لماذا الشعور بطريق العودة يكون أقصر من الذهاب؟

ما هي حقيقة شعور بأن الوقت أقصر خلال رحلة العودة؟
ما هي حقيقة شعور بأن الوقت أقصر خلال رحلة العودة؟

إسلام البدارنة - يبدو من الغريب أن فترتين متماثلتين يُمكن أن تبدوان مختلفتين بشكلٍ كبير، لذلك يشعر الكثيرون في معظم الأحيان بأن طريق الذهاب أطول من العودة، وخاصةً إذا كانت المسافة بعيدة نوعاً ما، مع أن المسافة بين النقطتين نفسها.

اضافة اعلان

وعلى الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات التي قام بها العلماء لفهم "تأثير رحلة العودة"، لكنهم لم يتوصّلوا بشكلٍ واضح إلى تفسير نهائي وأكيد للظاهرة، بدلًا من ذلك، كانت هناك عدة فرضيات محتملة لتفسير التأثير.

كانت هناك دراسة نُشرت في مجلة Hippocampus عام 2016 سلّطت الضوء على ما يفعله الدماغ لتقليص رحلة العودة، وخلال الدراسة، طلب الباحثون من طلاب السنة الأولى رسم خريطة للحرم الجامعي، وتقدير المدة للتنقل بين نقاط مختلفة، ووجد الباحثون أنه كلما كان الطالب أكثر دراية بالمنطقة، كلما زادت مساحة الرسم وقصُرت مدة التنقل.

إلى ذلك، تلعب المشاعر دوراً هاماً ورئيسياً في خلق هذا الإحساس لدى الآخرين، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى الشعور بذلك الأمر وكلها تعتمد على الدماغ.

قال دكتور علم النفس علي الغزو في حديثه لـ"الغد"، إن ما يشعر به الأشخاص حول استغراقهم مدة زمنية أكبر في طريق الذهاب، والعودة تكون أقصر، ما هي إلا أوهام ناتجة عن عدة عوامل منها تأثير التضاريس الجديدة عليهم، نتيجة حبه لاكتشاف المنطقة وخصوصاً اذا كانت زيارته للمرة الأولى.

وأضاف أن "الرفقة" خلال الطريق تساهم في جعل الطريق أقصر أو أطول، لأن هذا الإحساس يتفاوت من شخص إلى آخر، فهناك العديد ممن يشعرون بأن طريق العودة أطول من الذهاب، لذلك فإن الأمر نسبي ويختلف من شخص إلى آخر.

ومن الأمور التي تؤثر في تنمية هذا الاحساس هو حالة الذهن لدى الشخص خلال الذهاب والإياب، فالتفكير في بعض الأمور خلال عبوره الطريق قد يعمل على إحساسه بطول أو قصر الطريق، وفق الغزو.

ونوه الغزو إلى أن للحماسة والرهبة أثراً مهما في خلق هذا الشعور، فبكل ثانية تمر وكأن دهرًا انقضى، في حين خلال العودة، يقل الشعور بالحماس وتُصبح الطريق أكثر أُلفةً واعتيادًا، الأمر الذي يجعل رحلة العودة تكون مألوفة أكثر.

وأكد أن ما نشعر به ما هي إلا أوهام ناتجة عن عدة عوامل دفعت الشخص إلى الإحساس بقصر أو طول رحلة الذهاب أو العودة.

إقرأ المزيد :