رثاء للشهيدة الاعلامية شيرين ابو عاقلة

بقلم الأستاذ الدكتور عادل الزيادات قبل ساعات قليلة فقدت الاسرة الصحفية الفلسطينية والعربية والعالمية مراسلة شبكة الجزيرة الفضائية وهي الصحفية البارزة الشهيدة شيرين نصري انطون ابو عاقلة التي اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي وبدم بارد على اغتيالها خلال تغطيتها الجريئة لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين في الضفة الغربية وبالرغم من لباسها الخاص والمميز بالمراسلين الصحفيين ومن السهولة بمكان تمييزه الا ان القناص اصر على توجيه الرصاصة القاتلة مباشرة على رأس الشهيدة التي فضحت جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. حقا انها لجريمة بشعة بحق الصحافة والاعلام الحر الذي يهدف لفضح حقيقة الاحتلال الاسرائيلي وممارساته الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني. فقد قامت هذه القوات باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والطواقم الصحفية مما ادى الى اصابة الشهيدة في رأسها حيث تعمد مطلق الرصاص من المستوطنين اسكات صوتها لطمس حقيقة الجرائم التي يرتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفسطيني. الشهيدة شيرين كانت أحد أقطاب شبكة المراسلين للجزيرة الفضائية والموكلة بتغطية جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والتي زاد عددها مؤخرا بفضل نضال وتضحية الشعب الفلسطيني العظيم. ولدت الشهيدة شيرين بالقدس عام 1971 وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في القدس ودرست تخصص الصحافة والاعلام وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الاردن في بدايات تسعينيات القرن الماضي وعادت بعد التخرج الى فلسطين وعملت في عدة مواقع قبل التحاقها بالعمل في قناة الجزيرة الفضائية عام 1997 وبقيت تعمل هناك حتى وفاتها برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في ايار من عام 2022. ان رثاء الشهيدة شيرين ليست مجاملة لصحفية بارزة كنت قد درستها في جامعة اليرموك في بدايات التسعينيات القرن الماضي لكنها اكثر من ذلك بكثير فهذا الرثاء يستحق لصحفية واعلامية موهوبة ومجتهدة وضالعة للغاية في عملها لخدمة الكلمة الحرة الصادقة والامينة. لا زلت اذكر الشهيدة وهي على مقاعد الدراسة في جامعة اليرموك تكرس وقتها ليس فقط لاتمام واجباتها الدراسية بل كانت تقضي معظم اوقاتها بالبحث والتنقيب عن كل ما هو جديد في عالم الصحافة واخلاقياتها وقوانينها . وهذا تبين لي من دراسة التقارير الصحفية والواجبات التي كانت تقوم بها خلال سنوات دراستها الاربعة في جامعة اليرموك . لا حاجة للتذكير بأن الشهيدة كانت صحفية ملتزمة هادئة خلوقة مبتسمة دائما ورغم كثرة مشاغل المهنة التي تنتمي اليها صاحبة الجلالة كانت تؤمن بأن للاعلام دور في رصد الاخطاء والمشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع لايجاد الحلول الملائمة لها كذلك كانت كما عرفتها عن قرب مدافعا شرسا ليس فقط عن مصالح الضعفاء من المواطنين بل كذلك الوقوف بجانب الدولة ضد ممن تسول له نفسه العبث بأمنها واستقرارها . رحم الله الشهيدة وجعل مثواها الجنة مع الابرار والقديسين الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا . خالص العزاء لأسرة الشهيدة والصبر والسلوان لجميع معارفها .اضافة اعلان