ما معنى أن تكون سعيداً؟

1
1

ترجمة: أفنان أبو عريضة

عمان- السعادة مفهوم عصي على الفهم والقليل منا من يفهمه بحق. فقد يكون الإنسان سعيداً خلال لحظة ما، عند لقاء صديق مثلاً، لكن عند النظر إلى حياته بكل جوانبها، فقد يكون شخصاً تعيساً في الحقيقة.اضافة اعلان
يتماشى كل من السعادة والرضا في الحياة جنباً إلى جنب. أن تكون سعيداً هو أن تكون راضياً في حياتك عامة، وليس أن تكون سعيداً بشكل لحظي فقط. علينا الاعتراف بأن مصطلح السعادة هو مصطلح مستهلك ويشاع استخدامه بشكل خاطئ، لذا قام علماء النفس والاجتماع بتطوير مفهوم يدعى بالرفاه الشخصي.
الرفاه الشخصي هو مصطلح يستخدم لوصف الحالة النفسية العامة والسمات العامة للفرد في حياته الحالية. هناك عاملان يحكمان الرفاه الشخصي لتحقيق التوازن في حياة الإنسان؛ وهما السعادة والرضا.
ما هي السعادة؟
السعادة بأبسط صورها، هي حالة عاطفية مرتبطة بمشاعر الرضا والقناعة. لكن في علم النفس، هناك جدال حول التعريف العلمي للسعادة.
لبعض العلماء، هناك ثلاثة طرق للنظر إلى السعادة: أحدها تلك الناتجة عن فهم الحياة بكل جوانبها، وأخرى هي من خلال الرجوع في الذاكرة إلى اللحظات الأكثر قرباً لنا، والأخيرة هي تداخل لحظات عدة من السعادة لتشكل سعادة غامرة. لكن، بغض النظر عن طريقة رؤيتنا للسعادة، هناك عاملان أساسيان يجب أخذهما في الاعتبار. في ما يخص التوازن النفسي، أن تكون سعيداً لا يعني مطلقاً عدم المرور بتجربة سيئة أبدأ كالغضب والحزن. بل يجب النظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الحياة، ما يهم هو ألا تطغى المشاعر السلبية على الإيجابية مهما حدث.
وفيما يتعلق بالرضا، فنعيد ونكرر أنه ليس على الإنسان الشعور بالرضا تجاه جميع جوانب حياته. بل تعني ببساطة، أن يكون الشخص راضياً في علاقاته مع غيره وعمله وصحته، فهي أهم جوانب الحياة.

  • أنواع السعادة
    قام الفيلسوف الإغريقي أرسطو بتصنيف السعادة إلى نوعين. الأولى سماها "هيدونيا"، وهي السعادة المستخلصة من الملذات ومصادرها عديدة. فهي تجارب تجعل الإنسان يشعر بالسعادة كالعناية بالذات وتحقيق الرغبات وغيرها.
    النوع الثاني يدعى "إيودايمونيا"، وهي السعادة المستخلصة من فعل الخير والحصول على المعنى. وهذا يشمل الشعور أن لحياتك معنى وهدف. وبشكل عام، فإن إيودايمونيا تعد أكثر عمقاً وبصيرة، إذ يعتبر بعض الباحثين أن الأشخاص الذين يمتلكون درجة مرتفعة منها يكونون أكثر سعادة عامة.
    كيف يمكن معرفة إذا كان أحدهم سعيداً؟
    أن تكون سعيداً لا يعني أنك لا تشعر بأي مشاعر أخرى، وبالأخص السلبي منها. يمكن لك أن تكون سعيداً وتشعر بالغضب والحزن والملل والوحدة. فالسعادة والرفاه الشخصي هما اختزال لمشاعر الفرد وطباعه.
    عادة ما يمتلك السعداء رغبة قوية في العيش بفرح. السعادة أيضاً ترتبط بشعور الإنجاز وتحقيق الانسان لشيء يطمح لأن يتجسد أمامه.
    كيف تستنبط السعادة؟
    هناك العديد من الطرق لتحقيق السعادة في الحياة، فهي تعني أشياء مختلفة من شخص لآخر. ولكن يبقى هناك طرق عدة يمكن أن تعمم لتحقيق السعادة. والعمل على تحقيق التوازن في السعادة/الرضا هو أهمها. ويتجسد هذا التوازن في رسم هدف حقيقي وملموس، هدف تضعه لنفسك لتطور من نفسك وتنميها. والتركيز في هذا التوازن يجب أن يضع تركيزك على تنمية الذات والمجتمع. فهذه الأهداف تروج لوضع أهداف أكثر عمقاً وأهمية من جني المال فحسب.
    الانغماس في اللحظة قد يساعد، إذ أظهرت الدراسات أن الأفراد عادة ما يعيشون حياتهم ساعين وراء الثروة دون الوصول إلى السعادة، لذا قد يصلون إلى مراحل في حياتهم يكونون فيها مشبعين مادياً لكنهم فارغين عاطفياً. لذا علينا التعبير دوماً عن الامتنان تجاه كل شيء من حولنا والاستثمار في الذات وسعادتها.
    والأهم دوماً هو تجنب الفرد الأفكار والمشاعر السلبية، وذلك لا يعني مطلقاً تجاهل المشاكل والمصاعب التي تواجهنا، بل يجب النظر إليها على أنها فرصة للتعلم واستخلاص الخير دوماً من أي تجارب متعبة.
    *jordannews