كورونا والشتاء و"دفاع 35" تعمق الركود بأسواق إربد

أسواق في إربد خالية من المتسوقين-(الغد)
أسواق في إربد خالية من المتسوقين-(الغد)
أحمد التميمي إربد - خيم الركود على أسواق محافظة إربد لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا ودخول الشتاء، فيما تنتظر الأسواق مزيدا من الركود بعد تطبيق أمر الدفاع 35، والذي ينص على عدم إدخال المواطن لأي منشأة تجارية، إلا في حال تلقيه جرعتين من المطعوم المضاد لكورونا. وحسب تجار، فإن التجارة في اربد في ظل الظروف الحالية وجائحة كورونا، باتت غير مجدية، مشيرين الى ان معظمهم يبيعون برأس المال، فيما يضطر آخرون للإغلاق على نحو كامل بسبب ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية، وتفاديا لخسائر محتملة جراء ما يترتب عليهم من التزامات مالية. وقال احد من أصحاب المحلات التجارية رفيفان الشوحة، إن الأسواق لم تتحسن منذ بداية الجائحة وللآن، بينما يزداد الوضع سوءا كل يوم، لارتفاع الإصابات ودخول الشتاء، ما يدفع بمواطنين إلى عدم الذهاب للأسواق. وأشار الشوحة، إلى أن محال الاكسسورات والملابس والأقمشة والأثاث، الأكثر تضررا من الجائحة، مؤكدا انه إزاء تلك الأوضاع، يضطر أصحاب محال تجارية للإغلاق مبكرا، وفتح محلاتهم في ساعات متأخرة من الصباح. وأكد أن الأوضاع الاقتصادية ستزداد سوءا بداية العام الحالي، مع سريان أمر الدفاع 35 والذي يشترط لدخول المنشآت التجارية الحصول على جرعتين من المطعوم، مبينا أن الأوضاع الاقتصادية سيئة قبل تطبيق أمر الدفاع الجديد، والذي باعتقاده سيدمر القطاع التجاري. وقال ان القطاع التجاري ما يزال يخضع لتأثيرات تبعات الجائحة، ولم يستعد عافيته منذ أكثر من عام ونصف، بينما يتحمل التجار الصعاب، ويتكبدون خسائر فادحة، أملا بتحسن الأوضاع مستقبلا، لكنه وفي ظل الأوضاع الحالية وأمر الدفاع الجديد، فإنه لا بارقة امل لتعافي القطاع. وأشار التاجر احمد عبندة، إلى أن الأسواق شبه خاوية على مدار شهر بسبب الجائحة والشتاء، مؤكدا أن الحركة التجارية كانت تنشط نهاية كل شهر مع استلام الموظفين لرواتبهم، لكن الركود هو ما يسيطر الآن. ولفت عبندة إلى أن الإقبال على الاسواق، يقتصر على شراء المواد التموينية، لسوء الوضع الاقتصادي الذي يحرم المواطن من تنويع سلة مشترياته، في ظل ثبات الدخل وارتفاع الأسعار، فهمّ المواطن الأساسي، توفير المواد الأساسية لأسرته من مأكل ومشرب، بعيدا عن الأشياء الأخرى التي يعتبرها غير ضرورية. بدوره، قال عضو غرفة تجارة اربد وسيم المسعد، إن أمر الدفاع 35، والذي سيطبق حاليا، يؤرق القطاع التجاري، بخاصة وانه يعاقب المنشآت الصغيرة اذا ما سمحت بدخول أي شخص يتجاوز الـ18 من عمره وغير متلق لجرعتين من المطعوم، وتغريم المحل 100 دينار للمخالفة الأولى و200 للثانية و300 للثالثة، والإغلاق أسبوعا اذا كرر المخالفة. وأشار إلى أن أمر الدفاع، شدد العقوبات على المولات ومراكز التسوق والمصارف والمطاعم والمخابز والمقاهي وغيرها، فالمخالفة الأولى 1000 دينار، والثانية 3000 دينار، والثالثة 5000 دينار، والإغلاق أسبوعا عند تكرار المخالفة. وأكد المسعد، أن المواطن مجبر على التعامل مع دوائر ومؤسسات القطاع العام لإنجاز معاملاته، بينما القطاع الخاص وتحديدا التجاري هو من يحتاج للمواطن المتسوق الذي أصبح وجوده عملة نادرة في الاسواق، ولم يعد مجبرا على دخول أي منشأة صغيرة تلزمه بإبراز شهادة المطعوم. وأشار إلى صعوبة تفريغ شخص في المنشآت الصغيرة لمراقبة المواطن اذا ما كان متلقيا للمطعوم أم لا، مؤكدا أن القطاع التجاري كان من أول القطاعات التي تلقى أفرادها المطعوم، وقد نفذت الغرف التجارية حملات توعوية للتشجيع على أخذ المطعوم، وقدمت بالتعاون مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات تسهيلات للقطاع لسرعة اخذ المطعوم للمحافظة على فتح القطاعات. وأكد أن المخالفة والعقوبة، يجب أن تكون على المخالف، إن كان موظفا أو عاملا أو زبونا في حال كان الهدف منها التشجيع على اخذ المطعوم، لا أن تكون على المنشأة، لأنه في هذه الحالة سيكون الهدف منها الجباية. وبين أن إبقاء أمر الدفاع وتطبيقه على القطاع الخاص بصيغته الحالية دون تعديل فيه، ظلم حكومي كبير للقطاع التجاري وضعف اكبر من الجهات الممثلة له، والمدافعة عنه وعن حقوقه. رئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة، توقع استمرار تأثير الجائحة على الأسواق حتى نهاية عام 2023، وبالتالي فالأسواق ستظل تعاني الفترة المقبلة، ما لم تتدخل الحكومة بوضع إجراءات للتخفيف على التجار، بإعادة النظر في أمر الدفاع 35 وإعفاء أصحاب المحال التجارية من رسوم الترخيص والضرائب وغيرها. وأكد الشوحة، أن التاجر بات منهكا بالالتزامات المالية المترتبة عليه شهريا من فواتير وأجور عماله وضرائب وترخيص وإيجارات محلات، مؤكدا أن مئات المحلات في اربد أغلقت أبوابها، وآخرين لم يرخصوا محالهم منذ بدء الجائحة جراء صعوبة الأوضاع الاقتصادية وركود الأسواق. ولفت إلى أن تخوفات المواطنين من الجائحة لارتفاع أعداد الإصابات، بالإضافة لدخول فصل الشتاء، عمق ركود الأسواق، مؤكدا أن الأوضاع الاقتصادية باتت صعبة للغاية وان تجارا يخرجون من السوق.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان