مغتربون يحزمون حقائبهم المغلفة بالحنين لقضاء رمضان وسط العائلة

258
258
رشا كناكرية عمان – بعد عامين من إغلاقات جائحة كورونا التي فرضت قوانين حرمت مغتربين من فرصة العودة للوطن لإمضاء شهر رمضان مع عائلاتهم كما اعتادوا في السابق؛ بدأوا يتحضرون الآن لعيش وإحياء هذا الأجواء والطقوس من جديد وتعويض ما فات. ومع الإجراءات المخففة وتسهيلات السفر في كثير من البلدان وإلغاء الفحوصات في بعضها، بدأ مغتربون يتجهزون مع أسرهم الصغيرة للعودة لأرض الوطن بحزم الحقائب وحجز التذاكر وبدأ العد التنازلي ليأتي اليوم الذي يكونون فيه بين أسرهم. تمتلئ المشاعر بلهفة الاشتياق لعيش أجواء روحانية وعائلية وسماع ضجيج اللمات العائلية واسترجاع لحظات الجلوس سويا على المائدة الرمضانية، لا سيما بعد أن أفقدت جائحة كورونا خصوصية الشهر الكريم. أغلب المغتربين أمضوا الشهر المبارك بمفردهم بعيداً عن عائلاتهم نظراً للاجراءات المعقدة المتعددة والمكلفة على الكثير منهم من فحوصات وحجر صحي إلى جانب الحظر المبكر الذي قيد الحركة في معظم الأوقات فكان التخلي عن فكرة العودة والاجازة حينها، الخيار الأفضل والأنسب. عامر (29 عاما) ينتظر الموافقة على اجازته السنوية من عمله والعودة الى حضن الوطن والعائلة التي غاب عنهم نتيجة الفيروس الذي حرمه من الاستمتاع بالأجواء الرمضانية مع عائلته خوفاً وحرصاً عليهم من أن ينقل لهم المرض خلال سفره واخرى بسبب الإجراءات العديدة والمكلفة التي تحتاج وقتا وجهدا للوصول للوطن. ويصف ما عاشه سابقا بـ”حرمان صعب” من أجمل اللحظات. واليوم يتحضر عامر لسد فراغات الوحدة التي عاشها ولصنع ذكريات جديدة تعوض ما فاته من تجمعات عائلية ومحادثات طويلة وموائد افطار جماعية تجمع الأهل والأقارب والأصدقاء لإعادة احياء الأيام الماضية. بينما ريم (32 عاما) بدأت مع زوجها وطفليها الصغيرين بترتيب حقائب السفر وشراء الهدايا لتقديمها للأحبة، والفرحة تملأ أعين الصغار مع اقتراب موعد العودة فهم يعدون الأيام والساعات. تقول ريم؛ “نحن الكبار شعرنا بالاشتياق في هذه الغربة فكيف الصغار الذين اشتاقوا لأحضان اجدادهم”، مشيرة الى أن الحماس والفرح لهذه العودة يختلفان وتسعى لتعويض ما فات. بينما عائلة ياسين (61 عاما) تنتظر عودته ليعيش معهم الاجواء الرمضانية التي كان يراها بالصور ويستمع لتفاصيلها على الهاتف مع عائلته ليشعر بجزء بسيط من بهجة رمضان. الرغبة الملحة لديه الآن بالعودة الى الوطن والى ذلك المكان الذي لطالما احتضنه واحتضن جميع ذكرياته الجميلة بحلوها ومرها لم يغب عن باله. منعته كورونا سابقا من أن يقضي رمضان مع عائلته، ولكن هذا العام ومع تخفيف الاجراءات قام بحجز تذكرته ليمضي آواخر رمضان وعيد الفطر مع عائلته. الاختصاصي الاجتماعي محمد جريبيع يبين أن جائحة كورونا تسببت بحرمان عائلات عيش أجواء رمضان المبهجة، واستشعار بهجة التجمعات التي تأخذ بعدا دينيا واجتماعيا. ويتابع، لهذا الشهر خصوصيته وقيمه الدينية والاجتماعية، والعامين الماضيين عاش العالم “حصار كورونا” وهذا قلل من بهجة رمضان، وولد الحزن والكآبة والإحساس بالألم والحنين. ويشير جريبيع؛ إلى “أننا فقدنا أمور كثيرة وأصبحت رغبتنا الجامحة بأن نعيش رمضان بشكله الحقيقي”، وهذا الشهر سيكون مختلفا لأن الجميع سيسعى الى ذلك، والمغتربون عادة ما يؤخرون سفرهم ورحلاتهم ويوفرون اجازاتهم للتواجد خلال شهر رمضان وعيش أجوائه مع العائلة. ويذكر جريبيع أن التخفيف من الاجراءات أوجد عند الجميع الرغبة والشغف للعودة لأرض الوطن بعد العوائق الكبيرة التي كانت سابقا. ومن جهة أخرى، فإن شهر رمضان بالنسبة للمغترب يعلم الصغار القيم الاجتماعية وصلة الرحم والسلوكيات الايجابية والإحساس بقيمة العائلة وتواجدها بجانب بعضها في هذه الأيام المباركه وفي أداء العبادات والاستشعار بروحانيتها، وعيش حالة من الشغف والفرح والانبهار. ويؤكد جريبيع أن هذا الشهر سيكون مليئا بالنشاط والحماس والرغبة، والتعويض عما تسببت به جائحة كورونا من متاعب وصعوبات، منوها إلى أن العائلات باتت تستعد لرؤية الأحبة في أيام رمضان وإحياء ما مضى من ذكريات جميلة. وبحسب جريبيع؛ يتحضر الجميع لاستذكار أجمل اللحظات وتعويض ما فات وسط أجواء رمضانية ومناسبات اجتماعية تحمل طابعا مختلفا، كذلك إعادة تحفيز الصغار على السلوكيات الايجابية في هذا الشهر الكريم وترسيخها في دواخلهم. ومن الجانب النفسي؛ يبين الدكتور علي الغزو أن إحساس أي مغترب يمر عليه شهر رمضان وهو بعيد عن أهله وعن الاجواء الرمضانية التي اعتاد عليها، هو شعور قاس ومؤلم. ولمجرد تفكير الشخص أنه سيكون غائب عن اللمة العائلية والجمعات المسائية واداء العبادات سويا، يدخل في حالة نفسية صعبة يمر خلالها بحالة من الحنين والشوق لجميع تفاصيل الشهر المبارك، قد تدفعه لعيش في حالة من الوحدة والعزلة. والآن مع اقتراب الشهر المبارك والقدرة على العودة من جديد، يشعر الشخص وكأنه ملك العالم والحماس يتدفق في داخله برغبة تعويض الفقد الذي أحس فيه بسبب جائحة كورونا، بحسب الغزو. وينوه الغزو إلى أن هذه السعادة لا تقتصر على المغترب وحده، إنما على عائلته ايضا، فتصبح “الفرحه فرحتين”، في هذا الشهر الفضيل ليملأ مكانه الذي غاب عنه لسنتين. ويبين الغزو أن الاحتياج الأكبر لدى المغترب هو الشعور بدفء العائلة واستشعار التماسك بين جميع الأفراد والقيام بنشاطات مشتركة، والتواجد برفقة الأقارب والاصدقاء، فهذا الإحساس يبعث على البهجة والفرح ويعوضه عن الفقد والحرمان الذي حصل سابقا. مشاعر الحنين والشوق للتجمعات والفعاليات ولكل الطقوس الرمضانية، هي ما تشغل تفكير المغترب لانه افتقدها، وذلك يتجلى في التجمعات العائلية، منوها الغزو إلى أن جميع المغتربين ينتظرون الوقت بفارغ الصبر لإحياء هذه الأجواء من جديد مع بدء العد التنازلي للشهر الفضيل. شملت القرارات الجديدة إلغاء فحص “بي سي آر” للقادمين إلى الأردن من بلد القدوم، وعلى المعابر الجوية والبرية والبحرية الأردنية عند الوصول، وينطبق ذلك على الأردنيين وغير الأردنيين، إضافة إلى إلغاء فحص “بي سي آر” كشرط لدخول الحفلات والأفراح والتجمُعات، بما لا يتعارض مع أمر الدفاع رقم (35)، الذي ينص على ضرورة الحصول على جرعتي المطعوم للدخول إلى المنشآت العامة والخاصة. وألغت الحكومة شرط التسجيل على المنصة الإلكترونية GATEWAY2JORDAN”” للأردنيين قبل القدوم إلى المملكة. ويأتي الهدف من الإجراءات التخفيفية، “العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، إضافة إلى تحفيز الاقتصاد وتنشيط الحركة التجارية والسياحية، خصوصاً مع بدء انحسار الموجة الحالية التي تمر بها المملكة”. وأعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، أن الحكومة بصدد تعديل عدد من أوامر الدفاع، بهدف تخفيف القيود على الأفراد والمنشآت، وذلك بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك. وتشمل التعديلات أيضا إلغاء التباعد في المساجد ودور العبادة مع الالتزام بارتداء الكمامة، وإلغاء إلزامية إرتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة مع الالتزام بسند أخضر وارتداء الكمامات في تجمُعات الأماكن المغلقة. كما تتضمن التعديلات؛ إلغاء شروط تحديد الطاقة الاستيعابية في التجمعات الداخلية والخارجية، خصوصاً صالات الأفراح والمطاعم، بما في ذلك إلغاء شرط تحديد أعداد الجالسين على نفس الطاولة في المطاعم، وكذلك السماح بإقامة الخيم الرمضانية وموائد الرحمن. اقرأ المزيد:  اضافة اعلان