جو بايدن: لحظة الحقيقة بشأن أوكرانيا وإسرائيل‏

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن
‏جو بايدن – (وول ستريت جورنال) 19/4/2024
‏كلا البلدين في حاجة ماسة إلى مساعدات الولايات المتحدة للدفاع عن نفسيهما ضد الخصوم الوقحين الذين يسعون إلى إبادتهما.‏اضافة اعلان
                         *   *   *‏ ‏
في نهاية هذا الأسبوع، شنت إيران هجوما غير مسبوق ضد إسرائيل، بوابل من الصواريخ والطائرات من دون طيار. وفي نفس الوقت تقريبًا، على بعد حوالي 1.500 ميل شمالا، واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا، الذي اشتد بشكل كبير في الشهر الماضي. 
‏وقد دافعت كل من أوكرانيا وإسرائيل عن نفسيهما ضد هذه الهجمات، وصمدتا وحمتا مواطنيهما. وقد فعلتا ذلك كلتاهما بمساعدة حاسمة من الولايات المتحدة. 
الآن ليس هو الوقت المناسب للتخلي عن أصدقائنا. ويتعين على مجلس النواب أن يمرر تشريعا عاجلا وملحا للأمن القومي لكل من أوكرانيا وإسرائيل، فضلا عن المساعدات الإنسانية التي تمس حاجة الفلسطينيين إليها في غزة.‏
‏في هذه السنة الثالثة من الحرب الروسية، تواصل أوكرانيا تحدي الصعاب. في حربهم ضد جيش أكبر بكثير، استعاد الأوكرانيون أكثر من نصف الأراضي التي احتلتها روسيا بعد غزوها في العام 2022. وضربوا البحرية الروسية مرارا وتكرارا، وحققوا انتصارات مهمة في البحر الأسود. كما طوروا أسلحة مبتكرة، وخاصة الطائرات من دون طيار، لمواجهة القوات الروسية. إنهم قوة قتالية تتمتع بالإرادة والمهارة لتحقيق الانتصار. ‏
في الوقت نفسه، وكما رأينا في نهاية هذا الأسبوع، يمتلك الجيش الإسرائيلي التقنية والتدريب للدفاع عن البلاد حتى ضد هجوم بنطاق وشراسة غير مسبوقين. ‏
‏ولكن في حين أن كلا البلدين يمكنهما الدفاع باقتدار عن سيادتهما، فإنهما يعتمدان على المساعدة الأميركية، بما في ذلك الأسلحة، للقيام بذلك. وهذه لحظة محورية. ‏
‏يكثف فلاديمير بوتين‏‏ هجومه بمساعدة أصدقائه، حيث تزود الصين روسيا بالإلكترونيات الدقيقة وغيرها من المعدات الضرورية للإنتاج الدفاعي. كما ترسل إيران مئات الطائرات من دون طيار. وتقدم كوريا الشمالية المدفعية والصواريخ الباليستية. وفي المقابل، تفقد أوكرانيا، التي تواجه نقصًا في الذخيرة، السيطرة على الأراضي التي كانت قد استعادتها. ‏
بعد سنوات من تقديمها الدعم لـ"حزب الله" و"حماس" وغيرهما من الوكلاء في هجماتهم على إسرائيل، بما في ذلك هجوم "حماس" الوحشي في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، شنت إيران هجومًا مباشرا خاصا بها -على أمل اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما فيها "مقلاع داود" و"القبة الحديدية"، التي أنقذت أرواحًا لا حصر لها في نهاية هذا الأسبوع.‏
‏تتعرض كل من أوكرانيا وإسرائيل كلتاهما للهجوم من خصوم وقحين يسعون إلى إبادتهما. يريد السيد بوتين إخضاع شعب أوكرانيا واستيعاب مواطنيها في إمبراطورية روسية جديدة. وتريد حكومة إيران تدمير إسرائيل إلى الأبد -محو الدولة اليهودية الوحيدة في العالم من الخريطة. 
يجب على أميركا ألا تقبل أبدا بأي من النتيجتين -ليس لأننا ندافع عن أصدقائنا فحسب، ولكن لأن أمننا على المحك أيضًا. ‏
‏إذا انتصرت روسيا، فإن قوات السيد بوتين ستقترب أكثر من أي وقت مضى من حلفائنا في منظمة حلف شمال الأطلسي. ويعني مبدأ "الهجوم على واحد هو هجوم على الجميع" أنه إذا غزا السيد بوتين حليفا في "الناتو"، فإننا سنهب لمساعدة هذا الحليف -كما فعل حلفاؤنا في "الناتو" معنا بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر). يجب علينا زيادة الدعم لأوكرانيا الآن، لمنع السيد بوتين من التعدي على حلفائنا في "الناتو" وضمان عدم جر القوات الأميركية إلى حرب مستقبلية في أوروبا.‏
‏وبالمثل، إذا نجحت إيران في تصعيد هجومها على إسرائيل بشكل كبير، فقد تنجر الولايات المتحدة إلى الصراع هناك. إن إسرائيل هي أقوى شريك لنا في الشرق الأوسط؛ ومن غير المعقول أن نقف مكتوفي الأيدي إذا تم إضعاف دفاعاتها وتمكنت إيران من تحقيق الدمار الذي كانت تنوي إيقاعه في نهاية هذا الأسبوع. يمكننا أن نجعل من مثل هذه النتيجة أقل احتمالاً من خلال تجديد الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتقديم المساعدات العسكرية الآن، حتى تظل دفاعاتها متوفرة بالكامل وجاهزة. 
إذا وافق الكونغرس على تمرير المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل، فإننا لن نكتب شيكات على بياض. سوف نرسل المعدات العسكرية من مخزوناتنا الخاصة، ثم نستخدم الأموال التي يأذن بها الكونغرس لتجديد تلك المخزونات –عن طريق الشراء من الموردين الأميركيين. ويشمل ذلك صواريخ "باتريوت" المصنوعة في أريزونا، وصواريخ "جافلين" المصنوعة في ألاباما، وقذائف المدفعية المصنوعة في بنسلفانيا وأوهايو وتكساس. سوف نستثمر في القاعدة الصناعية الأميركية، ونشتري المنتجات الأميركية التي يصنعها العمال الأميركيون، وندعم الوظائف في ما يقرب من 40 ولاية، ونعزز أمننا القومي. وبذلك، سوف نساعد أصدقاءنا بينما نساعد أنفسنا.
لقد كنت واضحًا بشأن مخاوفي بشأن سلامة المدنيين في غزة وسط الحرب مع "حماس"، لكن هذه الحزمة من المساعدات تركز على احتياجات إسرائيل الدفاعية طويلة الأجل لضمان قدرتها على الحفاظ على تفوقها العسكري ضد إيران أو أي خصم آخر. والأهم من ذلك، أن مشروع القانون هذا لديه تمويل سيسمح لنا بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة وغيرهم ممن شعروا بتأثير الصراعات في جميع أنحاء العالم. ‏
‏‏إنها خطة قوية ومعقولة. ولا ينبغي أن تظل رهينة بعد الآن لمجموعة صغيرة من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين المتطرفين. ‏
‏لقد حاول السيد بوتين بلا هوادة كسر إرادة الشعب الأوكراني. وقد فشل. وهو يحاول الآن كسر إرادة الغرب. ولا يمكننا أن ندعه ينجح.‏
‏ثمة لحظات في التاريخ تتطلب القيادة والشجاعة. وهذه واحدة منها. ‏
‏*السيد بايدن Biden: رئيس الولايات المتحدة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Moment of Truth on Ukraine and Israel