أشكال معاناة الأشخاص الانطوائيين

علاء علي عبد

عمان- لا يمل العالم من حولنا من زرع فكرة أن اتصاف المرء بأنه شخص اجتماعي يعد الشيء الطبيعي للإنسان. هذه الفكرة تزيد من صعوبة تعايش الشخص الانطوائي مع مجتمعه، فليس مستغربا أن يعتقد الشخص الانطوائي أنه الوحيد في العالم الذي يملك هذه الصفة، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”.اضافة اعلان
الواقع أن الانطوائيين كثر في هذا العالم، وهي حالة أو صفة ليست نادرة الوجود كما يحاول العالم أن يظهرها. فيما يلي عدد من أشكال المعاناة التي يعانيها الانطوائيون والتي عندما نتعرف عليها سيدرك الشخص الانطوائي أنه ليس وحيدا في هذا العالم:
- يشعر بعدم اهتمام الآخرين به: غالبا ما يتميز الشخص الانطوائي بأنه قليل الكلام، فهو إما يشعر بعدم الرغبة بالحديث أو بأنه لا يملك ما يقوله، أو أنه مقتنع بأن كلامه بلا أهمية في نظر الآخرين، وبالتالي يلجأ للصمت معظم أوقاته على الرغم من أنه في داخله يتمنى أن يجد من يصغي له ويحاول أن يتعرف عليه أكثر وأكثر.
- الشعور بأنه مجرد ظل غير مرئي: عندما يلتقي الشخص الانطوائي بمجموعة من الأشخاص الجدد، فإنه غالبا ما يحاول أن يمنح الآخرين انطباعا أوليا جيدا عن نفسه، ولكنه وبمرور القليل من الوقت يجد أنه أصبح مختفيا بنظرهم. السبب بهذا أنه لا يملك القدرة على فتح أحاديث مع أشخاص جدد وبالتالي تجده يتحول شيئا فشيئا إلى مجرد شخص مستمع وهذا يجعله يلوم نفسه بعنف ويشعر بأنه يفتقد للكاريزما التي تلفت نظر الآخرين لغيره وبالتالي يقسو على نفسه ويصفها بأنها مجرد ظل غير مرئي.
- يكره إقامة الاحتفالات في منزله: رغبة الشخص الانطوائي في الابتعاد عن دائرة الضوء تمنعه من المغامرة بإقامة حفل في منزله ويعرض نفسه للانتقادات التي يرى أن الآخرين يحسنون إيجادها. وفي حال اضطر الشخص الانطوائي لإقامة حفل ما في منزله، فإنه يحاول تجنب دعوة المقربين منه وذلك حتى لا يسمح لهم ملاحظة عدم اهتمام الآخرين به أو أن من لبوا دعوته كانوا يعدون على أصابع اليد.
- الشعور بالوحدة في الأماكن الاجتماعية: الشعور بالوحدة من المشاعر التي كثيرا ما تنتاب الشخص الانطوائي، لكن أكثر الفترات التي يصيبه هذا الشعور خلالها تبدأ عندما يكون برفقة مجموعة من الناس، فعلى عكس المتوقع، فإن الوحدة تصيب الشخص الانطوائي وهو برفقة الآخرين أكثر مما تصيبه وهو وحده فعلا. المشكلة أن الشخص الانطوائي يتمنى أن يجد من يتحدث معه حديثا عميقا يحاول من خلاله التعبير عن شخصيته، لكنه يصدم بأن الأحاديث لا تعدو كونها مجرد كلمات سطحية تسهم بشعوره بالوحدة.
- الشعور بعدم أهمية كلامه: في حال كان الشخص الانطوائي في محاضرة تعليمية أو ما شابه، فإن أي سؤال يعرض للحضور أو لو طلب منهم التعبير عن رأيهم بالموضوع المطروح، فإنه لن يغامر بالتعبير عن رأيه حتى وإن كان صحيحا وأفضل من الآراء التي يسمعها من الآخرين حوله. لكن الشخص الانطوائي يحمل في ذهنه قناعة بأن كلامه ليس سوى كلام سطحي وليس جديرا بالاهتمام.
- كراهية إجراء المكالمات الهاتفية: من الأشياء التي لا يحبها الشخص الانطوائي إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية، ويشعر بنوع من الراحة عندما يجد المتصل بأنه شخص مقرب له. كما أن الشخص الانطوائي لا يمانع أن يتجاهل المكالمات التي تصله بغرض أن يعاود المحادثة في وقت يكون أكثر ملاءمة له.