أجواء الهدنة القادمة

رشح القليل من المعلومات، مؤخرا، عن مفاوضات الهدنة بين حماس وإسرائيل بوساطات من قطر وأميركا ومصر. تبدو الفجوة كبيرة بين مواقف الطرفين والنتيجة لن يحسمها إلا الميدان رغم كل الضغوط التي يمارسها الوسطاء.

اضافة اعلان

 

حماس تريد وقفا للحرب وانسحابا لإسرائيل من غزة، ورقتها الأساسية في تحقيق ذلك الرهائن المحتجزون لديها، وصمودها للآن بعدم تسليمهم، وعدم القدرة على القضاء على حماس بالميدان، وهو ما اعتبرته إسرائيل هدفا أساسيا للحرب في غزة.

 

إسرائيل تريد إخراج الرهائن والقضاء على حماس العسكرية بالميدان، أداتها بتحقيق ذلك الحرب في غزة، وتستعد لعملية في رفح تعتبرها آخر معاقل تواجد حماس.

 

الأوضاع في غاية التعقيد، تبدو فيها الصورة غير واضحة بالمطلق، والغلبة سوف تكون لمن يستطيع الصمود أطول.


من ضمن بنود التفاوض والوساطة خروج حماس من قطر، وهو يبدو أمرا ثانويا بالنظر للفجوة بين واقع التفاوض السياسي مع حماس في قطر، والأوضاع الميدانية من مواجهة عسكرية مع حماس في الميدان. خروج حماس من قطر لا يبدو أمرا ضاغطا حقيقيا على حماس في الميدان، لأنه ليس أمرا ذا أثر، كما أن التوقعات أن حماس ستجد بديلا عن قطر والحديث عن تركيا أو إيران كمقرين جديدين لقيادة حماس السياسية. الأمر الحاسم هو التعاطي مع حماس بالميدان وليس في قطر، وثمة فريق يعتقد أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية عسكرية حاسمة، وفريق آخر يعتقد بإمكانية تسوية تخرج من خلالها قيادات حماس الميدانية للخارج وتأتي سلطة فلسطينية من تكنوقراط تدير شؤون غزة.

 

بين هذا الرأي وذاك، يبدو أننا أمام وقت واستحقاقات لم تنضج شروطها بعد.
ستحدث الهدنة ولو بعد حين، وقد يتطلب الأمر سنوات طويلة، وفي الأثناء جذور الصراع تتمدد، وخطاب الكراهية يتسيد، ويؤسس لمرحلة جديدة من العنف والقتل والدمار.

 

لا بد من تفكير استراتيجي لا يبدو أن الأطراف جاهزة له، لا سيما المشهد السياسي الإسرائيلي الذي ليس بوارد حكومته اليمينية إلا الحسابات الانتخابية الآنية. لا يبدو أننا تعلمنا مما حدث، ولا نسمع أو نرى نقاشا حول ضرورة أن يكون هناك عمق في التعاطي مع الأمر، وهذا يكون من خلال إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وأن ينشئوا دولتهم ومؤسساتهم، التي ستكون قادرة على التعامل بسيادية من حقوق الشعب الفلسطيني، وفي معرض ذلك، سوف تبنى المؤسسات وترسخ الأمن. أما أن يبقى الشعب الفلسطيني مجردا من حقوقه السياسية والإنسانية ويتوقع منه السمع والطاعة، فهذا ضرب من الخيال والمستحيل.


الأردن الدولة الوحيدة التي توظف اتصالاتها لكي تقول للعالم إن ما يحدث لا بد أن يتوقف، وأن الحل الاستراتيجي يكون بتسوية سياسية خطوطها ومحدداتها واضحة، يقف بطريقها شيء اسمه حكومة اليمين المتطرفة الإسرائيلية والتي تجر العالم أجمع لمغامراتها وحساباتها الانتخابية الانتهازية.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا