مختصون بـ"الشارقة القرائي" يناقشون الموضوعات المغيبة في كتب الأطفال

مختصون خلال الندوة - (من المصدر)
مختصون خلال الندوة - (من المصدر)
ديمة محبوبة الشارقة- تحدث عدد من الفنانين والمختصين في مجال الطفل والأدب في ندوة كانت ضمن فعاليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" في نسخته 13، تحت عنوان "الموضوعات الغائبة في كتب الأطفال"، إذ شارك فيها الفنان التشكيلي الأردني علي عمرو والمختص بالفن البصري. وبين عمرو أن الطريقة التي ينظر إليها الطفل تختلف كثيرا عن نظرة اليافعين والكبار للرسوم، وهنا تكمل عادة إشكالية الرسم للطفل في قصصهم، على سبيل المثال؛ إذ إن الفنان يرسم ما يراه وليس ما يراه الطفل بل من وجهة نظر الفنان ذاته. ويبين أن بعض الفنانين يعتقدون أن الطفل محدود الخيال، لذلك نجد بعض الرسومات وكأنها خربشات وخطوط فنية لكنها مرسومة بشكل طفولي، بعيدة كل البعد عن إطلاق العنان للطفل ومخيلته، وفتح مجالات الوعي. وهنا يؤكد أهمية أن يكون الرسم مدروسا بشكل وطريقة مهمة لاستحواذ عقل الطفل وتشجيعه لإكمال القصة. ولفت إلى أن بعض الفنانين العرب يقعون بفخ النمطية وتقليد الغرب بنسخ غير مدروس. وأكد العمرو أن الصورة والرسم لهما أهمية كبيرة في أدب الطفل، إذ يطلقان العنان لخياله وإبداعاته، ويكتشفان مواهبه، مبينا أن الطفل العربي بات منفتحا لكل ما هو مطروح في العالم وملتصقا بالتكنولوجيا وعاشقا للأنيمي، وهو فن جميل ولافت للكبار والصغار، لكنه غائب عن قصصهم التي من الممكن أن تكون سببا في شد انتباه الطفل وحب القراءة ومعرفة ماهيتها من هذا الرسم. وأشار إلى أن هناك شركات قليلة بدأت تهتم بهذا الأمر، ما جعلها تتعاقد مع بعض الشركات اليابانية لرسم قصصهم. وأكد فيما يتعلق بالفن الإسلامي والرسم الجميل الذي يحمله هذا الفن، أنه غائب بشكل كامل في أدب الطفل، ما يجعله مغيبا عن عظمة تراثية ثقافية دينية وجمالية. بينما تحدثت الشاعرة والكاتبة العمانية د.وفاء الشامسي، أن من أهم الموضوعات الغائبة عن أدب الطفل التي هي من ضمن النقاط الحمراء التي كان من الممنوع الحديث عنها وما يزال الطرح عنها في الكثير من الأوقات بطريقة غير مدروسة؛ الفقد أو الموت، والسبب بأن على الطفل ألا يتعرض لمثل هذه الصدمات، لكن في الآونة الأخيرة بدأت تظهر بعض المعالجات بالفقد، كموت عزيز أو حيوان أو من خلال الحروب والخسارات التي من الممكن أن تتوالى بعد الحروب. واستذكرت محاولة لقصة تحدثت عن هذا الموضوع رفضت وبقيت في دور النشر التي ترفض نشرها لاستخدامها موضوعا حساسا ومن الخطوط الحمراء، كما يصفونها، ولكن بعد خمسة أعوام تم نشر وتوزيع هذه القصة وحصلت على جوائز مهمة عدة في الثقافة والأدب. وعن الموضوعات الأخرى، ذكرت الشامسي موضوع الطلاق والعنف الأسري وكيفية معالجتها، وكذلك المشكلات النفسية وأهمها "الهوية"، والقضايا السياسية والدينية جميعها موضوعات غائبة في أدب الطفل يمكن تناولها وتأسيس الطفل لهذه الموضوعات وكيفية معالجتها وبذلك خلق جيل مختلف واع مثقف. وأكدت أن الكاتب يقع بفخ البحث عن الأصالة والابتكار ويغفل عن الطرح بشكل لطيف وجاذب ومعالج. بينما تحدث الكاتب والتربوي والباحث السوري عبد الواحد العلواني وهو عضو اتحاد الكتاب في السويد، أنه وخلال إقامته في دولة السويد تعرف على فن وأدب مغاير للطفل وتتم معالجته بشكل مختلف، مؤكدا "أن الثقافات تتباين في ثقافة الطفل". وأوضح أن الطفل لديه موهبة يعجز الكبير عن فهمها، فهناك دراسة وتجربة علمية أكدت أن الطفل ذا العامين ونصف قادر على قراءة أكثر من 300 كلمة. وأكد العلواني أن أدب الطفل في العالم العربي لا ينفتح على الكثير من الموضوعات المهمة، والسبب في ذلك ما يسمى بـ"العيب"، رغم أن هذا المصطلح، وفق العلواني، ما هو إلى صنع بشري لا صحة له، فكل المواضيع خاضعة للبحث والنقاش بطرق عديدة.اضافة اعلان