كأنه "دوري"

خلال مشاهدتي جوانب من مباراتي الفيصلي مع الحسين إربد، والوحدات مع الجزيرة في الاسبوع الماضي من دوري المحترفين الكروي، قفزت الى ذهني فكرة مقال كتبه قبل عدة أسابيع الروائي المصري المعروف د.علاء الأسواني في جريدة المصري اليوم، عن الحياة السياسية في مصر، حمل عنوان "تسقط جمهورية كأن"، وتحدث فيه عن كيفية تناقض مظهر الأشياء مع جوهرها.اضافة اعلان
استنادا الى فكرة مقال د. الأسواني، وبعيدا عن مضمونه، يبدو في الظاهر، والشكل العام، لدينا دوري عام للمحترفين بكرة القدم، حيث تجري مباريات المسابقة منذ فترة وفي أسابيع منتظمة، طبعا على غير العادة، وهناك جمهور محدود نسبيا يداوم على الحضور الى الملاعب، رغم غياب الحوافز الفنية والتنظيمية، وتنتهي تلك المباريات الى نتائج، يمكن إدراج العديد منها في خانة "اللامعقول"، ولا نقول المفاجآت.
لكن، عند التقييم الجاد والموضوعي لمسابقة دوري المحترفين، في محاولة لتبيان الحصاد الفني المرجو منها، والذي يمكن أن يعود بالفائدة على الكرة الأردنية عموما، بدءا من فرق الممتاز نفسها، وصولا الى الغاية الأساسية التي تتجسد في المنتخبات الوطنية، لا يحتاج المرء الى كبير عناء كي يكتشف أن المردود الفني لدوري المحترفين، وبقية مسابقات أندية الكبار، هو في أدنى مستوياته، على أفضل تقدير.
ولعل، بقاء المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، مشرعا على مصراعيه أمام العديد من الفرق، لا يعبر عن تطور فني نوعي للفرق الطامحة، بقدر ما يعكس حالة فقدان توازن تعيشها أغلبية الفرق، فموقع الصدارة "مثلا"، كان خلال المراحل الأخيرة من المسابقة أشبه "بكتلة لهب" تقاذفها الوحدات والفيصلي مرارا، دون أن تمكن احدهما الاستقرار عليها طويلا، قبل أن يعتليها "الأخضر" في المرحلة الحالية.
في العادة، أن قوة المسابقات المحلية وانتظامها، تشكل الركيزة الرئيسية التي يقوم عليها بناء المنتخبات الوطنية لمختلف الألعاب، الى جانب العديد من العوامل الإضافية المساندة.
والمفارقة، أن تلك القاعدة الذهبية، لم تكن بين الأسباب الأساسية وراء الظهور المشرف لمنتخب "النشامى" على ساحة كرة القدم الدولية "تصفيات مونديال البرازيل"، وعلى المستوى الإقليمي "التأهل الى نهائيات أمم آسيا"، فثمة أسباب عديدة أخرى وراء ذلك، لسنا في وارد الحديث عنها في هذه المساحة المحدودة.
نعم، في ظاهر الأشياء، تدور عجلة الدوري الممتاز في انتظام، ولكن في حقيقة الأمر وعمقه، يبدو.. كأنه دوري.