"كورونا جماعية" تستوطن البيوت.. و"الشتاء" يزيد وطأتها

تغريد السعايدة عمان- مع الانتشار السريع وغير المسبوق للمتحور الأخير “أوميكرون”؛ باتت الحالات تستوطن البيوت، فما أن يصاب أحد الافراد بالعدوى، حتى تنتقل بشكل متسارع إلى باقي العائلة من صغار وكبار. ذلك الانتشار الواسع للفيروس واصابة أسر بأكملها، يعني حاجة كل عائلة إلى رعاية خاصة، خاصة مع استمرار الأجواء الباردة في فصل الشتاء، ووسائل التدفئة التي تجعل التعامل مع المرض أكثر صعوبة. ووفق دراسة طبية أُصدرت مؤخراً من جامعة كيوتو اليابانية، فإن سبب الانتشار السريع والعدوى المتكررة للأشخاص يعود إلى أن قدرة المتحور أوميكرون للعيش على السطوح فترات أطول من باقي المتحورات، إذ يُصاب المتواجدون جميعا في ذات المكان أو البيت بالعدوى. ومن خلال الأرقام اليومية ونسب الانتشار، فإنها بازديا وتتقارب في المنطقة الجغرافية، الأمر الذي يشير إلى العدوى المتقاربة، وهذا يدفع العائلات إلى ضرورة أن تكون لديها طريقة للتعامل مع الإصابات في المنزل، خاصة إن كانت الأعراض تختلف من شحص لآخر، أو لوجود مريض في المنزل يتطلب رعاية خاصة. ذلك يتطلب توخي الحيطة والحذر لدى مرضى كورونا خلال فصل الشتاء، وعدم إبقاء جميع المنافذ بالبيت مغلقة بسبب الأجواء الباردة وانخفاض درجات الحرارة، عدا عن استخدام المدافئ المختلفة والتي قد يكون لها تأثير سلبي على التنفس والرئة، كما في مدافئ الكاز او الحطب التي باتت تنتشر في المنازل. ومع إصابتها بفيروس كورونا “أوميكرون”، حسبما أخبرها الطبيب، تقول آمال زاهي أنها شعرت مع نهاية الفترة المعتادة للخروج من المرض، بأنها تعاني من ضيق بسيط في التنفس و”وخز” في الصدر، كما وصفته، لتعاود مراجعة الطبيب الذي أخبرها بأن عليها ان تراعي عدة أمور صحية يومية في المنزل والتي تحدث غالباً في فصل الشتاء. وتقول آمال إنها تستخدم مدفأة كاز في المنزل، وبسبب الأجواء الباردة، لم تتمكن من تهوية المنزل بشكل كاف خلال الفترة الماضية، خاصة وأن باقي أفراد العائلة المكونة من ستة افراد جميعهم تعرضوا للإصابة في ذات الوقت ومن بينهم أطفال، كانت الأعراض لديهم متشابهة، ومنها؛ “الإسهال، الاستفراغ، والحرارة، والقشعريرة”، لذلك حرصت على إبقاء البيت دافئا طيلة تلك الفترة. ورغم أنها تعافت من الإصابة، إلا أنها ما تزال تعاني من سعال وآلام، أظهرت صورة الأشعة التي قامت بها مؤخراً أنها تعاني من التهاب قصبات، قد يكون لبعض الإجراءات المتبعة في منزلها دور في زيادة تأثير الأعراض عليها، لذلك قدم لها الطبيب عدة نصائح من أجل التخلص من آثار الإصابة كما تقول. وفي فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، واضطرار الكثيرين للخروج من المنزل في ساعات الصباح الباكر بالأجواء الباردة جدا، عدا عن انتشار الأمراض الفيروسية التي تزداد في هذا الفترة بشكل عام، هو الأمر الذي يؤثر على طبيعة الإجراءات التي تتتخدها عائلات لحماية نفسها من برد الشتاء، وفي ظل “كوورنا” هناك الكثير من المحاذير الطبية حيال ذلك. من الناحية الطبية، يؤكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبدالرحمن العناني أن غالبية الإصابات الآن بأعداد كبيرة وجماعية ومتقاربة، نتيجة لسرعة انتشار متحور أوميكرون والخاصية المتعلقة بطول فترة بقائه على الأسطح. ولكن بسبب الإصابة في هذه الأجواء الباردة، يرى العناني ان استخدام العائلات للمدافئ المختلفة، سواء مدافئ الحطب والكاز وأحياناً الغاز، فإنها بشكل عام قد تساهم في زيادة الأعراض المرضية، كما في تهيج القصبات الذي قد يرافق المريض، وبالتالي حدوث السعال الشديد او الشعور بضيق في التنفس، الأمر الذي قد يزيد من توتر وخوف المريض من تلك الأعراض. لذلك، يرى العناني أن الطريقة الأنسب فترة إصابة العائلة بالفيروس، هو تغيير أدوات التدفئة في المنزل، واعتماد الكهربائية، أو الغاز بطريقة مناسبة، أو من خلال المكيفات الهوائية إن تواجدت في المنزل، مشيراً إلى أن هذه الفترة خلال فصل الشتاء تحتاج بعض الحذر، خاصة فيما يتعلق بأعراض الجهاز التنفسي. كما ينوه العناني أهمية إلى أن يكون هناك تهوية متكررة للمنزل الذي يتواجد فيه مصابون بأكثر من شخص، حتى وإن كانت الأجواء باردة، كأن يتواجد أفراد الأسرة في غرفة محددة، ويتم تهوية باقي المنزل، بطريقة مناسبة تساعد في دخول هواء نقي إلى المنزل يساعد في تحسين التنفس لدى الافراد، كذلك التخفيف من الضغط النفسي. اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة، يشير إلى أن إصابة جميع الأفراد بالفيروس يفرض عليهم ضغوط كبيرة وجديدة لم تكن تعانيها الأسرة من قبل، سواء من ناحية الاحتياطات الصحية أو التواجد في البيت لأيام بشكل مستمر. وهنا، يؤكد مطارنة على أهمية التعاون والدعم ما بين افراد الأسرة جميعهم، وأن تطغى أجواء الطمأنينة والسكينة عليهم، حتى لا تتأثر الأسرة بالضغوط النفسية في ذات الوقت، وأن يوفر الوالدان طريقة مناسبة للترفيه عن ابنائهم داخل المنزل، مع المحافظة على كافة الإجراءات الصحية حتى تتجاوز العائلة بأكملها تلك الفترة المرضية. ولكون الفيروس أصبح منتشراً في غالبية المناطق وبأعداد كبيرة، فإن الأبناء بشكل عام اصبح لديهم معرفة بالمرض وطبيعته وطرق انتشاره والوقاية منه وحتى الأعراض التي تظهر، إذ يعتقد مطارنة أن طمأنة الأبناء وبث روح التفاؤل لديهم أمر مهم ومؤثر، وأن هذا الفيروس يمكن تجاوزه من دون الحاجة إلى اجراءات صحية مشددة أو دخول للمستشفى. وكان العناني قد نوه إلى ضرورة أن يتحلي جميع أفراد الأسرة بالطاقة الايجابية، حتى وإن حاصرتهم الظروف المرضية أو الجوية الباردة، فهي فترة وستمر بسلام مع المراقبة واتباع التعليمات الصحية المناسبة، ومراقبة كبار السن او الأطفال عند حدوث تطور في الأعراض، مشيراً إلى أن أمراض الجهاز التنفسي تنتشر في هذا الفصل بشكل عام، وليس فقط في ظل انتشار كورونا، وجميعها تحتاج إلى رعاية ومتابعة وتهوية للمنزل. وينوه مطارنة إلى أن أسلوب الحديث بين الأهل والابناء أو حتى كبار السن المصابين، ينبغي ان يكون توعويا وفيه طمأنة، من دون تهويل لما يحدث، إذ ان الأسلوب الخاطئ في الطرح قد يساهم في تردي الحالة النفسية للأفراد، من خوف وقلق قد يظهرا، ما قد يؤثر سلباً على جهاز المناعة. ويؤكد أطباء ومختصون أهمية استقرار الحالة النفسية لدى المرضى حتى يدعمهم ذلك في العلاج وتجاوز هذه المرحلة الصعبة بسبب اصابات آلاف العائلات، مع انتشار أوميكرون تحديداً.

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان