دروس نتعلمها من الحياة

  علاء علي عبد

عمان - يشعر الكثير من الناس عندما يعودون بذاكرتهم إلى الوراء أنهم أهدروا الكثير من الوقت على أمور لم تكن تستحق منهم الاهتمام. وهذا أمر طبيعي في الواقع فالإنسان يحتاج بداية لأن يعيش الحياة حتى يتمكن من تعلم دروسها.اضافة اعلان
لذا يمكننا تفسير إهدار الوقت إلى قلة خبرة المرء بالحياة فجميعنا يلاحظ أنه مع تقدم الإنسان بالسن تزداد الدروس التي يتعلمها في حياته وكثيرا ما تكون تلك الدروس صعبة وقاسية. لكن كلما ازدادت قسوة الدرس، كلما استطاع المرء أن يتعامل مع الدروس اللاحقة بشكل أفضل وأكثر توازنا.
وهنالك عدد من الحقائق التي يمكن للمرء استخلاص الدروس من خلالها:
- لا أحد يتحكم بسعادتك سواك أنت: تؤثر نظرة المرء لجوانب حياته المختلفة على طريقة تفكيره، وطريقة تفكيره بدورها تؤثر على أسلوبه بالحديث مع نفسه. فعلى افتراض أنك تستيقظ صباحا وتفتح عينيك على الواقع وعلى المسؤوليات المطلوبة منك وتنظر لها نظرة سلبية باعتبارك مجبرا عليها، فتأكد بأن حديثك لنفسك عنها سيعمل على تفعيل السلبية أكثر وأكثر.
هذا درس حياتي مجرب، ولأن الدروس وجدت لنتعلم منها لا فقط لتؤذينا، فإن التعود على تغيير بسيط لنظرتنا للأمور يمكن أن يحقق فائدة كبيرة جدا؛ فبدلا من أن تستيقظ وتفكر بالمسؤوليات التي (عليك) القيام بها، فكر على نحو ما هي المسؤوليات التي (تريد) القيام بها. التغيير أصاب كلمة واحدة والأثر ربما لن يشمل حياتك فحسب وإنما حياة من حولك فالسعادة تنتشر بالعدوى، فلا تحرم نفسك وتحرم الآخرين منها.
- لكل شيء تريده ثمن عليك دفعه: أفضل طريق لتعرف ما إذا كنت تريد شيئا ما في حياتك بالفعل أم مجرد رغبة آنية لا تكاد أن تختفي بعد وقت قليل هو أن تسأل نفسك ما إذا كنت مستعدا لدفع ثمن ذلك الشيء أم لا، علما بأن الثمن قد يكون يوميا في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال فإن المرء يحلم بأن يكون له عمله الخاص الذي يدر عليه نقودا وفيرة، لكن هذا غالبا لا يأتي بغمضة عين وإنما يحتاج لجهد، لمواصلة العمل والاستغناء عن النوم في بعض الأيام، لتحمل خسارة المال أو ربح قدر قليل جدا منه في بداية الطريق، التعامل مع أشخاص يختلفون بعقليتهم وأسلوبهم عنك، فهل أنت مستعد لتحمل هذه الأشياء من أجل الوصول لما تريد أم لا؟
-  لن تستطيع امتلاك كل شيء: من المهم في حياة المرء أن يحدد أولوياته، فمن خلال تحدي هذه الأولويات يستطيع المرء تركيز جهوده على الأشياء التي يريدها بالفعل في حياته وعدم إهدار وقته بحثا عن أشياء لا تعتبر من الأولويات بالنسبة له بحثا عن المثالية وامتلاك كل شيء فهذا الأمر يستحيل تحقيقه.
- بعض العلاقات التي تربطك بالآخرين ستنتهي: بصرف النظر عن نوعية العلاقة فعليك أن تعلم أن حياتك لا تحمل لافتة “ممنوع الدخول للسيئين”، وبالتالي فإن خروج البعض من حياتك يحمل في طياته مصلحتك حتى وإن لم تكن مصلحة ظاهرة على الفور. واعلم أن هناك من يدخلون حياتك ليعلموك درسا جديدا من دروس الحياة ويغادرون، فتعود تقبل هذا الأمر كما هو.