هل يتشابه طيف التوحد مع الإعاقة الذهنية؟

طيف التوحد مع الإعاقة الذهنية
طيف التوحد مع الإعاقة الذهنية
عمان- يرد الخلط بين اضطراب أطياف التوحد، والإعاقة الذهنية، من حيث أن بعض خصائصها تشبه السلوكيات التي يظهرها بعض الأطفال ذوي اضطراب أطياف التوحد، وعليه، كيف نستطيع التمييز بين اضطراب التوحد إضافة الى MR أو اذا كانت الحالة MR من دون اضطراب أطياف توحد؟ فيما يلي استعراض وتوضيح للفروق بين اضطراب أطياف التوحد والإعاقات الذهنية: • يتميز الطفل الذي لديه تدن بالقدرات الذكائية MR برغبة في التقرب والرغبة في بناء علاقة بوالديه والتواصل معهما ومع الآخرين وغيره من الأطفال (التواصل الاجتماعي)، وهي سمة اجتماعية غائبة أو ضعيفة في حالة طفل أطياف التوحد. • إن الطفل ذا الاحتياجات الخاصة MR يستطيع أن يبني حصيلة لغوية، وأن يكتسب نموا في اللغة، ولو أنه قد يتأخر في بنائها إلى حد ما، ولكنه يستخدم القليل منها مبكرا في التواصل مع أفراد أسرته وأقرانه، بينما طفل أطياف التوحد نموه اللغوي في بعض الأحيان متوقف أو محدود الغاية. الطفل ذو الاحتياجات الخاصة MR لا يستثيره التغير في عاداته اليومية أو الروتينية، في ملبسه ومأكله أو لعبه أو أثاث غرفته، ولا يندفع في نوبات الغضب (مثل الصراخ أو التكسير)، اذا ما حدث تغيير بالروتين وإيذاء نفسه، أو الآخرين بعكس ما يحدث عند أطفال أطياف التوحد temper tantrums. • الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، لا يعاني من مشكلة الصّدية echolalia التي يعاني منها طفل أطياف التوحد الذي يعيد نطق آخر كلمة أو كلمتين من أي سؤال أو كلام يوجه إليه. الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لا يعاني من قصور أو خلط في استعمال الضمائر بعكس ما يفعله طفل أطياف التوحد الذي يخلط مثلا بين “أنا” و”أنت”، فيستعمل كلا من هذين الضميرين مكان الآخر، وكذلك بالنسبة إلى غيرهما من الضمائر misuse of prounce. • الطفل ذو الاحتياجات الخاصة أسهل في التعامل معه وتدريبه في تنفيذ برامج التأهيل behavioral therapy من طفل التوحد الذي يحتاج إلى جهود فائقة وصبر طويل في التعامل معه Applied Behavioral Analysis ABA. • طفل أطياف التوحد، الدافعية للتعلم والتخاطب غالبا محدودة لديه، ولذا يعاني من توقف أو تأخر في النمو الاجتماعي، ومحدودية القدرة على التفاعل مع الآخرين أو مشاركة أقرانه في اللعب والأنشطة المشتركة بعكس الطفل ذي الاحتياجات الخاصة الذي يشارك أقرانه في أنشطتهم ويستمتع باللعب معهم وممارسة تقليد الآخرين واللعب بتقليد الآخرين. • طفل أطياف التوحد لا يتواصل بالبصر بالتقاء العيون بين المتخاطبين، وهي سمة نادرا ما تحدث مع أطفال الاحتياجات الخاصة MR، علما أن أطفال MR يبذلون جهدا للنظر والتواصل، أما أطفال أطياف التوحد فلا يبالون غالبا بالتواصل. • في الحالات القليلة التي يمكن فيها تطبيق اختبار الذكاء الفردي، نجد أن هناك تفاوتا كبيرا بين مستوى الذكاء اللفظي الذي هو أكثر انخفاضا، ومستوى الذكاء غير اللفظي الذي يكاد يكون متساويا أو متقاربا لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. • طفل التوحد قد يبدأ فجأة في نوبات ضحك أو بكاء أو صراخ يستمر طويلا، من دون سبب ظاهر، بينما لا يحدث هذا في حالة الاحتياجات الخاصة. • طفل التوحد قد ينبغ أو يتفوق في مهارة في أحد المجالات كالرياضيات أو الفن أو الموسيقا أو الرسم أو الشعر أو النشاط الرياضي بشكل قد لا يستطيع الطفل العادي بلوغه، وهي سمة لا توجد عند الطفل ذي الاحتياجات الخاصة. • اضطراب أطياف التوحد يولد به الطفل وتظهر أعراضه مبكرا في حدود زمنية أقصاها 30 شهرا. أما طفل الاحتياجات الخاصة فقد يولد به أو يحدث بعد الولادة، نتيجة نقص الأكسجين وإصابته بمرض، كالالتهاب السحايا أو القشرة الدماغية والدماغ. • طفل أطياف التوحد، وخاصة الشديدة منها، والمصاحبة الى تدن شديد بالقدرات الذكائية غالبا ما يحتاج إلى الرعاية مدى الحياة تقريبا، أما طفل الاحتياجات الخاصة، فإن المتوسط منه والبسيط قد يحقق استقلالا ذاتيا بمساعدة برامج التأهيل ويعتمد على ذاته ويحميها من الأخطار ويعمل في حرفة مناسبة. وفيما يلي نقطة مختلف عليها: • طفل التوحد لا تعنيه المظاهر الانفعالية أو العاطفية، كما أن لديه قصورا وغياب القدرة على التعبير عنها عكس ما يحدث للطفل ذي الاحتياجات الخاصة. • يعاني الطفل من أطياف التوحد من اضطراب إدراكي أكثر، ويعطى استجابات غريبة ومتفاوتة لمنبهات وخاصة في مهام الإدراك البصري والحركي. • تقل العيوب الجسمية لدى الطفل أطياف التوحد بالمقارنة مع أطفال MR. • ومما سبق، يتضح لنا أن هناك فروقا بين MR واضطراب أطياف التوحد. اذا نلاحظ بأن الرغبة في التواصل البصري والاجتماعي والتقرب من الآخرين والابتسامة التفاعلية، وعدم وجود نوبات الغضب temper tantrums عند تغيير الروتين، هذه تميز أطفال الاحتياجات الخاصة بمختلف أنواعها مثل MR ،Deafness، والتأخر اللغوي عن أطفال اضطراب أطياف التوحد. وهنا يجب التوضيح بأن مستقبل أطفال أطياف التوحد يعتمد على درجة الذكاء وتطور النطق بعد سن الخمس سنوات، لذلك إذا كان هناك مخزون لغوي ولغة متطورة موجودة ومستوى الذكاء أعلى من خمس وسبعين، فإن مستقبل الحالة وقابلية الطفل للعلاج والتحسن بالتدريب لغايات الاستقلالية تكون أعلى بكثير. أمجد الجميعان لواء طبيب متقاعد/ مستشار أول طب نفسي دكتوراه تخصصية طب نفسية أطفال وأحداثاضافة اعلان