الاحتلال يعتبر بناء البيوت الفلسطينية "إرهابا"

الضفة الغربية - أرشيفية
الضفة الغربية - أرشيفية

برهوم جرايسي

الناصرة- يعتبر الاحتلال الإسرائيلي بناء الفلسطينيين لبيوتهم على أراضيهم أنه "إرهاب". وتكشّف الأمر في بحث عقد في الكنيست، بمشاركة ممثلين عن وزارة الحرب، الذين كشفوا أن وزيرهم يخطط لاقتلاع 20 قرية للعشائر خاصة في المنطقة بين القدس وأريحا، وإبعادها عن المستوطنات، لأن المستوطنين لا يرغبون بها. في حين يسارع الاحتلال في مشروع شارع ضخم شمال رام الله، لاختلاق تكتل استيطاني جديد في المنطقة. في الوقت الذي واصلت فيه جرافات الاحتلال تدمير البيوت في الضفة، إذ هدمت أمس بنايتان شمال بيت جالا.اضافة اعلان
وحسب صحيفة "هآرتس"، فقد عقدت لجنة فرعية في اللجنة البرلمانية لشؤون "الأمن" والخارجية في الكنيست، جلسة لها للبحث في البناء الفلسطيني في القرى الواقعة ضمن ما يسمى "مناطق ج" في الضفة الفلسطينية المحتلة، والتي خاضعة كليا من جميع النواحي لسلطات الاحتلال. وتعاني عشرات القرى، التي تؤوي ما يزيد على 150 ألف فلسطيني، من حصار خانق، إذ يمنعها الاحتلال من البناء على أراضي الأهالي الخاصة، ويحرم الكثير من القرى من البنى التحتية الأساسية، كيف تبقى المنطقة متاحة كليا لمشاريع الاستيطان.
وقال عضو الكنيست الإرهابي مردخاي يوغيف من كتلة تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي"، إن البناء الفلسطيني يتم من دون تراخيص بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وهذا يعد "إرهاب بناء". ويستدل من التقرير، أن أحدا لم يعترض على كلامه. لا بل أعلن ممثلو وزارة الحرب في الجلسة، أن وزيرهم أفيغدور ليبرمان، يعتزم إصدار أوامر لاقتلاع 20 قرية للعشائر البدوية، ما بين القدس وأريحا، كي لا تكون قرب المستوطنات، وقالوا بكل وضوح، إن هذه القرى تشكل إزعاجا للمستوطنين، حتى لو كانت قرى معترفا بها.
وأثنى ممثلو الوزارات، وعصابات المستوطنين الذين شاركوا في الجلسة، على سلطات الاحتلال، لكونها تلاحق البناء في المناطق ج، وقال ممثل الحكم العسكري في الضفة، إنه في العام الماضي 2017، وحده، تمت 720 جريمة مصادرة لآليات ومواد بناء، في قرى فلسطينية، من أجل منع بناء البيوت.
وعلى صعيد الاستيطان، فقد قال تقرير فلسطيني، إن جرافات الاحتلال شرعت في الأسابيع الأخيرة، بشق طريق استيطاني يمتد من أمام مستوطنة "حلميش" شمال غرب رام الله، نحو أراضي قرى أم صفا وجيبيا وبرهام، بهدف الربط بين ثلاث مستوطنات.
وقالت وكالة "وفا"، إنه حتى الآن وصل طول الطريق 5 كيلومترات، فيما تواصل جرافات الاحتلال عملها. ومن المتوقع أن يتم الاستيلاء على نحو 2500 دونم، وفق إفادة رئيس المجلس القروي، برهام علي دار علي، الذي قال، إن المخطط يدور في أروقة حكومة الاحتلال منذ أكثر من 20 عاماً، ويهدف إلى ربط مستوطنة "حلميش" مع مستوطنة "عطارت" من جهة و"نحلئيل" من جهة أخرى.
ويضيف علي دار علي، بأن شق هذه الطريق يأتي ضمن مخطط جُهز بالتزامن مع بناء جدار الاحتلال، من أجل إنشاء تكتل استيطاني كبير، يضم مستوطنات شمال غرب رام الله وربطها ببعضها البعض تمهيداً لضم المناطق المصنفة "ج"، والبالغة مساحتها 150 ألف دونم.
وفي سياق متصل، فقد أقدمت قوات الاحتلال أمس، على تدمير بنايتي إسكان من عدة طوابق قيد الإنشاء في بيت جالا. وأفاد ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لوكالة "وفا"، أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات ضخمة، اقتحمت منطقة "بئر عونة" شمال غرب بيت جالا، وشرعت بهدم إسكانين يتكون كل واحد منهما من ثلاثة طوابق قيد الإنشاء.