحديث والتسلية، وتكون النشاطات أيضا بصناعة الخبز أو المعجنات أو تحضير السلطة، إلى جانب التعاون في تنظيف المنزل. وما أن يأتي الليل حتى يجتمعون على سريرها لتحدثهم عن أيام مضت، وكيف كان ذويهم في الصغر. حيث يستمتعون لكل كلمة تقولها، ولكل حدث تذكر تفاصيله، حتى وإن تكرر ذكره. أما الجدة سميرة فتقضي العطلة الصيفية مع أحفادها، في رحلة من الترفيه والتربية في ذات الوقت، تحديدا في الوقت الذي يتوجه فيها أبناؤها وبناتها للعمل. وتقول، “منذ سنوات وأنا استقبل الاحفاد الأربعة في العطلة الصيفية، كونها لا تحب أن يبقوا وحدهم في المنزل خلال ساعات عمل أبائهم، وهي في ذات الوقت تعتبره وقتا ممعتا، لكونها تعيش وحدها بعد زواج جميع أبنائها. وجود الأحفاد في دار الأجداد له فوائد نفسية واجتماعية، كما أن شعور الأم العاملة بأن أطفالها بأيدي أمينة، من أهم تلك المزايا. وتؤكد خالدة محمود وهي أم لأربعة أطفال وعاملة في شركة، بأن يومها يبدأ منذ الساعة الثامنة وحتى السادسة، وأكثر ما يشعرها بالراحة والاطمئنان وجود أبنائها في بيت جدتهم، فهم يشعرون بالمتعة والتسلية والدلال، كون الجدة عادة ما تكون أكثر تساهلا وحنانا مع أحفادها. وتقول”أبنائي ينتظرون العطلة الصيفية بفارغ الصبر حتى يتوجهوا إلى بيت جدتهم صباحا ويجتمعوا مع أبناء أخوالهم، في أجواء حميمية، لا يمكن أن يجدها الطفل في دور الحضانة”. وتقول أم الطيب أن لديها طفلين أحدهما يبلغ من العمر عشرة أعوام والآخر (3 أعوام) فالكبير يصر على البقاء في بيت جدته ويساعدها، أما الصغير فيقضي وقته بدور الحضانة. ويرى التربوي د. محمد أبو السعود أن في هذه الصورة الإيجابية، وهذا النسيج الاجتماعي المتميز، نوعا من التشارك بين أفراد الأسرة الممتدة، وهو أمر له العديد من الفوائد الاجتماعية والشخصية. ويضيف أن وجود الطفل ضمن أسرة ممتدة يمنحه فرصة لتطوير شخصية الأطفال من جهة ومن جهة أخرى لا يشعر الجد والجدة بالانقطاع عن الجيل الحالي، وخاصة من أحفادهم. وهذه العلاقة تقوي زيادة صلة الرحم بين الأجداد والأحفاد، كما يزيد من الراحة النفسية للأبوين خلال تواجدهم في العمل. ويرى أن الفوائد التي يجنيها الطفل وأهله من بقاء الابن عند جدته وجده كبيرة، وفرصة لزيادة الخبرات وتغذية الشخصية والاعتماد على الذات. بقاء الطفل مع أجداده، قد يساعده على إيجاد برامج اجتماعية كثيرة يشارك فيها عائلته الكبيرة، بحسب أبو السعود، لافتا إلى أن المجتمعات القروية تحوي تواجدا أكبر للأسرة الممتدة، وهذا يؤثر إيجابا في التربية الأسرية، إذ أن التربية عبارة عن خبرات متراكمة يتشربها الصغار. وبحسب أبو السعود، فإن الطفل بحاجة إلى تجديد خبراته والاطلاع على تفاصيل الحياة ومعالمها في بيت الأهل والأسرة الممتدة، إذ أن الطفل في نهاية الأمر سيكون دائماً مرجعه العائلة والأسرة الكبيرة. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان