تخفيض مطعوم "الإنفلونزا".. هل نكتفي بلقاح كورونا؟

شاب يتلقى مطعوم كورونا داخل سيارته في حدائق الحسين - (تصوير: أمير خليفة)
شاب يتلقى مطعوم كورونا داخل سيارته في حدائق الحسين - (تصوير: أمير خليفة)
حنان الكسواني عمان - طلبت وزارة الصحة مؤخرا، 50 ألف جرعة من لقاح الانفلونزا الموسمية، ضمن عطاءاتها، بهدف تحصين الفئات الاكثر عرضة للإصابة، في وقت لم يحدد القطاع الخاص فيه، عدد الجرعات المتوقع استيرادها منه وسعرها. وتقدر الوزارة احتياجاتها من لقاح الانفلونزا الموسمي شهريا وسنويا، لتحصين الفئات المستهدفة مجانا، بخاصة المصابين بأمراض مزمنة وسرطانية وفشل كلوي، في حين توفر صيدليات القطاع الخاص اللقاح بسعر 10 دنانير للجرعة الواحدة. كما أن جائحة كورونا، غيرت من خريطة شراء المطاعيم للقطاعين الحكومي والخاص، لارتفاع المنحنى الوبائي العام الماضي، ما أدى لانقطاع لقاح الانفلونزا الموسمي، ومن ثم تهافت مواطنين على الصيدليات لشراء مطعوم "رباعي" بعد نفاد "الثلاثي" منه، لحمايتهم من أمراض الشتاء، وتخفيف الأعراض الموسمية في زمن جائحة كورونا. كما طلبت وزارة الصحة 50 ألف جرعة العام الحالي من لقاح الانفلوانزا، بينما وفرت العام الماضي 235 ألف جرعة منه، خصصت منها 35 ألفا لكوادرها الطبية وعاملي القطاع الصحي الحكومي، و200 ألف للمصابين بأمراض مزمنة وسرطانية وفشل كلوي. على طرف آخر، فإنه برغم تأكيدات منظمة الصحة العالمية وخبراء امراض معدية وفيروسات التقتهم "الغد"، على أهمية اللقاحين (الانفلونزا، وكورونا)، لتكوين المناعة، بينت معلومات طبية متخصصة بعلم الفيروسات "احتمالية إصابة الأشخاص بأحد المرضين (الانفلونزا الموسمية أو كورونا) أو كليهما في آن. وأوضح عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ومتابعة الآثار الجانبية للقاحات "كوفيد 19" ضرار بلعاوي "أن اعراض الإصابة بمرض كورونا أو الانفلونزا متشابهة الى حد كبير، لكن كل فيروس للمرضين، ينضم الى عائلة مختلفة من عوائل الفيروسات الكبيرة، فكلاهما من فصيلة أمراض الجهاز التنفسي المعدية التي تسببها الفيروسات، وتأثيرهما على جسم المريض مختلف تماما. كلا اللقاحين يقوي من مناعة الانسان مع التأكيد على اختلاف أنواع الفيروسات والمجموعات التي ينضم اليها كل نوع، لذلك "لا يوجد أي مانع علمي من التطعيم، بكلا اللقاحين" وفق ما أضاف البلعاوي لـ"الغد". عليه، دعا بلعاوي، وهو مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض، أن يتحصن المواطن باللقاحين، شريطة أن تكون الفترة الزمنية بينهما متباعدة، لا تقل عن أسبوعين، لافتا الى أن الاعراض الجانبية الناتجة عنهما متشابهة الى حد كبير، كالشعور بالغثيان، والحمى، وتورم في مكان وخز الابرة. أما عضو اللجنة الوطنية للأوبئة بسام الحجاوي، فأشار الى أن تقارير رصد الامراض المعدية، لم تكشف عن حالات انفلونزا موسمية بين المواطنين العام الماضي، وذلك يعود للتغيرات السلوكية التي تبنَّاها الناس لـ"تسطيح" منحنى "كوفيد19"، كالتباعد الجسدي وغسل اليدين وارتداء قناع الوجه، واتباع أنماط غذائية مختلفة لتقوية الجهاز المناعي. وبرغم ذلك، أكد الحجاوي أن "التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية ضروري جدا للقطاع الصحي، للحماية من مواجهة وبائين في الوقت نفسه، ما قد يؤدي لـ"انهيار" المنظومة الصحية بكاملها، إذا كان وباء الانفلونزا الموسمية قويا ايضا. وحتى الآن، وفق الحجاوي "من الصعب التكهن بتحولات فيروس كورونا"، وفي الوقت ذاته لم ترشح أي مؤشرات وبائية لمعرفة متى ستنتهي الجائحة، لافتا الى "ان الكميات المستوردة لصالح القطاع الخاص تغطي احتياجاتها". وعبر عالِم أوبئة في جامعة هارفارد في مجلة "سينتفيك" الاميركية عن ذلك قائلا إنه "في أسوأ السيناريوهات سينتشر فيروسا كورونا والإنفلونزا بسرعة، ويسببان مرضا شديدا، ما يعقّد التشخيص ويشكل عِبئا مزدوجًا على نظام الرعاية الصحية". أما بلعاوي، فأكد أهمية تعاطي اللقاحين، مع احتمالية الإصابة بالفيروسين معا، بينما ذهب الخبير في الحقوق الصحية محمد بشير شريم الى "أهمية توفير لقاحات الانفلونزا الموسمية بكميات تغطي احتياجات الراغبين به، دون اغفال تحديد سعر اللقاح من مؤسسة الغذاء والدواء في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بسبب تداعيات جائحة كورونا". وبما أن القطاع الخاص، تمكن من تخفيض سعر اللقاح الموسمي العام الماضي من 10 -5.68 دينار، شاملا الضريبة اثناء جائحة كورونا العام الماضي، فمن حق المواطن الحصول عليه بسعر في متناول اليد. وتفاديا لحدوث أي لبس بين اللقاحين، اقترح شريم ان تكثف الحملات التوعوية حول الاعراض الجانبية للانفلونزا واهمية لقاحه الذي يخفف من أعراضه شتاء، بجانب الحملات التوعويه الرسمية المستمرة والمبادرات الوطنية، لتشجيع المواطن على تلقي أي نوع من أنواع اللقاحات للوقاية من فيروس كورونا. "الصحة العالمية"، تعتبر المطاعيم الثلاثية والرباعية آمنة وفاعلة في مقاومة الانفلونزا الموسمية التي تتسبب باعتلالات واسعة النطاق، تتراوح ما بين الأعراض الخفيفة إلى المرض الوخيم وحتى الوفاة، فضلا عن انتقال الانفونزا باللمس والرذاذ التنفسي والأدوات الملوثة برذاذ التنفس.اضافة اعلان