مشاتل الورود بغزة.. لوحات فنية محاصرة

thumbs_b_c_bf083b5c7b2c75a52d0433dc34e74d52
thumbs_b_c_bf083b5c7b2c75a52d0433dc34e74d52
تتربع الزهور، في مشتل "أبو سويرح" وسط قطاع غزة، داخل قوارير بلاستيكية، كلوحة فنية رُسمت بعناية فائقة، معلنة بداية فصل الربيع. وحظيت هذه الزهور، قبل أن تكشف عن جمال ألوان بتلاتها الزاهية، بالكثير من العناية والاهتمام، على مدار ما يزيد عن 6 شهور. وعلى بعد خطوات من هذا المشهد، يمتد حقل للورود، يعود للفلسطيني عز الدين أبو سويرح. بعض هذه الأزهار، تم استيراد بذورها وشتلاتها من هولندا، متخطية الحصار الإسرائيلي المُمتد لما يزيد عن 15 عاما، والقيود المفروضة على حركة الأفراد ونقل البضائع، وفق قول أبو سويرح، لوكالة الأناضول. وتم إنتاج بعض الزهور، محليا، بأيادٍ وعقول فلسطينية، بعد البحث والدراسة عن طُرق تهجين الزهور ورعايتها. وفي زوايا هذا الحقل، يتوزّع ثلاثة عمّال لسقاية الزهور وإزالة الأعشاب الطفيلية عنها. بدأ هؤلاء العمّال، التجهيز لموسم الربيع منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، من خلال تحضير قوارير الزراعة، والتربة الخصبة لزراعة البذور والشتلات فيها. وخلال الأسبوعين القادمين، يتوقع خيري الخطيب، أحد الشركاء في المشتل أن تتفتح غالبية البراعم، لتكتمل لوحة الربيع الزاهية، حيث يستمر موسم الزهور حتّى يونيو/ حزيران القادم. ويقول الخطيب، لوكالة الأناضول، وهو يشير إلى أبرز أنواع الزهور في المشتل كـ"البتونيا، والفكتوريا، والقرنفل"، إن هذه الزهور موسمية تستخدم للزينة في المنازل، والحدائق، والأماكن العامة. ويعدّ هذا المشتل، البالغة مساحته 2000 متر مربع، امتدادا لحلم وهواية، بدأت عام 1997. آنذاك، ومع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، والتفاؤل بنجاح عملية التسوية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، كان الإقبال على شراء واقتناء الزهور كبيرا في ظل ظروف اقتصادية جيدة، مقارنة بما هي عليه الآن. لكن بعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة، عام 2007، أغلقت إسرائيل غالبية المعابر، بين القطاع وإسرائيل، وكرم أبو سالم التجاري، وفرضت قيودا مشددة على حركة البضائع. وكان قطاع غزة يُصدّر، نحو 40 إلى 50 مليون زهرة سنويا، في الفترة التي سبقت الحصار الإسرائيلي، وفق بيانات سابقة لوزارة الزراعة الفلسطينية. ويطمح الخطيب إلى زراعة أصناف أُخرى من الزهور، كالجوري (الدمشقي-البلدي-المحمدي)، والأنواع التي تستخدم في تزيين باقات الورود. هذا الطموح، يصطدم، بعدة مخاوف، لخّص الخطيب أبرزها بـ"تراجع الإقبال على الشراء جراء تردّي الأوضاع الاقتصادية". يضاف إلى ذلك، صعوبة إجراءات استيراد البذور من الخارج، في ظل طول مدة النقل التي تؤدي إلى تلفها، جرّاء افتقاد الإمكانيات التي توفر ظروف تخزين ملائمة. وشهد قطاع الزهور، تراجعا متفاوتا في الإقبال على الشراء، خلال السنوات الأخيرة، جرّاء تراجع القوة الشرائية لدى السكان، بسبب تردي الظروف الاقتصادية، بحسب الخطيب. ويعيل هذا المشتل عددا من الأسر الفلسطينية، من بينهم عائلة الخطيب المكوّنة من 5 أفراد؛ في ظل انعدام توفر فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة. ومنذ عام 2007، تفرض إسرائيل حصارا على سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني، نجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية. وبحسب تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، في نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2021، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 50 بالمئة.-(الاناضول)اضافة اعلان