"بلدنا غير" مبادرة طلابية لعمل الخير في المناطق الأقل حظا

جانب من نشاطات مبادرة "بلدنا غير" - (من المصدر)
جانب من نشاطات مبادرة "بلدنا غير" - (من المصدر)

منى أبوحمور

عمان- شغف محمد الملك بالعمل التطوعي وحبه لتقديم الخير ومساعدة الآخرين بالرغم من صغر عمره، دفعه للتفكير بعمل منظم ومؤسسي يضمن تقديم الخدمة والخير لكل من يحتاجها وفي مختلف أعمارهم وأماكن سكنهم.اضافة اعلان
مساعدة الفقراء والمحتاجين وسكان المناطق الأقل حظا هو الشغل الشاغل لمحمد الملك الذي لم يتجاوز الـ17 ربيعا من عمره، فبدأ البحث عن فكرة لينطلق بها من مقاعد الدراسة إلى كافة أنحاء المملكة.
ويقول “منذ صغري وأنا أحب أن أشترك بالأعمال التطوعية، ودائما كنت أبحث عن عمل تطوعي أنطلق به من المدرسة، إلا أنني لم أجد التشجيع الكافي”، فبدأ البحث عن أفكار مختلفة للعمل التطوعي، منطلقا من مبادرة بنك الملابس الخيري.
وتمكن الملك وفريقه التطوعي الذي يتكون من 30 متطوعا ومتطوعة من تحقيق نجاح كبير ببنك الملابس، حيث تمكنوا من فرز وتغليف كميات كبيرة من الملابس وترتيبها في أماكنها المختصة، واصفا أجواء الفرح والمتعة والسعادة الكبيرة التي شعر بها المتطوعون أثناء عملهم.
ويقول “في البداية ما لقيت تشجيعا كبيرا وكانت فكرتي تجد التهميش من قبل الناس، إلا ان أفكاري وإصراري على العمل التطوعي وبذل جهدي لمساعدة الآخرين لفتت انتباه الكثيرين من محبي العمل التطوعي، خصوصا طلاب الجامعات الذين انضموا إلى مبادرتي وأبدوا إستعدادهم لمساعدتي”.
وبين أن معظم المتطوعين من طلاب الجامعات، لافتا إلى أن المبادرة لاقت إعجاب الكثيرين حيث وصل عدد المعجبين بالصفحة الرسمية للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك 2000 متابع خلال فترة وجيزة.
التغيير نحو الأفضل هو ما يسعى إليه الملك وفريقه التطوعي، لذا كان لا بد من التفكير باسم مبادرة تجمع تحت مظلتها كافة الجهود والأعمال التطوعية التي يقوم بها مع فريقه فكان “بلدنا غير” هو اسم المبادرة الذي توصل إليه انطلاقا من الهدف الحقيقي للمبادرة.
ويؤكد الملك قائلا “جاء اسم المبادرة من سعينا لتغيير البلد، والبحث عن شيء أفضل والشعار من تصميم المتطوعين فكان أفضل اسم توصلنا له”.
ويوضح الملك أنه في  البداية لم يكن فريقه التطوعي كبيرا، إلا انه وبعد الانتهاء من مبادرة بنك الملابس وصل عدد المتطوعين إلى 500 متطوع، ففي كل مرة ينضم متطوع يحضر معه صديقه وزميله وهكذا اتسعت قاعدة العمل التطوعي في “بلدنا غير”.
وفي خطوة ثانية من ضمن الأعمال التطوعية التي تقوم بها مبادرة “بلدنا غير” زيارة مركز اوكسجين لذوي الإعاقة، حيث توجه الملك برفقة 40 متطوعا لزيارة المركز وتقديم المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة في المركز، فضلا عن قيامهم بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي نشرت الفرح والسعادة في المكان.
وفي زيارة لدار المسنين قام فريق “بلدنا غير” بقضاء يوم كامل مع المسنين وقاموا بالعديد من النشاطات التي كسرت مَللهم وأضافت البهجة والسرور على يومهم، حيث أحضروا معهم أطباقا من الطعام أعدها المتطوعون في منازلهم، وأقاموا احتفالا على أنغام الأغاني الوطنية كما قدموا لهم فقرات سحر وبهلوان.
كما قامت المبادرة وخلال شهر رمضان الماضي بعمل إفطار استهدف 5000 طفل يتيم، وكان إفطارا كبيرا ومتميزا والأول من نوعه، بحسب الملك، تطوع من خلاله العديد من طلاب الجامعات.
ويردف “في رمضان غلّفنا تمرا ومياها وزعناه على الإشارات ولأصحاب المحلات”، كما قاموا بزيارة مخيم سوف في جرش قبل عيد الفطر المبارك ووزعنا كسوة العيد، ولما شفنا مستوى البيوت وحالة الفقر والعوز التي يعيش فيها أهالي المخيم شعر الملك بضرورة أن تكون هناك مبادرات تطوعية كثيرة لمساعدة الناس في كل الأماكن.
وقام الفريق التطوعي لـ”بلدنا غير” بزراعة الأشجار والورود في المدينة الرياضية وفي منتزه غمدان ومنتزه عمان القومي، كما قاموا بتنظيفها.
وقال الملك “كنا ننظف أمام أعين الناس لرفع الوعي والثقافة لدى المتنزهين، كما قابلنا هناك الكثير من الناس الذين أعجبوا بالمبادرة وقاموا بدعمنا أيضا”.
وتستعد “بلدنا غير”، بحسب الملك، لاستقبال عيد الأضحى بمجموعة من الأفكار والأعمال التطوعية، حيث سيقوم فريق المبادرة بتوزيع كسوة العيد كعادتها وهدايا للأطفال، إلا أنها تنوي وبجهود المتبرعين ومحبي عمل الخير شراء الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين.
كما تنوي المبادرة بعمل دورة إسعافات أولية، لفريق المتطوعين فتوجهت إلى جمعية ورابطة أهالي منطقة العباسية الذين سمحوا للمبادرة والمتطوعين باستخدام المكان بكافة مستلزماته، ليكون مقرا لاجتماعات المبادرة.
ويلفت الملك إلى وجود العديد من الأفكار التي تنوي المبادرة القيام بها لتكون “بلدنا غير” مختلفة عن غيرها من المبادرات، مؤكدا استمراريتهم بحبهم لعمل الخير والعمل التطوعي ورغبتهم في البحث عن كل ما يساعدنا في تغيير البلد وجعلها أجمل وأفضل.
التوافق والتكاتف الذي يجمع أعضاء الفريق يجعلهم يتخطون الصعاب ويصرون على الاستمرار والمتابعة بعمل الخير، لا سيما في ظل غياب الدعم المادي من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة.