ليالي الصيف الحارة.. ونومك المضطرب

ترجمة: أفنان أبو عريضة عمان- قد يكون فصل الصيف أكثر فصول السنة متعةً وانتعاشاً، لكنه بلا شك أكثرها حرماناً من النوم أيضاً. ففي ليالي الصيف الحارة التي تزيد خلالها درجات الحرارة على الـ 20 درجة، فإن النوم يصبح أقرب إلى العقاب منه إلى الاسترخاء بعد يوم طويل. ومع ساعات ليالي الصيف الأولى فأنت تجد نفسك تتقلب في فراشك يمنى ويسرى محاولاً النوم، لكنك تستيقظ في الصباح التالي مع شعور أنك لم تنم على الإطلاق. بحسب ما نشر موقع “ذا وايرد”. 5 نصائح لنوم مريح في أيام الصيف الحارة هذا الشعور الذي يبدو أن جميع البشر يمرون به خلال الصيف يعود في وجوده إلى ارتباط القدرة على النوم ودرجة حرارة جسم الإنسان. فدرجة حرارة أجسامنا، والتي معدلها الطبيعي هو 37 درجة سيلسيوس، تنخفض أثناء الليل لمساعدتنا على النوم وهذا طبيعي تماماً. ففي أثناء الليل يعمل الجسم على نقل ما يعادل درجة حرارة مئوية واحدة من داخل الجسم إلى الأطراف من اليدين والقدمين، إذ يتجمع فيها كريات دم متخصصة في تفريغ الحرارة إلى خارج الجسم. وفي الوقت ذاته، يقوم هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ بتوسعة كريات الدم هذه ومساعدة الجسم على التخلص من الحرارة والذي يساعدنا على الاسترخاء والنوم بشكل أسرع. هذه العملية البيولوجية تحدث في أجمسانا كل يوم عند خلودنا إلى النوم. لكن في حال كانت درجة الحرارة في مكان نومك مرتفعة أكثر من الطبيعي فإن ذلك قد يؤثر سلباً على نومك. فإن درجة حرارة غرفة النوم المثالية تتراوح ما بين الـ 15 والـ 19. وعندما تتجاوز حرارة الغرفة هذه النسبة، حينها يضطر الجسم إلى العمل بشكل أكبر على خفض درجة حرارته مسبباً صعوبة في النوم خللا في مراحله. يمر دماغ الإنسان بأربع مراحل من النوم: بداية النعاس، النوم المستقر، النوم العميق، ومرحلة حركة العين السريعة. والتي تتراوح مدتها مجتمعة 90 دقيقة، وتتكرر هذه المراحل من أربع إلى ست مرات في الليلة الواحدة. مرحلة النوم العميق شديدة الأهمية، ففي هذه المرحلة يصبح التنفس والنشاط الذهني بطيئين. ويقوم الدماغ باستغلال هذه المرحلة في حفظ الذكريات. وهذه المرحلة أيضاً هي ما يجعلنا نشعر بالانتعاش خلال اليوم. لكن النوم العميق لسوء الحظ شديد الحساسية تجاه درجات الحرارة المرتفعة، إذ تقل فرصة دخول هذه المرحلة من النوم خلال فصل الصيف. “إننا نعلم أن درجات الحرارة المعتدلة تساعد على نوم أفضل” كانت علقت كريستين بلوم، عالمة متخصصة بالنوم في جامعة بازل في سويسرا. فعندما يتم الإخلال بدرجة حرارة الجسم بفعل درجات حرارة الجو المرتفعة، ذلك يؤدي إلى عدم حصولنا على نوم عميق كاف أو عدم وصولنا إلى تلك المرحلة على الإطلاق. وتضيف بلوم “إن لم يحصل الشخص على نوم عميق فإنه ببساطة يفقد الراحة خلال اليوم”. وعند النوم في درجات حرارة مرتفعة، فإن المرحلة الرابعة من النوم قد تتأثر أيضاً. حيث أظهرت دراسة العام 2020 أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الغرفة عند النوم، كلما كانت مدة مرحلة حركة العين السريعة أقصر. وعندما يتم مقاطعة هذه المرحلة بفعل الحر، فإنه يكون على الدماغ العودة إلى مرحلة النوم الأولى وهي النوم الخفيف وغير المشبع. دور مرحلة حركة العين السريعة ما يزال تحت الدراسة، لكن النظريات تضعها مسؤولة عن تكوين الذكريات وتعلم المهارات وتنظيم المشاعر. عند مرور أيام عدة من الحرمان من النوم المنتظم يتأثر استقرار الإنسان الذهني، وقد يؤدي إلى عدم راحته وغضبه الدائم. ويشير الأطباء إلى أنه خلال موجات الحر قد تظهر بعض المخاطر كتدهور الإدراك واختلال الأداء العام وتقلب المزاج. وبفعل تغير المناخ والحر، فإن اضطراب النوم أصبح جزءاّ لا يتجزأ من حياة العديدين حول العالم. وعند مقارنة درجات الحرارة اليوم بتلك عند بداية القرن الواحد والعشرين، فلا بد من أن تلاحظ ارتفاعاً ملحوظاً. ويمكننا القول: “إنه في كل بقعة من العالم اليوم، يخسر الفرد الواحد ما يعادل 44 دقيقة من النوم سنوياً مقارنة بالعام 2010. ومع الاستمرار الدائم في ارتفاع درجات الحرارة، فمن المرجح خسارة البشر المزيد من النوم الضروري لهم. لكن الخبيرة بلوم لا تفضل وسيلة معينة لحل هذه الإشكالية، حيث أنها تؤكد على أن أي طريقة قد تساعد على خفض درجة الحرارة الجسم مثل أخذ حمام باردٍ قبل النوم أو النوم بلا غطاء يكون مفيداً. وقد يساعد أيضاً إزالة الإلكترونيات التي تصدر حرارة من الغرفة عند النوم وإبقاء النوافذ مغلقة خلال اليوم، إضافة إلى شرب الكثير من الماء. والأهم من ذلك جعل مكان نومك مريحاً.اضافة اعلان