أقنعة الوجه ضرورية لوقف انتشار فيروس كورونا .. ارتد واحدا

هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 16/6/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

أحد الأسباب المهمة لارتداء أقنعة الوجه هو أن الهباء الجوي الذي يحتوي على جزيئات الفيروس، وليس الملامسات السطحية، هو "المسار السائد لانتقال" هذا المرض. ويقولون: "حتى مع التنفس الأنفي الطبيعي"، فإن "استنشاق الهباء الجوي الحامل للفيروسات يؤدي إلى ترسب عميق ومستمر في الجهاز التنفسي البشري، وعادة ما يتطلب مسار الانتقال هذا جرعة منخفضة".

  • * *اضافة اعلان
    أصبحت أقنعة الوجه بجميع أنواعها أيقونية في هذا الوباء. في البداية، قيل للناس ألا يرتدوها من أجل توفير الإمدادات الضئيلة لمتخصصي الرعاية الصحية. والآن أصبحت أقنعة الوجه متاحة على نطاق أوسع، والأدلة على فائدتها في ازدياد. والأقنعة هي حاجز طريق مهم أمام انتشار الفيروس في الأماكن العامة. وإذا كان المرشحون يريدون أن يتجولوا ويلقوا الخطابات في هذا الموسم السياسي، خاصة في الداخل، فينبغي عليهم أن يطالبوا جماهيرهم بارتدائها.
    وجدت دراسة نشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" أن أقنعة الوجه هي "أكثر الوسائل فعالية لمنع الانتقال بين البشر"، وهي حصن غير مكلف، والذي يكون، عندما يقترن بالتباعد الجسدي والحجر الصحي وتتبع الاتصال، "أفضل فرصة لوقف وباء ‘كوفيد-19’"، في غياب لقاح فعال أو علاج دوائي. وقد تناولت الدراسة، التي أعدها ريني زانغ من جامعة تكساس إيه آند إم، وزملاؤه من الباحثين، تفشي فيروسات التاجية في ووهان، الصين؛ وفي شمال إيطاليا؛ وفي نيويورك في الفترة من 23 كانون الثاني (يناير) إلى 9 أيار (مايو). وخلصوا إلى أن "الاختلاف بين تغطية الوجه أو عدمه كان المحدد في تشكيل اتجاهات الوباء في المراكز الثلاثة". وأقنعة الوجه وحدها "قللت بشكل كبير من عدد الإصابات… بأكثر من 78.000 في إيطاليا من 6 نيسان (أبريل) إلى 9 أيار (مايو) وأكثر من 66.000 في مدينة نيويورك من 17 نيسان (أبريل) إلى 9 أيار (مايو)". ومن خلال دراسة الاتجاهات الوبائية، خلصوا إلى أن التدابير الأخرى -الابتعاد والعزل وتتبع الاتصال- يجب أن تكون مصحوبة بارتداء أقنعة الوجه حتى تُحدث فرقاً حقًا.
    يقول الباحثون أن أحد الأسباب المهمة لارتداء أقنعة الوجه هو أن الهباء الجوي الذي يحتوي على جزيئات الفيروس، وليس الملامسات السطحية، هو "المسار السائد لانتقال" هذا المرض. ويقولون: "حتى مع التنفس الأنفي الطبيعي"، فإن "استنشاق الهباء الجوي الحامل للفيروسات يؤدي إلى ترسب عميق ومستمر في الجهاز التنفسي البشري، وعادة ما يتطلب مسار الانتقال هذا جرعة منخفضة". ولم يتطرق البحث في الأنواع المختلفة من الأقنعة -أقنعة التنفس N95 والأقنعة الجراحية وأغطية القماش- وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول مدى فعاليتها في الحماية ضد الفيروس.
    في الأسبوع الماضي، حثت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" منها منظمي التجمعات الكبيرة التي تشمل الصراخ أو الهتاف أو الغناء على استخدام أقنعة الوجه القماشية لتقليل المخاطر. وفي الخامس من حزيران (يونيو)، قامت منظمة الصحة العالمية، التي كانت مترددة في وقت سابق بالتوصية بارتداء الأقنعة في أماكن التجمعات، وأصدرت توصية أقوى لاستخدامها. ويشير مثال اليابان، حيث كان ارتداء أقنعة والوجه ممارسة شائعة قبل الوباء بوقت طويل، إلى أنها يمكن أن تكون فعالة في الحد من انتشار الفيروس والوفاة.
    الرسائل العامة تهُم. ولسوء الحظ، قام الرئيس ترامب بإعادة تغريد الرسائل التي تسخر من استخدام أقنعة الوجه، وتجنب ارتداءها علنًا. ولا شك في أن هذه الإشارة تؤثر على ملايين الأشخاص على افتراض أن إعادة فتح الاقتصاد تعني أنهم يمكنهم العودة إلى الحانات المزدحمة وتجمعات الحملات الانتخابية الضخمة من دون أقنعة الوجه. وهم مخطئون. وإذا لم يصر على ارتداء أقنعة الوجه كشرط لحضور تجمعات حملته الانتخابية القادمة في أوكلاهوما، فإن السيد ترامب يُسلِم للمرض العديد من مؤيديه والمارة غير المشاركين أيضًا.
    إن قناع الوجه يعتدي على الطبيعة البشرية، على الرغبة في التنفس بحرية ورؤية تعابير شخص آخر. لكنه خط حاسم للدفاع ضد المرض.
    *نشر هذا المقال تحت عنوان: Face masks are vital to stopping the spread of the virus. Wear one.