لا يدرك الأطفال معنى الموت، وليس لديهم أيضاً القدرة الفكرية الكافية لفهمه، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و7 سنوات، يفسرون الموت على أنه شيء لم نعد نراه، ولكنه سيعاود الظهور، ففي هذا العمر، يتخيل الأطفال الموت على أنه شيء مؤقت. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيبدو الموت "نهائياً" ويثير عدداً من التساؤلات لديهم: "كيف ومتى سأموت؟ هل سيموت والداي؟ ماذا هناك بعد الموت؟ ".
كيف نخبر أطفالنا عن الموت؟
الطريقة الأمثل لطرح هذا الموضوع على طفلك الصغير هي حثه على إلقاء نظرة على دورة الحياة في الطبيعة، إذ يمكنك أن تعطيه أمثلة لا تثير مخاوفه، عن حياة الحشرات، الزهور، والطيور والأسماك، لتظهر له أن لكل كائن حي دورة حياة، واشرح له أن الأمر ذاته بالنسبة للبشر. على سبيل المثال: اجعله يلاحظ أن البراعم تظهر في الربيع، وأن الأوراق تنمو بشكل أكبر في الصيف، ثم تذبل وتموت وتسقط في الخريف، يمكنك إخباره أيضاً أنه في بعض الأحيان تمرض الكائنات الحية بشدة أو تتألم كثيراً بحيث لا يمكنها البقاء على قيد الحياة. مع ذلك، أكد لطفلك أنه غالباً ما يمكن للناس والحيوانات التعافي من مرضهم والعيش حياة طويلة جداً.
لمساعدة طفلك الصغير على فهم الموت، أخبره أنه عندما يموت شخص ما، فإنه لن يعود أبداً. ولطمأنته، أخبره أنه من الممكن التفكير في الأوقات الجيدة التي قضاها مع الشخص المتوفى، وكيف ستُشعر الأخير بالطمأنينة والرضا.
نصائح للتأقلم مع فاجعة الموت
- اشرح الموت للطفل دون مبالغة وبلباقةٍ ودقة، إذ سيحتاج إلى مزيدٍ من الوقت لفهم المعلومات وهضمها.
- دعه يطرح عليك أسئلته وأجب عليها بصراحة قدر الإمكان، مع الاعتراف بأنه قد لا يكون لديك جميع الإجابات على أسئلته.
لذا اشرح له أنه حتى بالنسبة للكبار فإن الموت أمر يصعب فهمه.
كلمات يجب تجنبها عند الحديث عن الموت
- يجب ألا تخفي الواقع عن طفلك، لذا تجنب استخدام أفعال مثل "نام"، "سافر"، "ابتعد" لتفسير الموت.
- إذا أخبرت طفلك أن جده "نام" ، فقد يخشى طفلك الذهاب إلى الفراش خوفاً من الموت أيضاً.
- نفس الشيء إذا أخبرته أن جدتك "رحلت" في رحلة طويلة أو أنها "تعيش في الجنة"، سينتظر طفلك عودتها، وسيكون قلقاً عندما يغادر أحد أفراد أسرته في رحلةٍ ما، أو سيكون لديه أمل في رؤية جدته مرة أخرى.
وبالمثل، إذا كان المرض هو سبب الوفاة، أخبر طفلك باستخدام كلمات بسيطة: "جدتك مصابة بالسرطان، إنه مرض خطير للغاية، أحياناً يتحسن الأشخاص عند المرض، لكن هذا لا يحصل دائماً".
المرجع: Naître et grandir
