علاء علي عبد
عمان- يعاني البعض من كثرة تعرضهم للخذلان من أشخاص كانوا يرونهم الأقرب لهم. فلو كنت أحد هؤلاء المخذولين فلربما ترى بأن أحد الأشخاص هو الصديق المثالي الذي كنت محظوظا بمعرفته، لكنك فجأة تصدم به عند أول موقف جدي تتعرض له.
يرى موقع “LifeHack” أن السبب بهذا الخذلان الذي يتعرض له البعض أن هؤلاء يعتمدون كثيرا على ما يعرف بالانطباع الأول، مما يجعلهم لا يحسنون الحكم على الشخص المعني بالشكل الصحيح.
الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، يحتاج لتكوين العلاقات الاجتماعية بينه وبين الآخرين. المشكلة هنا أن البعض يملكون القدرة على تقديم أفضل نسخة من أنفسهم أمام الآخرين بغرض دفعهم لتكوين انطباع أولي إيجابي، لكن هذا الانطباع يكون فقط في وقت مؤقت لتظهر فيما بعد الشخصية الحقيقية للمرء والتي تشعر الطرف المقابل بأنه تعرض للخديعة من شخص اعتقد أنه في صورة واتضح أنه في صورة أخرى.
ما سبق لا يعني أن الانطباع الأول عن الآخرين لا يصيب مطلقا، لكن المقصود أن من تريد بناء علاقة قوية معه يجب عليك أن تعرفه جيدا حتى تضمن أنه الشخص المناسب لبناء تلك العلاقة. ولتضمن هذا الأمر أكثر بدلا من الانتباه للانطباع الأول الذي تكونه عن الشخص، يمكنك التركيز على إجابات الأسئلة الآتية:
- كم نسبة تكلم الشخص مقارنة باستماعه؟ الشخص الذي عليك أن تسعى لبناء علاقة قوية معه هو ذلك الشخص الذي يعد مستمعا جيدا لما تقول، فهو لا ينصت لكلامك فحسب، بل ينصت باهتمام لتقديره لكل كلمة تقولها وعدم إهمال أي شيء مما تريد إيصاله. مثل هذا الشخص يعد مهتما بك بالفعل ولن يتأخر عن مساعدتك حال احتجت له. يستطيع الجميع التظاهر بالإنصات لتكوين انطباع أولي جيد عن أنفسهم، لكن هذا لا يدوم طويلا وستجدهم يقاطعونك بكثرة فيما بعد رغبة بتوصيل أفكارهم التي لا يهتمون بغيرها.
- هل الشخص المعني لطيف فعلا أم يتظاهر باللطف؟ عندما يكون جوهر الإنسان لطيفا ودمث الأخلاق، فإنه يضفي الكثير من الراحة على حياة من حوله بصرف النظر عن مكانته في المجتمع. فعلى سبيل المثال للأسف، هناك أشخاص قد يتعاملون بشيء من الفوقية مع بعض أصحاب المهن ولا يجدون أهمية للتعامل بلباقة معهم، بينما عندما يكون جوهر الإنسان طيبا، فإن هذا سينعكس على جميع من يتعامل معهم بدون استثناء. لذا لو أردت التأكد من جوهر شخص ما، فلا تركز على تعامله معك وإنما ركز على كيفية تعامله مع الآخرين.
- كيف تكون ردود فعل الشخص المعني على ما يقال له؟ لا يخفى على أحد أن هناك أشخاصا حتى لو قمت بمدح ملابسهم سيحللون كلماتك بطريقة سلبية بينما هناك البعض الآخر الذين حتى عند انتقادهم يتعاملون بكل أريحية ويحاولون العمل على تحسين صورتهم للتخلص من مسببات النقد الذي وجهته لهم. وبالطبع فإن النوع الثاني هو الذي عليك أن تسعى لبناء علاقات معه بدلا من النوع الأول الذي سيتعبك جدا.
