ما الذي يميز الانطوائيين عن الاجتماعيين؟

ترجمة: أفنان أبو عريضة عمان – على غير المتوقع، الميول الانطوائية لدى بعض الأفراد قد تتيح لهم ميزات اجتماعية عن غيرهم. لنحدد أولا الصفة العامة لهم، وهي التحفظ. حينما يكون الشخص أقل استعداداً للتجاوب مع الآخرين وأكثر تماسكاً وهدوءاً وأقل اندفاعية وتعبيراً عموماً، يجعل منه انطوائياً. هذه الصفات قد تمثل الأوجه العديدة لهذه الشخصية.

ما الذي يجعل من طرق تواصل الانطوائيين أفضل؟

يكون الانطوائيون بطبيعتهم أقل استعداداً لمشاركة أفكارهم حتى يقوموا ببلورتها جيداً والتأكد من أنها تعبر بدقة عما يريدون الإفصاح عنه. قبل السماح لأنفسهم بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، يقومون عادة بدراستها من جميع الجهات. قد يطور الانطوائيون هذه الصفة بسبب عدم تفهم الناس لهم في الماضي. وهذه المواقف غير المريحة عندما تحدث بحضور الاجتماعيين يكون الأثر شديدا، فالاجتماعيون ينظرون إلى طباع الانطوائيين المحافظة على أنها كره للمجتمع أو نفور أو حكم على غيرهم.

هل أنت انطوائي أو منفتح أو ما بين الاثنين؟

أشكال معاناة الأشخاص الانطوائيين

مشاعر يتشارك بها الأشخاص الانطوائيون

لكن هذه القراءات لتصرفات الانطوائيين ليست أكثر من إسقاط للأحكام. فالانطوائيون يقضون وقتاً أطول في بناء أفكارهم مقابل صياغة كلماتهم وعاداتهم الكلامية تختلف كلياً عن تلك الخاصة بالاجتماعيين الذين يشعرون بضرورة التكلم ليتمكنوا من فهم أفكارهم، فهم يقدرون على ترتيب أفكارهم ومشاعرهم إن لم يقوموا بطرحها على المجتمع. في حين يقوم الانطوائيون بفعل ذلك داخلياً. إلى ذلك، فإن الاجتماعيين يسعون إلى الظهور، فهم مبرمجون على مشاركة أنفسهم مع الملأ. وبشكل غير مباشر قد يؤدي بهم ذلك إلى مقاطعة من أمامهم – وخصوصاً عندما يقوم غيرهم بإيضاح ما يرمي الاجتماعي إلى الوصول إليه. يتصف الاجتماعيون بقلة الصبر، يكون التعبير عن أفكارهم بشكل فوري ملحاً حتى لا يقوموا بفقدان ما يريدون التعبير عنه. ومن البديهي ألا أحد يحب أن تتم مقاطعته قبل إكمال أفكاره، مما يجعل التحدث إلى الاجتماعيين أقل راحة عموماً. لكن الانطوائيين على الجهة المقابلة، أقل ميولاً لمقاطعة غيرهم لأنهم لا يمتلكون الحاجة الملحة كالاجتماعيين للتعبير عن أنفسهم لفظياً. كونهم أكثر هدوءاً وتماسكاً، فهم يفضلون الاستماع قبل التكلم. إضافة إلى أن الاجتماعيين معرضون لمقاطعة الآخرين لمشاركة أفكارهم قبل أن يقوموا بالتفكير بما يقولونه. وذلك ليس لأنهم يحاولون أن يكونوا فظين أو لا مبالين، إلا أن هكذا تصرف يعطي هذا الانطباع لدى غيرهم.

التسرع مقابل التروي: كيف يكون الانطوائيون بعيدين عن الندم؟

على غرار الاجتماعيين، فإنه من النادر أن يصف أحدهم الانطوائيين بالتسرع أو التهور. فهم لا يتكلمون للتكلم فحسب بل لأنهم يعتقدون أنه يوجد ما يستحق مشاركته. وبفضل هذا التروي يكون لكلماتهم وقع واحترام أكبر. في المقابل يكون كلام الاجتماعيين بالعادة عفوي، مما يجعلهم أكثر قابلية لمشاركة أفكار غير مكتملة. فقد يقومون بقول شيء مسيء أو غير لائق، متمنين لاحقاً أنهم لم يقولونه على الإطلاق. أما الانطوائيون فيكونون أقل تعرضاً لهكذا مواقف. فأخذهم وقتاً أطول في انتقاء كلماتهم يحميهم من التعرض لمواقف مشابهة. لذا إلصاق الصفات الناجحة بالاجتماعيين في غير محله. السر يقع في أن طرق تواصل الانطوائيين أكثر أماناً وأقل عرضة لإساءة التقدير. قد يبدو الانطوائيون شاردي الذهن وصامتين في المواقف، لكنهم في الحقيقة يقومون بالتفكير بما يتم مشاركته واختيار ما يستحق التعقيب عليه. ما يميز هذه القدرة لديهم هو قوة الملاحظة. فهم أكثر حساسية للعلامات والدلالات الاجتماعية التي قد تفوت الاجتماعيين. بعض الصفات المضرة اجتماعياً للانطوائيين هي ميولهم لتأجيل التنفيذ، والذي قد يسبب لهم إضاعة الفرص. لكنه من المهم معرفة أنه هناك درجات للاجتماعية والانطوائية والتي تعود لعوامل جينية وتربوية. لذا من المهم التنبيه إلى أن بعض الصفات في الحالتين لا تنطبق على الجميع. وأخيراً، لا يمكننا تقييم الحالة الاجتماعية والانطوائية على أن إحداهما أفضل من الأخرى. لكنه من المهم تمييز الصفات المفيدة للطرفين.اضافة اعلان