لماذا ستذهب للبيت؟

مساءً سيعتذر الليل لليل
أنت ستبقى وحيدا على ربوة في الطريق
إلى بيت جدٍ يسافر في صمته
وينام ظهيرته ليرى قمحه ناضجا في السهول
صباحا، كأنك لم تلمح الريحاضافة اعلان
وهي تغادر تل الندى والصدى والذبول
/
لماذا ستذهب للبيت؟
قالت صغيرته
وهو يعبث بالكلمات القليلة في صحنه
- سأحمله فوق ظهري لأشرد
خلف جبال السؤال
ووحدى هناك سأحلم كيف سأبقيه
في داخلي كاليتيم
/
كأنك وحدك، أو أنت وحدك
كالبيت، كالصور المنتقاة أمام ملامحه
كالنزيف الشهيد المعتق في الصدر
كالقبر
هل أنت وحدك فعلا؟
وهل صار بيتك.. بيتك؟
أم صار قلبك بيتك؟
قل للمساء القليل هنا أو هناك
لنا ألف قافية
وجدران بيت
وسهل تخضب بالنار
سهل يمد أصابعه في القصيدة
كي يلمس القمح والأغنيات
ويأتي معك
/
مساء، وها أنت تجلس مختلفا مع مسائك
ستأتي الصغيرة، تسأل عن شجر البيت
هل صار يمشي؟
هل تركته القناديل يضحك في الليل؟
هل أشعلته الصور؟
وأنت تحاول أن تبتسم
لا شيء، قلت لها، سوف يأتي
لقد تركته الرياح هناك وحيدا
ومثلي سيأتي على ظهر أحلامه
وتمشي على جانبيه الظلال
ويمشي الشجر.